أكَّد المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، أنه "معجب" بالطريقة التي استجابت بها الوكالة لجائحة "كورونا".
وأوضح لازاريني خلال حوارٍ أجراه معه موقع الأمم المتحدة الإلكتروني، أنّه "ومنذ اليوم الأول، قامت "أونروا" بتعديل طريقة عملها، وضمان تقديم الخدمات الصحية، والخدمات التعليمية، وكذلك الخدمات الغذائية فقط من خلال تغيير طريقة عملها والحد من الازدحام".
وأشار المفوّض العام إلى أنّ الوكالة "ساهمت على مدى الأسابيع القليلة الماضية أو الأشهر القليلة الماضية في احتواء انتشار الجائحة"، لافتاً إلى أنّ "الأمر الآخر الذي يمثل تحدياً كبيراً اليوم هو تأثير الجائحة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان الذين يعانون بالفعل من ضغوط شديدة".
وتابع لازاريني: "قبل الجائحة، واجهت "أونروا" بالفعل عدداً من التحديات فلدينا قضايا تتعلق بالأزمة المالية، كما كانت لدينا أيضاً أزمة تتعلق بسمعتنا في عام 2019، وبينما يتم دعم ولاية "أونروا" سياسياً بطريقة ساحقة، إلا أننا نواجه في الوقت نفسه انتقادات متزايدة حول جدوى وشرعية المنظمة".
وبيّن أنّ "لاجئي فلسطين في الدول هم فقراء بمعدل الضعف مقارنة بمتوسط السكان، والآن، في ظل كوفيد-19، الأكثر ضعفاً هم الأكثر تضرراً اجتماعياً واقتصادياً، وما نلاحظه اليوم، خاصة في أماكن مثل الدولة الفلسطينية ولبنان -البلد الذي يمر بأزمة مالية واقتصادية متقلبة- أو أماكن مثل غزة، سيكون لدينا عدد متزايد من الناس يعتمدون أكثر فأكثر على مساعدات أونروا، لكن لدينا أيضاً اليأس المتزايد فالناس يكافحون حقاً يومياً لضمان الحصول على وجبة واحدة يومياً لعائلاتهم".
وحول تقديم المساعدة الصحية، أوضح المفوّض: "تحولنا إلى التطبيب عن بعد، حتى نتمكن من تقديم المشورة للمريض عن بعد ثم نقوم بتوصيل الدواء إلى المنزل، وفيما يتعلق بالمدرسة، فقد تحولنا إلى التعلّم الإلكتروني، وفيما يتعلق بتوزيع المواد الغذائية، فقد انتقلنا من مركز التوزيع إلى خدمة التوصيل إلى المنزل، بمعنى أنّ طريقة عمل "أونروا" سمحت بالفعل بمنع حدوث إصابات كثيرة في أماكن تعاني من الاكتظاظ السكاني".
إلى ذلك، قال لازاريني إنّ "أونروا تعقد قريباً مؤتمر تعهدات في حزيران/يونيو (في 23 من حزيران/يونيو 2020)، وأعتقد أن الاستثمار في الوكالة هو استثمار في الاستقرار العادل في منطقة شديدة التقلب"، لافتاً أنّ "أونروا تعد المواطن المستقبلي لهذه المنطقة، وليس هناك قيمة أفضل مقابل المال من أن تستثمر كل دولة في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".