استنكرت حملة المقاطعة في فلسطين بأشد العبارات "الرحلات الجوية التطبيعية من دولة الامارات العربية المتحدة نحو الكيان الصهيوني العنصري، والتي تأتي بحجة نقل المساعدات للفلسطينيين في إطار التغلب على وباء كورونا".
وأكَّدت الحملة في بيانٍ لها اليوم الأربعاء 10 يونيو/ حزيران، على "الموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني الرافض لأي مساعدات تُستغل لتشكل جسراً للتطبيع بين الدول والاحتلال الإسرائيلي"، مُشيرةً أنّ "مثل هذه الرحلات مستهجنة وخاصة في هذا الوقت "الحسّاس" من تاريخ القضية الفلسطينية وما يحاك ضدها في العلن والخفاء ومع ما يرسم له الاحتلال من خطة ضم الأراضي التي تسعى لتنفيذها الحكومة الصهيونية ليل نهار، في حين مثل هذه الرحلات والزيارات تمنح الاحتلال الشرعية والضوء الأخضر لزيادة وتيرة هجمته الوحشية على الفلسطينيين والتضييق عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم".
كما دعت الحملة كافة الأحزاب والهيئات الإماراتيّة والعربيّة "للتحرك العاجل لإدانة واستنكار مثل هذه الرحلات واتخاذ كافة الإجراءات لوقفها ومحاسبة المسؤولين عن تسييرها".
كما أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيانٍ لها، استمرار "دولة الإمارات في جريمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، رغم كل الدعوات التي سبق أن وجهت لها بالتوقف عن ذلك والتحذير من المخاطر التي تترتب على التطبيع فلسطينياً وعربياً"، مُعتبرةً أنّ "تصاعد وتيرة التطبيع بين دولة الإمارات والكيان إلى حد تسيير رحلات طيران مباشرة بينهما كما حدث أمس من وصول طائرة لشركة الطيران الإماراتية انطلقت من مدينة أبو ظبي لمطار "بن غوريون" يُشكل إمعانًا في طعن القضية الفلسطينية وتضحيات شعبنا وأمتنا العربية، في وقتٍ ندعو فيه أشقائنا العرب وكل أحرار العالم بحصار الكيان ومعاقبته على مخطط الضم، ومجمل سياساته التي تستهدف تجسيد المشروع الصهيوني على كامل الأرض الفلسطينية وعلى حساب حقوق شعبنا".
جاء ذلك، بعد تواصل نهج التطبيع الجوي الاماراتي مع الكيان الصهيوني، حيث حطّت مساء أمس الثلاثاء 9 يونيو/ حزيران، طائرة إماراتية ولأول مرّة تحمل الشعار الرسمي لمجموعة "الاتحاد للطيران" الإماراتية في مطار اللد المحتلة.
وقالت وسائل إعلامٍ عبرية، إنّ "هذه الطائرة محمّلة بمساعدات طبية لـ "دعم الفلسطينيين" في التصدي لفيروس كورونا، وهذه هي ثاني رحلة من نوعها في غضون أقلّ من شهر".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية في كيان الاحتلال أنّ "الرحلة التي حطّت الثلاثاء هي الثانية الآتية إلى إسرائيل من الإمارات، إنّها ثاني رحلة مباشرة من الإمارات وهي محمّلة مساعدات طبية للفلسطينيين، وستسلّم للأمم المتحدة من أجل توزيعها".
وفي السياق، قال الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عن وصول الطائرة الإماراتيّة، إنّه "حدث تاريخي في مطار بن غوريون الدولي الإسرائيلي هذا المساء.. طائرة شحن إماراتية من شركة الاتحاد تهبط في المطار حاملة مساعدات إنسانية للفلسطينيين".
وكانت الإمارات أرسلت منتصف مايو الماضي أول رحلة إلى الكيان الصهيوني بشكلٍ مباشر بزعم وادعاء مُساعدة الفلسطينيين، وهذا ما رفضته السلطة الفلسطينيّة وقالت أنّه لم يجر التنسيق معها بشأن أي مساعدات إماراتيّة، ورفضت استقبال هذه المُساعدات.
وتأتي هذه الرحلة الإماراتية المشبوهة كما وصفها كثيرين في توقيتٍ تستعدّ فيه سلطات الاحتلال الصهيوني للمضي قدماً في أواخر يوليو الجاري بضم مستوطنات في الضفة الغربية بالإضافة إلى غور الأردن.