أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين فواز شلودي، عقب زيارته، أمس الثلاثاء 16 حزيران/يونيو، لمجموعة من الأسرى المرضى فيما يُعرف بــ"عيادة سجن الرملة"، بأنّ "الأسرى المرضى القابعين هناك يعانون من أوضاع صحية خطيرة، وظروف اعتقالية قاسية وصعبة، ومنهم 14 أسيراً مريضاً يعانون من انعدام الخدمات الطبية والرعاية الصحية".
كما أوضح شلودي أنّ "هؤلاء الأسرى يعانون من عدم تشخيص الحالات المرضية، وانعدام تقديم العلاجات والأدوية اللازمة لهم، ومساومة الأسرى على العلاج، وتقديم المسكنات والمنومات، وغالبيتهم يعانون من الشلل والإصابة بالرصاص، ويتنقلون على كراسي متحركة، ويعتمدون على أسيرين آخرين للقيام باحتياجاتهم اليومية"، مُشيراً إلى أنّ "الأسرى المرضى القابعين هناك هم: خالد الشاويش، ومنصور موقدة، ومعتصم رداد، وموفق عروق، وناهض الاقرع، وصالح صالح، وقتيبة الشاويش، ومحمد طقاطقة، ومعمر الصباح، ومحمد تعمري، وصبري بشير، وهيثم بلل، وفضل الكركي، وأرقم هرشة، فيما يقوم على خدمتهم الأسيران إياد رضون وعليان عمور".
كما أردف بالقول: "إنّ الأسير أرقم هرشة، يُعاني من ظروف صعبة، حيث اعتقل قبل نحو شهر بعد إطلاق النار عليه من قبل الجنود وإصابته برصاص متفجر بالقدم اليمنى، أدى إلى تكسّر بالحوض وما زالت الشظايا حتى اليوم موجودة بجسد الأسير لصعوبة إخراجها لتواجدها بجانب الأوردة، ومكث الأسير بالمستشفى لمدة 8 أيام وبعدها تم نقله إلى مستشفى الرملة ويتنقل اليوم على عكاز لأنه لا يستطيع تحريك قدمه جيداً".
ظروف قاسية لأسرى "عصيون"
وفي ذات السياق، أفادت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، جاكلين فرارجة، بأنّ "الأسرى في "عصيون" والبالغ عددهم 43 أسيراً بينهم قاصر، يمرون بظروف اعتقالية صعبة ومزرية بكل معنى الكلمة، في ظل انعدام أية مقومات معيشية وإنسانية داخل غرف السجن، وعدم توفر الملابس أو السماح لهم بالاستحمام فضلاً عن سوء الطعام المقدم لهم نوعاً وكماً"، موضحةً عقب زيارتها للأسرى القابعين فيما يعرف بمركز توقيف "عصيون"، للمرة الأولى منذ 3 أشهر، بعد انقطاع زيارات المعتقلين بسبب جائحة "كورونا"، أنّ "النظافة منعدمة داخل السجن فساحة الفورة كانت مليئة ببقايا الطعام، وسلّات المهملات مليئة بالقاذورات والذباب يملأ المكان والرائحة كريهة جداً".
وبيّنت أيضاً أنّ "عدد الأسرى كان كبيراً جداً وفي غرف مكتظة ومزدحمة، ومدة الفورة (الخروج للساحة) لا تتجاوز (15) دقيقة، كما أنّ الطعام سيئ الكمية ومعظم الأسرى يشكون من الجوع، فالطعام المقدم لا يكفيهم ولا يسد جوعهم، وذكروا أنهم لم يغيروا ملابسهم الداخلية منذ اعتقالهم إلا مرتين خلال أشهر اعتقالهم، ولا يتوفّر لديهم المحارم والمناشف أو البشاكير، ولا يستطيعون تحمّل بقائهم لمدة أطول في هذا السجن".
وتابعت رواية ما شاهدته خلال الزيارة: "عدد من الحالات المرضية هناك لا تتلقى الرعاية الطبية اللازمة، كحالة الأسير جبريل طقاطقة من بيت لحم، والذي يُعاني من حساسية في الجلد وتفاقمت ظروفه الصحية في السجن نظراً لقلة النظافة، وحالة الأسير لؤي نافذ جابر من الخليل مريض أعصاب ولم يأخذ دواءه اللازم منذ مدة طويلة، والأسير عمار علي عويضات من الخليل، والذي يعاني من أزمة في التنفس وبحاجة لأدوية وبقائه في سجن عصيون يفاقم من وضعه الصحي".
في حين أكًّدت الهيئة أنّ "معتقل عصيون يعتبر محطة مؤقتة لتوقيف الأسرى لحين نقلهم إلى السجون، وجيش الاحتلال هو المسؤول عن إدارته، ويتعرّض فيه الأسرى للمعاملة القاسية والوحشية ويُمارس بحقهم العديد من صنوف التعذيب والممارسات اللاإنسانية والمهينة".