لإعالة عائلتها المكوّنة من 4 أفراد، بما فيهم والدتها ووالدها المتقاعد، لم تنتظر اللاجئة الفلسطينية في قطاع غزّة فاطمة الزمطة، بعد إكمال تعليمها وتخرّجها من الجامعة، لتقف في طوابير البطالة بحثاً عن وظيفة، لذلك استثمرت فرصة قابلتها وأنشأت مشروعها الخاص، بهدف أن تكون شخصاً منتجاً، بحسب ما تؤكد.
يعتبر مشروع فاطمة غريباً من نوعه في قطاع غزة، حيث إنها تصنع البوظة "الآيس كريم" أمام الزبائن في متجرها بمنطقة رفح، والذي أسمته " هذا أنا" في تحدّ من الشابة التي تبلغ من العمر 24 سنة، لواقع البطالة في قطاع غزّة المُحاصر، حيث بلغت نسبته 52 % ويمثل الشباب نحو 70 في المئة من العاطلين حسبما يقول مسؤولون وخبراء اقتصاديون محليون.
من مواد طبيعيّة خاليّة من المركبّات الحافظة، تصنع فاطمة لفائف البوظة بطريقة جديدة بالنسبة للقطاع، ولدى صاحبة المشروع طموحٌ لتحويل صنيعها إلى علامة تجاريّة، وتوسعة متجرها.
تحد مركّب تخوضه فاطمة، لواقع البطالة من جهة، وللمجتمع المُحافظ الذي يستهجن أن تقف شابّة بين الناس لتبيع البوظة، وهو ما جرّ عليها في البداية انتقادات كثيرة حسبما أكّدت لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
تقول فاطمة :" مش سهل طبعا بعاداتنا وتقاليدنا، إنه بنت تقف بمحل مع عامة الشعب تشتغل طبعا لقيت بالبداية في انتقادات يعني مش على طول الأمر كان متقبل وحتى لقيت أستغرب من الناس على المنتج إنه فكرة جديدة يعني غريب بالنسبة للناس كيف هاي أيس كريم (بوظة) وهيك".
استحسان كبير، يلاقيه منتج فاطمة بين الناس، سواء نظافته أو جودته، وهو ما شهدت به نسرين أبو عمرة إحدى زبائن المحل، التي قالت عن منتج فاطمة إنّه يحتوي على كافة عناصر الجودة، مشيرة لـرويترز إلى الجودة الممتازة التي يتمتع فيها المنتج، فضلاً عن كونه "يشعرك بالإطمئنان لسلامة أولادك" وفق أبو عميرة، نظراً لخلو البوظة التي تصنعها فاطمة من أي مواد حافظة.
تعبّر فاطمة التي ما تزال طالبة جامعيّة: "طموحي يكون لى اسمي.. أثبت ذاتي.. أوسع محلي.. يكون على مستوى.. أوفر المنتج على مستوى.. أتملك بيت وصراحة كمان أتملك سيارة وتكون حياتي في مستوى معين يعني أنا مخططه له وإن شاء الله بدي أصعد لهذا الإشي".
شاهد الفيديو