دعت دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مساء أمس السبت 18 تموز/ يوليو، جميع الهيئات الصحية المعنية "برصد ومتابعة أي إصابة بفيروس "كورونا" بين صفوف اللاجئين الفلسطينيين، وإعلان ذلك بشكلٍ سريع تخوفاً من انتشار الوباء في مُخيّم الرشيدية جنوبي لبنان، الذي لا يحتمل أيّة إصابات تكون مجهولة المصدر، خاصة في ظل الحديث عن موجة ثانية من الوباء تتطلب أقسى درجات الاستعداد".
وقالت الدائرة في بيانٍ لها، إنّ "ما حصل مؤخراً بشأن إصابة عشرة (10) لاجئين فلسطينيين بفيروس "كورونا" في مُخيّم الرشيدية، يطرح أكثر من علامة استفهام حول الإصابات وطريقة متابعتها والإعلان عنها، خاصة أنها جاءت بعد الاعلان عن إصابة ثلاثة لاجئين في المُخيّم نفسه، فبعض المصابين علموا بإصابتهم منذ يوم السبت الماضي في 11 تموز الماضي، أو بالحد الأدنى شكوك بالإصابة، لكن لم يتم اعلان ذلك إلا بعد أسبوع، بذريعة الضغط على المختبرات في منطقة صور، وليتبيّن بعد ذلك أن هناك عشرة مصابين نتمنى أن لا يكون عدد مخالطيهم كبيراً".
وتابعت الدائرة في بيانها: "إن صحّت هذه المعطيات، وبغض النظر عن أسبابها، فهي خطيئة ترتقي إلى مستوى الجريمة ويجب عدم تكرارها، لأن أي تأخير في الاعلان عن إصابة أحدهم من شأنه أن يحدث كارثة في نقل العدوى، والمطلوب في مثل هذه الحالات من قبل جميع الهيئات الصحية، دولية ولبنانية وفلسطينية، هو اتخاذ كل الاجراءات التي من شأنها محاصرة أي إصابة وضمان عدم انتقال العدوى، حتى لو تتطلب الأمر عزل أحياء بعينها، إذا كان الهدف مصلحة المجتمع وحمايته، وأفضل طريقة هي اعلان الحقيقة حول الإصابات".
وأفادت الدائرة بأنّها تواصلت مع عدد من المصابين واستقت معلوماتها من عدد منهم، داعيةً إلى "تشكيل غرف عمليات (خلايا أزمة) في جميع المُخيّمات تساهم فيها المؤسسات الصحية، والفصائل الفلسطينية، وقوات الأمن الوطني، واللجان الشعبية والمؤسسات الاجتماعية للوقوف أمام أي طارئ ووضع المعالجات السريعة".
ودعت أيضاً "جميع أبناء شعبنا في كل المُخيّمات إلى عدم التساهل في الالتزام بشروط الوقاية سواء لجهة التباعد الاجتماعي أو استعمال الكمامات والقفازات، إن أمكن، في الأماكن المزدحمة بخاصة"، مُطالبةً "جميع الأطراف المعنية إلى مواصلة حملاتها التوعوية خاصة في المُخيّمات التي تشهد بعض التفلتات".
الأسبوع الماضي، دعت الدائرة في بيانٍ لها، كافة "أبناء المُخيّمات الفلسطينية، خاصّة في لبنان، إلى التعاطي مع جائحة كورونا باعتبارها خطر ما زال قائماً ويُهدّد بانهيار وبائي شامل في مُخيّماتنا، إذا لم يتم تدارك ووقف التفلتات التي تشهدها بعض المُخيّمات، في حالة غير صحية لم نعتد عليها منذ بدء اجراءات الوقاية، التي نجحت مُخيّماتنا في تقديم صورة ايجابية يحق لنا أن نفخر ونعتز بها وبمدى التجاوب الذي أبداه شعبنا مع نداءات المؤسسات الصحية المختلفة".
واعتبرت الدائرة في حينه، أنّ "المرحلة الراهنة تتطلّب التشدد أكثر في معايير الوقاية، نظراً لما استجد من اجراءات على المستوى اللبناني والمتمثلة بفتح البلد وانتهاء اجراءات التعبئة العامة وفتح المطار بكل ما لهذه الاجراءات من احتمالات في انتشار أوسع للجائحة، ومُخيّماتنا ليست بعيدة عن المخاطر، لأن خطر الوباء يمكن أن يتسلّل عبر أقنية الاهمال والاستهتار من قبل البعض، لذلك بات مطلوباً من الجميع التعاطي مع المخاطر المتجددة بدرجة أعلى من الجدية والمسؤولية الوطنية".