شارك العشرات من أبناء الجالية الفلسطينية في هولندا يوم أمس الأحد 14 يونيو/ حزيران، في وقفةٍ تضامنيةٍ مع القضية الفلسطينية، ورفضاً لقرار الضم "الاسرائيلي" للأغوار ومناطق في الضفة الغربية المحتلة، وكانت هذه الوقفة من تنظيم عدّة مؤسّسات فلسطينيّة وهولنديّة.
بدوره، قال رئيس الجالية الفلسطينية في هولندا أيمن نجمة، إنّ "اليوم وفي ساحة من أهم الساحات في هولندا وهي ساحة أمستردام يتظاهر العديد من المتضامنين مع الحق الفلسطيني من الهولنديين بالإضافة إلى شريحة واسعة من الجالية الفلسطينية رغم الطقس الماطر".
وأشار نجمة خلال حديثه لمراسل المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام (Epal) الذي تواجد في التظاهرة، أنّ "هذه الوقفة جاءت لنقول لا لجميع القرارات التي صدرت في الفترة الأخيرة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي أحادية الجانب، وهذه الوقفة ليست فقط للتضامن مع حقنا أو الحق العادل للقضية الفلسطينيّة، بل يقف الجميع اليوم لكي نُعيد للذاكرة التجاوز الذي يستغله الاحتلال الإسرائيلي في هذا الوقت، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي لكسر جميع الحواجز والقواعد القانونية التي فرضها العالم وحتى على صعيد قرارات الأمم المتحدة منذ زمنٍ بعيد".
وبيّن أيضاً أنّ "الاحتلال الإسرائيلي لا يزال وبدعم من القيادة الأمريكية يضرب بعرض الحائط جميع هذه القرارات، ويتوسّع باتجاه حل أحادي الجانب لا يمثّل إلا سلطة احتلال وقيادة أمريكية متعنتة في هذا الوقت"، لافتاً إلى أنّ "الفلسطينيون في الجاليات الفلسطينية في أوروبا بقع على عاتقهم اليوم عبء كبير في نقل هذه القضية لهذه المجتمعات المُغيّبة منذ فترة طويلة بفعل الإعلام أو اللوبي الصهيوني الموجود في الساحة الأوروبية".
وتابع نجمة: "لدينا أيضاً العديد والكثير من المتضامنين الأوروبيين الذين يتعاطفون مع الحق الفلسطيني وخصوصاً بناءًا على المجازر والقرارات الأخيرة التي يتخذها الاحتلال في الساحة الفلسطينيّة، إذن لدينا تعاطف مع القضية الفلسطينية من الناحية الإنسانية، وبسبب ازدياد جرائم الاحتلال".
من جهته، قال أحد أبناء الجالية الفلسطينية في هولندا خلال تظاهرة، أنّها "تؤكّد أنّ بإمكان الشعب الفلسطيني مع وجود هؤلاء المتضامين بأن يسير إلى الأمام حتى نيل حقوقه الوطنية رفضاً لسياسة الضم التي تتبعها سلطات الاحتلال الصهيوني في فلسطين"، مُشيراً أنّه "بتوحيد الجهود الفلسطينية يمكن أن نهزم سياسة العدو الصهيوني وصفقة القرن وكل المؤامرات التي تُحاك ضد أبناء شعبنا، وهذا التضامن اليوم يؤكّد أن هناك الكثير من المتضامنين مع أبناء شعبنا من أجل الحصول على حقوقه المشروعة".
وأضاف أيضاً إنّ "هذا الحشد الكبير من المتضامنين وأبناء الجالية الفلسطينية المتواجدين في هولندا ومن جاليات أخرى يؤكّد بأنّ رسالة هذه التظاهرة قد وصلت، ومن الممكّن من خلال توحيد الجهود أن تصل وأن نقف صفاً واحداً في وجه اللوبي الصهيوني الذي يحاول قلب الحقائق وتزوير التاريخ بالنسبة للقضية الفلسطينية".
وخلال الوقفة أيضاً، قال أحد أبناء الجالية ويُدعى أبو علي، إنّ "هذه الوقفة تضامناً مع أهلنا في الأرض المحتلة بغزة والضفة الغربية كي نوصل رسالتنا للعدو الصهيوني ولأمريكا بأننا باقون مهما تكالبت علينا معظم الدول، ونحن صامدون في وجه المخطط الاستعماري بضم بعض مناطق الضفة".
وأوضح أبو علي أن "الشعب الهولندي وكافة أحرار العالم متضامنون معنا في سبيل احباط هذه المؤامرة التي خطط لها ترامب ونتنياهو، ونقول لهم لتذهبوا لمزبلة التاريخ".
مُشاركٌ آخر وهو من أبناء الجالية العراقية في هولندا، أوضح أنه "من المهم جداً أن نشارك في هذه الوقفة لنخبر العالم كله بالقضية الفلسطينية ونكسر الصمت لأن العالم تعود على الصمت والظلم"، في حين بيّن أنّ "الدور اليوم هو للشعوب وليس للحكومات التي انتهى دورها منذ زمن، على الشعوب أن تنهض وتقول لا للتطبيع".
وشدّد عددٌ من الحضور أيضاً على أنّ "هذه الوقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية، وأننا لن ننسى أرضنا ووطنا الذي دنسه الاحتلال ويهدد بالقضاء على المقدسات"، مُؤكدين أنّ "الاحتلال هو المسؤول الأول عمّا يجري في الأرض الفلسطينية من انتهاكات وخروقات لكافة القوانين الدولية"، مُطالبين "كافة الدول العربية بالالتفاف حول القضية الفلسطينية لخطورة المرحلة الراهنة".
يُشار إلى أنّ هذه الوقفات والتظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة لمخططات الاحتلال "الإسرائيلي" تتنامى يوماً بعد يوم، في حين لم تشهد معظم الدول العربية والإسلامية مثل هذه التظاهرات الداعمة لفلسطين وحقها في الوجود ومقاومة الاحتلال وفق الأعراف والشرائع الدولية.