قال أحد سكّان مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، إنّ المخيّم بات أشبه بمنطقة معزولة بسبب شحّ وسائل المواصلات، وانعدامها بشكل شبه كلّي مع حلول الغروب.
وأضاف في شكوى أرسلها لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ أصحاب سيارات النقل من نوع " ميكرو باص" باتوا يحجمون عن العمل ليلاً، أمّا في النهار فيُلاحظ قلّة وسائل النقل، وعدم تقيّد السائقين بخط السير المحدد لهم من قبل وزارة النقل، حسب قوله.
وأرجع اللاجئ الفلسطيني، وهو موظف حكومي سبب الأزمة، إلى غلاء أسعار المواصلات واحجام الناس عن التنقّل، لتوفير المصاريف الباهظة، وهو ما يدفع السائقين إلى تقليل أوقات عملهم، فضلاً عن قلّة وسائل النقل بالأساس، وفق تعبيره.
وتابع، أنّ شريحة الموظفّين العاملين في العاصمة دمشق أو مناطق خارج بلدة دنون من أبرز المتضررين من أزمة المواصلات، إضافة إلى أصحاب الحالات الطارئة الذين قد يدفعم ظرف ما الى الذهاب إلى دمشق في أوقات الليل، حيث تنعدم احتمالات إيجاد وسيلة نقل.
ومن المتوقّع أن تزداد حدّة الأزمة، مع انتهاء موسم الصيف وبدء العام الدراسي، حيث يتوجّه مئات الطلبة يومياً إلى مدارسهم وجامعاتهم في العاصمة دمشق، علماً أنّ أزمة المواصلات المزمنة، طالما كانت عامل إرهاق إضافي لأهالي المخيّم، في حين تسود مخاوف من تفاقمها عمّا كانت عليه في الأعوام السابقة، مُتأثّرةً بالانهيار المستمر للواقع المعيشي في البلاد.
وتتشارك كافّة المخيّمات الواقعة في ريف العاصمة السوريّة دمشق، هذه الأزمة مع مخيّم خان دنون، ولا سيما مخيّمات سبينة وخان الشيح، وذلك لبعدها عن العاصمة، وعمل العديد من أهلها كموظفين وعمّال في مناطق بعيدة، فضلاً عن طلبة الجامعات والمعاهد المتوسّطة.
وتُضاف أزمة المواصلات، في مخيّم خان دنون إلى جملة من المشاكل الخدميّة والمعيشيّة، وتهتّك البنى التحتيّة، ما ينعكس غياباً للإنارة في شوارعه وأزقّته، وانهيار في الخدمات الصحيّة والبيئيّة، وغياب شبه تام للمشاريع الإنمائيّة، وانتشار الحفر و مستنقعات المياه، في حال يتفرّد به المخيّم عن سواه من مناطق الجوار وفق ما يؤكد سكّانه.
ويعتبر مخيّم خان دنون، الأشد فقراً بين المخيمات الفلسطينية في سورية، ويعتمد أهله على المساعدات المالية والإغاثية التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بين الفينة والأخرى.