مخيم شاتيلا – بيروت
قبيل عيد الفطر من كل عام، يعمد أهالي مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت إلى تنظيف مقبرة شهداء الثورة الفلسطينية.
وفي هذا العام، على الرغم من تفشي فيروس "كورونا" والإجراءات الوقائية، أصر الأهالي على تنظيف المقبرة.
وأشار محمد سرور، أحد شهود العيان على مجزرة صبرا وشاتيلا، إلى أن أهالي شهداء فلسطين ومؤسسات المجتمع المدني والفصائل الفلسطينية في بيروت يجتمعون 3 مرات في كل عام (ذكرى الشهيد الفلسطيني وفي العيدين) لتنظيف مثوى الشهداء من الأعشاب المتراكمة وغسل القبور.
وأكد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن المقبرة تعتبر رمزاً من رموز النضال الفلسطيني، حيث "يرقد فيها أولئك الذين ضحوا بأنفسهم وجعلوا من أجسادهم جسر عبور لكي نعبر من خلالها إلى الوطن".
وأنشئت المقبرة في عام 1958 خلال الإضطرابات التي شهدها لبنان، وذلك بسبب خطورة وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى المقابر الأخرى، وتحديداً مقبرة الباشورة الواقعة في شمال محلة البسطة التحتا، لأنها وما جاورها كانت مسرحاً لتبادل النيران بين الأهالي وبين قوات الأمن الحكومية.
كما شيد في مقبرة الشهداء مسجد لإقامة صلاة الجنازة على الموتى.
وتضم المقبرة جثامين قادة وشهداء فلسطينيين كمفتي القدس الحاج أمين الحسيني، والشهيد غسان كنفاني، والشهداء القادة كمال ناصر وكمال عدوان وماجد أبو شرار، إلى جانب مناضلي الجيش الأحمر الياباني وغيرهم.
وشدد سرور: "نحن كشعب فلسطيني وصاحب حق نعاهدهم (الشهداء) بأننا على طريقهم سائرون وأن دماءهم لم تذهب هدراً وسنبقى أوفياء لهم".
يذكر أن المقبرة تعاني من إهمال وتهميش، خصوصاً لناحية مساحتها المحدودة وتكدس القبور وعدم قدرتها على استيعاب المزيد، ما جعل الأهالي يدفنون الموتى فوق بعضهم البعض، حيث أصبح من المألوف في المقبرة أن يحمل القبر الواحد أكثر من اسم.