لم تصدر اليوم، كما كان متوقعاً، نتائح فحوصات PCR من أجل الكشف عن فيروس كورونا (كوفيد -19) التي أجرتها وزارة الصحة اللبنانية يوم الجمعة الماضي، لـ 69 عينة في مخيم الرشيدية جنوبي لبنان.
وتوقع مدير قسم الصحة التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الدكتور عبدالحكيم شناعة صدور النتائج خلال اليومين المقبلين، مشيراً إلى أنه المؤكد لدى الوكالة، من نتائج الفحوصات السابقة، أن هناك ثلاث إصابات في مخيم الرشيدية، بينها إصابة لموظف تابع لـ "أونروا".
"أونروا" تتعامل فقط مع فحوصات وزارة الصحة اللبنانية
وأضاف شناعة أن "أونروا" تتعامل فقط مع وزارة الصحة اللبنانية، ولا تستطيع اعتماد نتائج أي فحوصات أخرى.
وجدد دعواته إلى الأهالي في المخيمات، وخصوصاً الرشيدية، إلى الالتزام بالمنازل، وارتداء الكمامات في حال الاضطرار إلى الخروج، واتباع الإرشادات الطبية الضرورية، وتحديداً النظافة الشخصية وغسل اليدين واستعمال المعقمات والتباعد الاجتماعي والمسافة الآمنة وعدم التجمع والتجمهر.
وحذر من أن عدم الالتزام بإجراءات الوقاية المعلن عنها من قبل الوزارة والوكالة يمكن أن يؤدي إلى مشكلة كبيرة، مشدداً أن عدم انتشار الفيروس يعتمد في الدرجة الأولى على وعي المجتمع وقبوله بوجود الفيروس ومعرفة أننا نعيش في مجتمع متداخل، ولذلك فنحن لسنا بمنأى عن الإصابة بالمرض.
وفي هذا الصدد، أكد أنه على المجتمع احتضان المريض وعدم التنمر عليه أو معاملته بطريقة سيئة، فـ "كلنا معرضون وخصوصاً العاملين في المجال الصحي والخدمات والذين يواصلون تقديم خدماتهم للمجتمع دون انقطاع".
إجراءات مشددة في الرشيدية
وقال مصدر مسؤول في المخيم، فضّل عدم ذكر اسمه، أن المصابين الثلاثة يخضعون للحجر الصحي، فيما لم تصدر نتائج الفحوصات الجديدة التي أخذت يوم الجمعة الماضي.
كما أوضح أن الوضع في المخيم طبيعي، وهناك إجراءات في مساجد المخيم من ناحية التعقيم والتباعد الاجتماعي واستخدام السجدات والتعقيم.
بدورها، أكدت فصائل العمل الوطني في مخيم الرشيدية على إغلاق المقاهي ومحلات الإنترنت كافة.
ودعت الأهالي في بيان إلى عدم التجمع بالشوارع والالتزام بالتباعد الاجتماعي والحفاظ
على المسافات بين كل شخص، إضافة إلى وقف جميع الرحلات والأنشطة الترفيهية والنزول على البحر.
وطالبت الفصائل القوة الأمنية بأخذ جميع صلاحياتها وبشكل جدي لإلزام الحالات التي تثبت إصابتها بالفيروس بالحجر المنزلي، ومواصلة عملها لمنع التجمعات
في وقت سابق، أكدت اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية بمدينة صور إصابة ثلاثة أشخاص من المخيم بفيروس "كورونا"، ما يجعل المخيمات الفلسطينية في لبنان في قلب خطر الوباء المتفشي في البلاد.
وبعد تسجيل إصابتيين لعاملين سوريين في مخيم االبداوي شمالي لبنان الشهر الماضي، قالت لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني إنها لم تتفاجأ بظهور العديد من الإصابات بفيروس "كورونا" في المخيمات والتجمعات الفلسطينية ومحيطها القريب، لاسيما وأن "إجراءات جدية وجذرية لم يتم اتخاذها لمنع هذه الجائحة من الدخول إلى هذه البيئة الهشة".
غير ذلك، فإن القطاع الصحي داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان يعاني من قصور قديم منذ ما قبل تفشي وباء "كورونا" ما يجعل من انتشار الفيروس داخل المخيمات أمراً خطيراً للغاية، وقد جاء هذا التحذير في ورقة بحث نشرها موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين تحت عنوان "القطاع الصحي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان في ظل أزمة كورونا"