أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مساء أمس الإثنين 20 تموز/ يوليو، بأنّ "الاتحاد الأوروبي قام بدعم الاستجابة لجائحة كوفيد-19 في الضفة الغربية وقطاع غزّة عن طريق التبرّع بمبلغ أربعة ملايين يورو لنداء الوكالة العاجل من أجل كوفيد-19 والذي يحدد الاحتياجات الفورية لمكافحة جائحة فيروس كورونا".
وأشارت الوكالة في بيانٍ إلى أنّ "خدمة الاتحاد الأوروبي لأدوات السياسة الخارجية تقوم بتمويل المشروع لمدة اثني عشر شهراً من خلال الأداة للمساهمة في الاستقرار والسلام".
وبيّنت أنّ "التبرّع الجديد سيُساعد في جلب الاستقرار لمراكز "أونروا" الصحية المنهكة في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، بما يمكنها من الاستجابة بشكل أفضل للجائحة، مع تركيز خاص على السكان الذين هم أشد عرضة للمخاطر".
بدورها، قالت رئيس الخدمة ومدير أدوات السياسة الخارجية، هيلد هارديمان، إنّ "الفشل في معالجة وإدارة تفشي كوفيد-19 في قطاع غزة والضفة الغربية بشكلٍ ملائم لن يعمل فقط على الضغط على النظام الصحي الهش أصلاً بل من شأنه أيضاً تقويض الاستقرار".
ولفتت هارديمان إلى أنّ "الاتحاد تعاون مع "أونروا" بهدف تقليل الضغط على النظام الصحي من أجل مساعدة المجتمعات المتضرّرة جراء النزاع على التكيف مع الجائحة بدون إشعال التوترات القائمة".
من جهته، أوضح ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس المحتلة، سفين كوهن فون بيرغسدورف، أنّ "جائحة كوفيد-19 تعد أزمة عالمية تضعنا جميعاً في دائرة الخطر، وتحديداً المجتمعات الأشد عرضة للمخاطر مثل مجتمع لاجئي فلسطين، ونحن بحاجة لتقوية جهودنا المشتركة من أجل التغلّب على تحديات هذه الأزمة غير المسبوقة".
وأكَّد أنّ "هذه الاستجابة تأتي على رأس تبرعاتنا السنوية بمبلغ 82 مليون يورو لأونروا، والتي قمنا بدفعها في وقت مبكر من هذا العام، وهذا يبيّن مرة أخرى دعمنا القوي والثابت للوكالة ولعملها الحاسم".
"أونروا" أكَّدت أنّ "هذا الإجراء الذي يستغرق 12 شهراً يهدف إلى دعم الوكالة وتحديداً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لمواصلة تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية، والتي من المحتمل أن تكون منقذة للأرواح في الظروف الحالية، وهي ستسمح للوكالة من تكييف وتجهيز مراكزها الصحية في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، التي تخدم ما يقارب من 1,2 مليون شخص، من أجل الاستجابة الطارئة لجائحة كوفيد-19، كما سيعمل هذا الإجراء على دعم عملية الخطوط الساخنة الصحية وتوزيع المعلومات المتعلقة بكوفيد-19 من خلال الرسائل النصية. وسيغطي التمويل أيضاً نفقات الاستشفاء لما يقارب من 5000 حالة طارئة غير متعلقة بكوفيد-19 وذلك بهدف تخفيف الضغط على نظام الصحة العامة، وبالتالي السماح للنظام من تركيز انتباهه على حالات كوفيد-19".
وفي السياق، قال مارك لاسواوي رئيس وحدة علاقات المانحين في "أونروا"، إنّ "هذا التبرع تحديداً سيُساعد أونروا على تعزيز درجة جاهزيتها واستجابتها لكوفيد-19 في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ونحن ممتنون للغاية للاتحاد الأوروبي على دعمه الثابت على مدار العقود وعلى قابلية التنبؤ بتمويله لكل من العمليات الرئيسة والطارئة".
ولفتت "أونروا" في ختام بيانها، إلى أنّه "ومنذ العام 1971، حافظ الاتحاد الأوروبي وأونروا على شراكة استراتيجية تحكمها الأهداف المشتركة لدعم التنمية البشرية والاحتياجات الإنسانية واحتياجات الحماية للاجئي فلسطين، وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وعلى مدار أربعة عقود، تطوّرت هذه الشراكة، حيث لم يصبح الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه المانح الأكبر المتعدد للمساعدة الدولية لأونروا فحسب، بل وأيضاً شريكاً استراتيجياً رئيساً ملتزماً بدعم أونروا في ظل غياب حلٍ عادلٍ ودائمٍ لمحنة لاجئي فلسطين".
يُشار إلى أنّ هذه التبرعات تأتي في ظل حالة من الاحباط عقب انتهاء مؤتمر "التعهدات المستمرة للدول المانحة" الذي عقد في مدينة نيويورك الأمريكية بتاريخ 23 حزيران/يونيو الماضي في سبيل إيجاد حلول للأزمة المالية التي تُعاني منها "أونروا"، إذ جاء المؤتمر مُخيباً للآمال ولم تستطع الدول المُشارِكة في المؤتمر سوى جمع 130 مليون دولار فقط على شكل تعهدات وليس مبالغ نقدية، من أصل عجز مالي للعام الحالي يصل إلى 400 مليون دولار.
وفي مساء ذلك اليوم، أعلنت "أونروا" أنّ "الحكومة اليابانية قدمت تبرعاً بأكثر من 1,5 مليون دولار لدعم جهود الوكالة في الاستجابة لجائحة "كورونا" في سائر أقاليم عملياتها الخمسة".
بعد يومين، أعلنت الوكالة أنّ "الحكومة الألمانية قامت بالتبرّع بمبلغ قيمته 20 مليون دولار لدعم النداء العاجل من أجل مكافحة جائحة "كورونا".
وفي 2 من الشهر الحالي، أعلن الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، جيمس كليفرلي، "تقديم حزمة جديدة من المساعدات البريطانية لـ "أونروا"، حتى تتمكّن من مواصلة توفير الدعم الحيوي للاجئين في مناطق عملياتها الخمس"، لافتاً إلى أنّ "التمويل الإضافي المُعلن عنه بقيمة 33.5 مليون جنيه استرليني، يرفع إجمالي مساهمة المملكة المتحدة "لأونروا" لعام 2020 إلى 34.5 مليون جنيه إسترليني".
كما وقّع مدير عمليات وكالة "أونروا" في الأردن، محمد آدار، مع سفير إيطاليا لدى الأردن، فابيو كاسيسي، يوم 9 تموز/يوليو الجاري، اتفاقية بقيمة 1.5 مليون يورو لدعم برنامج "أونروا" الصحي في الأردن، بتمويل من الحكومة الإيطالية من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي".
كما أعلنت الوكالة يوم الثلاثاء الماضي أنّ "الحكومة الإيطالية وقّعت معها اتفاقية بقيمة 1,79 مليون يورو لدعم برنامج الوكالة الصحي في قطاع غزّة".
وفي 20 تموز، أعلنت الوكالة أنّ "الحكومة النمساوية وقّعت اتفاقية بمبلغ 7.7 مليون يورو لدعم موازنة وكالة الغوث للأعوام 2020-2022".