الانروا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
خلال خطاب له في قاعة مجلس الوصاية، الرئاسة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، رحب المفوض العام للأونروا "بيير كرينبول"، صباح الإثنين 5 كانون الأول، بالحضور في مؤتمر التعهدات من أجل الأونروا. واستهل الحديث مقدماً للحضور ثلاث طلاب من مدارس الأونروا رافقوه من غزة، وهم رزان وأحمد ورؤى.
وقال كرينبول في مستهل حديثه "أود أن أعترف بالدعم الاستثنائي والجهود التي بذلها العديدون ممن هم حاضرون معكم اليوم في القاعة في نيويورك: بدءاً من الجهات المستضيفة وهي الأردن ولبنان وسورية وفلسطين ومصر، ومن الدول الأعضاء والمانحين والشركاء، بما في ذلك المنظمات الإقليمية والمؤسسات". كما شكر كل من ساهم بدعم الوكالة دبلوماسياً ومالياً، وهذا الدعم الذي ساعد الأونروا بتلبية حاجات اللاجئين االفلسطينيين لاكثر من 66 عاماً.
وأفاد كرينبول "اليوم، وفي وقت يشهد انعداما كبيرا في اليقين جراء نزاعات مدمرة وعنف في منطقة الشرق الأوسط، علاوة على تحركات واسعة النطاق للاجئين، فإنني غالبا ما أتعرض للسؤال عن السبب الذي ينبغي فيه على العالم أن يواصل اهتمامه بلاجئي فلسطين الذين، دعونا نتذكر هذا، يشكلون أكبر نسبة من اللاجئين في العالم وأطولهم من حيث مدة اللجوء". وأضاف "قيل لي بأن المسألة قد طغت عليها أزمات أخرى في الشرق الأوسط وبأن هنالك إحساسا عاما بالتعب حيال قضية لاجئي فلسطين".
وأشار إلى التعب الذي يلحق باللاجئين، مؤكداً أنه لم يلتق بلاجئ فلسطيني يرغب بأن يظل لاجئاً، لا في سوريا التي تعاني من الحروب، ولا في مخيمات لبنان المكتظة والمليئة بأوجه الإستعباد، ولا في المجتمع البدوي في الضفة الغربية حيث يكون الفلسطيني مهدد بالترحيل القسري.
واستعان كرينبول بسؤال سبق وطرح عليه من قبل أحمد، الطفل الذي يرافقه، الذي قال "بعد أن حضرت اجتماعاً مع السيد بان كي مون، شجعنا على الدراسة وعلى التعلم عن حقوق الإنسان، فأخبرته بأننا نتعلم بشكل نشط في مدارس الأونروا ، وبأننا ندرس حقوق الإنسان في مدارس الأونروا ونحن مهتمون جداً بتلك الحقوق. إلا أنني سألت السيد الأمين العام أيضا: لماذا لا تنطبق هذه الحقوق علينا؟" توجه كرينبول بطرح السؤال عينه على الحاضرين، لأن مثل هذا السؤال لا يحتمل إطالة بالإجابة.
وأشار كرينبول أن لا أحد يقبل أن يعيش في مثل الحالة التي تلاحق الفلسطينيين، تلك الحالة المليئة بالإهمال، والتي خلقت من رحم الإرادة السياسية الغائبة. وأضاف "
فإن اللامبالاة ستعني انتهاكا لمسؤولياتنا كبشر بمساعدة أولئك المنكوبين وأولئك الذين تم نسيانهم. هل يمكننا بمصداقية أن ندعي تمسكنا بتحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة بحلول العام 2030 لكافة البشر – رجالا ونساء على حد سواء – في الوقت الذي لا نقوم فيه بدعم هذه الأهداف للاجئي فلسطين".
ولجأ كرينبول للقول أن الإحتلال يؤثر على حياة الشعب الفلسطيني، فالإنتهاكات والتوسع غير الشرعي للمستوطنات والقيود تعيق الحياة الطبيعية. واللامبالاة، برأيه، تكمن في خيارات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا حيث تكمن أمال النزاع والتدمير مثل التدميرات التي يشهدها خان الشيح وسواه من المخيمات الفلسطينية في سوريا.
وبخصوص انعقاد المؤتمر، قال كرينبول " أتعهد بأن الأونروا ستعمل بحزم وقوة لدعم حقوق لاجئي فلسطين. إن هنالك العديد من الحقوق التي هي بحاجة لأن يتم التمسك بها إلا أنه وبحضور طلبتنا فإنني أتعهد ببذل كافة الجهود المطلوبة للمحافظة على سبل وصولهم للتعليم وبتحسين فرصهم بالحصول على الوظائف المطلوبة من أجل حياة كريمة".
وبدورها شاركت الطفلة رزان مشيرة للنزاعات التي شهدتها خلال طفولتها، وتحدثت عن المعاناة التي تتعرض لها مدينتها من انفجارات وتدمير والحصار.
كما تعهد كرينبول في تحسين الأونروا استجابتها لكافة متطلبات الفلسطينيين، وتقديمها التنمية البشرية للاجئ الفلسطيني، لذا على الأونروا أن تنعم بالدعم المالي بشكل مستدام وقابل للتوقيع. فعلى الوكالة أن تقوم بتوظيف طاقاتها من أجل تأمين الموارد المطلوبة لتأدية عملها.
وقال كرينبول "بالنسبة للموازنة البرامجية لعام 2016، فإن الأونروا لا تزال تعاني من نقص يبلغ 37 مليون دولار. وإننا نأمل أن يتم التغلب على هذه الفجوة في الأيام القليلة القادمة". وأضاف "سينبغي على الموازنة البرامجية للأونروا للعام القادم أن تزيد بحوالي 5% لتصل إلى 715 مليون دولار، وذلك ببساطة من أجل المحافظة على عملياتنا بمستواها الحالي. إن تقديراتنا تقول بأن الفجوة المتوقعة بين الدخل والنفقات في عام 2017 ستكون 115 مليون دولار. وعلي أيضا أن أؤكد بأننا بحاجة إلى ما يزيد على 950 مليون دولار من أجل مناشدات الطوارئ للأراضي الفلسطينية المحتلة وسورية وللمشاريع مثل إصلاح المساكن في غزة وإعادة إعمار مخيم نهر البارد بلبنان".
وأضاف كرينبول "يسرني أيضا أن أشير، مثلما أشارت السيدة الرئيسة، أن اللجنة الرابعة قد أدرجت بندا جديدا في قرارها السنوي حول عمليات الأونروا والذي سيتم التصويت عليه غدا والذي يطلب من الأمين العام تسهيل مشاورات واسعة مع الدول الأعضاء وغيرهم من أجل استكشاف كافة السبل والوسائل، بما في ذلك من خلال التبرعات الطوعية والمقدرة، لضمان تمويل كاف يمكن التنبؤ به ومستدام للوكالة يستمر طوال مدة ولايتها".
وختم قائلاً "إن العالم لا يستطيع تحمل كلفة التخلي عن لاجئي فلسطين. إن المخاطر عالية جدا. وفي انتظار حل عادل لمحنتهم استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، فإن علينا أن نتصرف بحزم من أجل دعم حقوقهم وكرامتهم وجودة خدمات الأونروا".