شهدت جميع المخيمات الفلسطينية الممتدة من جنوب إلى شمال لبنان وقفات وفعاليات احتجاجية ضد قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضم أراض في الضفة الغربية المحتلة.
وكما كان متوقعاً، كانت الوقفات شبه خجولة، في ظل وضع معيشي غير مسبوق يعاني منه لبنان، وينعكس بشكل كبير على يماتالمخ الفلسطينية.
وتجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم الـ 9 آلاف ليرة لبنانية، فيما ارتفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة إلى 2000 ليرة، كما يتواصل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمستلزمات بشكل جنوني، ما يزيد من حدة التخوفات من المستقبل القريب.
مخيم الرشيدية: دعوة إلى قرار موحد ضد الضم
بدءاً من مخيم الرشيدية، أقرب المخيمات الفلسطينية إلى فلسطين، نظمت فصائل العمل الوطني وقفة "غضب" رفضاً لمخططات الاحتلال الرامية إلى ضم أراضي في الضفة الغربية
ودعا مسوؤل حركة "حماس" في المخيم، نزار الحسين، إلى اجتماع الأمناء العامين للفصائل واتخاذ قرار جريء موحد مبني على قاعدة الكفاح والنضال، وبناء استراتيجية كفاحية بوجه الاحتلال الغاصب.
وأضاف: "مشروع الضم سيسقط تحت ضربات المجاهدين، وفلسطين من بحرها إلى نهرها هي حق لنا ولا يمكن أن نتنازل عن شبر منها مهما كلف الثمن والنصر حليف المجاهدين".
بدوره، قال عضو منطقة صور في حركة "فتح"، جلال أبو شهاب: إن "الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة أكثر من أي وقت مضى، ونقول للكل الفلسطيني آن الأوان أن نكون موحدين خلف شرعية واحدة اسمها منظمة التحرير الفلسطينية هي الحضن الدافئ للكل الفلسطيني".
ومن الملاحظ في كل مناسبة إصرار الفلسطينيين على اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الكيان الشرعي الوحيد الممثل لهم، فيما يغيب فعل المنظمة عملياً منذ عقود بما يتناسب مع طموحات الشعب الفلسطيني، لذا تتكرر الدعوات لإعادة بنائها وتفعيل مؤسساتها وفق الأسس النضالية الثابتة للشعب الفلسطيني
وتابع أبوشهاب: "نقول لترامب ونتنياهو من مخيم الشهداء أننا لن نسقط الراية حتى ندحر العدو الصهيوني عن أرضنا وتقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم".
مطالبات بإنهاء الانقسام
إلى مخيم برج الشمالي، حيث نظمت وقفة رافضة لقرار الضم الإسرائيلي، بحضور ممثلين عن الفصائل والقوى والجمعيات وعدد من أهالي المخيم.
وقال أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في المخيم، أحمد خضر: "الشعب في الداخل والشتات لن يركع ولن يرفع الراية البيضاء مهما تكالبت علينا قوى العدوان والمتآمرين على قضيتنا".
كما أكد الحرص التام على أمن واستقرار لبنان، مشدداً على الوقوف على الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية"، ودعا "أونروا" إلى الالتزام بواجباتها في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم إلى ديارهم.
مشروع الضم يؤسس لنكبة جديدة
في مخيم البص المجاور، نظمت هيئة العمل الوطني اعتصاماً عند مدخل المخيم.
واعتبر عضو قيادة الجبهة الديمقراطية في لبنان، عبد كنعان، أن "مشروع الضم هو إحدى حلقات "صفقة القرن" التي تؤسس لنكبة جديدة، كونها تشكل إبادة سياسية وكيانية للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وهي نتاج العقلية الاستعمارية لمتطرفي الإدارة الأمريكية الذين يتعاطون مع شعبنا بمنطق العنجهية".
وأكد أن مواجهة مشروع الضم تتطلب عقد قمة فلسطينية عاجلة لوضع استراتيجية فلسطينية موحدة تستند إلى المقاومة بكافة أشكالها وتطبيق قرارات الاجماع الوطني.
في عين الحلوة، نظمت وقفة احتجاجية تنديداً بقرار الاحتلال ضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية المحتلة، بمشاركة ممثلين عن القوى الفلسطينية واللجان الشعبية والأحياء وحشد من ابناء المخيم.
وألقيت العديد من الكلمات التي أكدت أن "للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج موحد ويرفض "صفقة القرن" ويؤكد تمسكه بحق العودة".
دعوة "أونروا" إلى القيام بواجباتها تجاه لاجئي لبنان
إلى الشمال، وتحديداً مخيم نهر البارد، حيث جرى اعتصام أمام مكتب مدير خدمات "أونروا"، بدعوة من الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية.
ودعا أمين السر الدوري للجنة الشعبية، فؤاد موسى، "أونروا" إلى أن "تكون عادلة ومنصفة بحق شعبنا في مخيمات لبنان"، مطالباً إياها باستكمال إعمار في مخيم نهر البارد.
بدوره، اعتبر جمال أبو علي، أمين السر الدوري للفصائل الفلسطينية في مخيم نهر البارد، أن الضم الصهيوني "وصمة عار في جبين النظام الرسمي العربي".
ودعا إلى المقاومة الشعبية والوطنية لقرار الضم، من خلال إطار وطني جامع وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني.
كما شهدت مخيمات بيروت الثلاثة، برج البراجنة وشاتيلا ومارالياس، وقفات احتجاجية رفضاً لمخططات الاحتلال ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.