طالب ناشطون من أبناء المخيّمات الفلسطينية في سوريا، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بزيادة حجم المعونة الماليّة، واعتماد خطط إغاثيّة تقوم على توفير السلّل الغذائيّة وزيادة كميّات الأدوية في المستوصفات وتأمين بعض المستلزمات الضرورية، وذلك لمواجهة الظروف الاقتصاديّة والمعيشيّة غير المسبوقة في ترديها التي وصلت إليها البلاد إثر دخول العقوبات الاقتصادية بموجب قانون "قيصر" حيّز التنفيذ.
وانتقد الناشطون في حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عدم قيام وكالة " أونروا" بأيّ حراك طارئ لمواجهة تبعات جائحة " كورونا" وعدم تقديم أيّة مساعدات تذكر، واكتفائها فقط بحملات الدعاية.
وقال الناشطون، أنّ الظروف المعيشيّة ارتفعت بين 6 إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل عام، وهو ما يوجّب على الوكالة المعنية بغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أن تقدّم دعماً عاجلاً، يتمثّل بـ" زيادة كميّات الدواء في المستوصفات والتوسّع بأنواعها، والعمل على تقديم معونة نقدية مباشرة وزيادة المبلغ المقدّم، والإسراع بتقديم سلّة غذائيّة إسعافيّة فورية تحتوي مواداً أساسية كالزيت والسكر والأرز وسواها".
كما طالب الناشطون، بزيادة كميّة الفوط الصحيّة لذوي الاحتياجات الخاصّة والمعوّقين، نظراً لشحّها من الأسواق وارتفاع أسعارها بشكل كبير، إضافة إلى توزيع فوط الأطفال للعائلات التي لديها طفل دون السنة ونصف، وتقديم حليب الأطفال.
كما تضمّنت المطالب، تسهيل القروض التي تمنحها دائرة تمويل المشاريع الصغيرة لدى "أونروا" و تخفيض نسبة الفائدة و مبلغ الأقساط، والتجهيز للعام الدراسي وتوفير الدفاتر والقرطاسيّة والحقائب المدرسيّة، وتخصيص وسائط لنقل طلّاب معهد "DTC".
وتتوجه أنظار اللاجئين الفلسطينيين في سوريا باتجاه وكالة "أونروا" وسط تساؤلات حول ما تعدّه الوكالة الدولية من خطط لمواجهة الأزمة المعيشيّة و الصحيّة التي تنذر بالتفاقم، ولا سيما في يخص توفير الأدويّة للاجئين الفلسطينيين في سوريا، والاستمرار في تقديم الرعاية الصحيّة وتطويرها.
وتتفاقم في سوريا أزمة شحّ الأدوية في عموم المناطق، بما فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في البلد، وبلغت نسبة فقدان المضادات الحوية وأدوية الأطفال في درعا 90% وفق ما أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بوقت سابق.
وأضاف المراسل، أنّ أدوية الضغط والسكري والقلب بات الحصول عليها من الصيدليات شبه مستحيل، في حين يجري تأمينها بشقّ الأنفس بأسعار باهظة، تفوق القدرة الشرائيّة للأهالي بأضعاف.
وأشار إلى أنّ سعر الشريط الواحد من المضاد الحيوي 12 كبسولة نوع "أزتومايسين" بلغ ألف ليرة سوريّة، كما بلغ سعر دواء السعال للأطفال 800 ليرة سوريّة.
ولفت المراسل، إلى تحذيرات الأطباء للأهالي من كارثة انسانيّة حقيقية، مشيراً إلى نصائح باتت متداولة من قبل الأطباء حين مراجعتهم، بضرورة تخزين أدوية الأمراض المزمنة وخصوصاً لمرضى السكرّي والقلب، لكونها مقبلة على أن تفقد بشكل كامل.
وبحسب "أونروا" فإنّ 91% من أسر اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يكابدون الفقر المطلق ( أقل من دولارين في اليوم)، في حين تم تحديد 126 ألف لاجئ كضعفاء للغاية، وذلك في تقرير النداء الطارئ الصادر عنها مطلع العام 2020 الجاري، ما يجعلهم وفق ما تشير إليه الأرقام، الشريحة الأكثر هشاشة معيشيّاً، وبالتالي الأكثر تأثرّاً بما تشهده البلاد من أزمات متصاعدة.