استنكرت منظمة التحرير الفلسطينية تصريحات النائب في البرلمان اللبناني، رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، الذي اعتبر فيها اللاجئين الفلسطينيين والسوريين "عنصر تفجير" في لبنان.
وقالت المنظمة في بيان، أصدرته أمس الأحد: "طالعنا النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، بمؤتمره الصحفي الذي عقده عقب لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، والذي تفصحن فيه وساوى بين الاحتلال الصهيوني والإرهاب، وبين الإخوة النازحين السوريين الذين أجبرتهم الظروف على النزوح إلى لبنان، والشعب الفلسطيني المناضل الذي يقف معه ويدعم قضيته وحقوقه المشروعة ونضاله ضد الاحتلال الصهيوني لتحرير أرضه واسترداد حقوقه المسلوبة أكثر من ثلثي دول العالم، ما أثار اشمئزازنا واستفزازنا".
وشددت على أن "اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان ليسوا صندوق بريد لتوجيه الرسائل عبرهم، وليسوا أيضاً مكسر عصا، كلما خطر على بال البعض، يطل عليهم ويدلي بتصريحات ويطلق مواقف تسيئ لهم وللعلاقة الأخوية الوثيقة التي تعمدت بالدم بين الشعبين الفلسطيني واللبناني".
وأشارت إلى أن "الفلسطينيين أينما وجدوا، داخل الوطن وخارجه في جميع أماكن الشتات واللجوء، وعلى الرغم من المحبة التي يحملونها بين ضلوعهم للبنان وللشعب اللبناني الشقيق، إلا أنهم لايرون على الأرض وطناً بديلاً عن فلسطين الحبيبة والمباركة، كما ولا يمكن لهم أن يساوموا على حبة تراب منها.."
كما أكدت أن الفلسطينيين في لبنان وقواهم السياسية والوطنية والإسلامية شكلوا منذ ثلاثة عقود ومازالوا، صمام أمان لوحدة لبنان واستقراره، وواجهوا إلى جانب إخوانهم اللبنانيين كل المشاريع التآمرية، وعملوا على إطفاء نار الفتنة التي كان يسعى إلى إشعالها أعداء لبنان وفلسطين وفي المقدمة منهم العدو الصيوني والإمبريالية الأمريكية.
ودعت المنظمة الفلسطينيين في لبنان إلى "إدارة الظهر وعدم الالتفات إلى هذه التصريحات التي لا تعبر عن أصالة الشعب اللبناني وقواه السياسية والوطنية التي ناضلت وكافحت في خندق واحد مع الشعب الفلسطيني، ووقفت إلى جانبه كتفاً بكتف ضد الاحتلال الصهيوني وتقاسمت معه التضحيات الجسام".
التحالف يدعو إلى التصدي للحملات العنصرية
وفي السياق، ندد تحالف القوى الفلسطينية في لبنان تصريحات باسيل ودعا إلى "التصدي لكافة الحملات الإعلامية المغرضة التي تفوح منها رائحة العنصرية والحقد والكراهية".
وشدد على رفضه المطلق للمساواة بين اللاجئين الفلسطينيين و"إسرائيل" التي احتلت الأرض الفلسطينية والعربية.
وأكد التحالف تمسك اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم التي هجروا منها وبإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس.
"شاهد" تدعو باسيل إلى السماح للفلسطينيين بإنشاء مخيماتهم على حدود فلسطين
بدورها، تساءلت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد): "هل فعلاً يشكل الفلسطينيون عناصر متفجرة في الداخل اللبناني وأن وجودهم يؤثر على مبدأ الحياد في لبنان؟ وهل تساهم هكذا تصريحات في معالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعيشها لبنان، والتي ليس للفلسطينيين أية مسؤولية تجاهها؟"
وتابعت: "بل على العكس، إن الوجود الفلسطيني، وبناء على آراء خبراء اقتصاديين، يساهم وبشكل كبير في تحسين الوضع الاقتصادي اللبناني".
ودعت المؤسسة باسيل إلى "السماح للاجئين الفلسطينيين بالتظاهر والاحتجاج بل وبإنشاء المخيمات على الحدود مع فلسطين، بدلاً من إطلاق هكذا تصريحات"، على اعتبار أنه يرأس أكبر الكتل النيبابية في البرلمان اللبناني.
واستغربت (شاهد) من تصريحات باسيل "الذي كان وزيراً للخارجية في مرحلة سابقة والذي يفترض أنه مطلع جيداً على القانون الدولي والعلاقات الدولية وأسباب الصراع العربي الإسرائيلي. المؤسف أن هكذا تصريحات عنصرية وضعت الاحتلال الإسرائيلي، المسؤول عن تهجير الشعب الفلسطيني، واللاجئ الفلسطيني في الخانة نفسها".
ودعت المؤسسة إلى "الكفّ عن إطلاق هكذا تصريحات والتصرف بمسؤولية وعقلانية واحترام حقوق الإنسان على كل من يقيم على أراضي الجمهورية اللبنانية بغض النظر إن كان مواطناً أو لاجئاً، انطلاقاً من التزامات لبنان الدولية لا سيما ما ورد في مقدمة الدستور لجهة احترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
وطالبت بالبحث عن الأسباب الحقيقية للأزمات الاقتصادية والسياسية، بعيداً عن الخطابات العنصرية التي تؤزم الوضع ولا تعالجه. كما تدعو إلى استكمال الحوار بمسؤولية وموضوعية حول الرؤية اللبنانية الموحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان والتي صدرت قبل نحو ثلاث سنوات عن لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني.
وقال باسيل، يوم أمس الأحد، بعد لقاء جمعه بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في قرية الديمان شمالي البلاد، إن "مبدأ حياد لبنان يمكن أن ينجح إذا اعترفت الدول المجاورة به وطبقته من خلال إخراج عناصر الخارج المتفجرة في الداخل".
وأشار باسيل إلى أنه من بين عناصر الخارج المتفجرة، الوجود الفلسطيني في لبنان، دون مزيد من التفاصيل.