حتى اليوم الأربعاء 29 تموز/ يوليو 2020 سجّل في مخيمات الضفة الغربية للاجئين الفلسطينيين أكثر من 1150 إصابة بفايروس كورونا (كوفيد 19) إضافة إلى عدد من الوفيات، فيما كان لمخيم الجلزون شمال رام الله المحتلة النصيب الأكبر من عدد الإصابات، ما دفع اللجان الطبيّة والنشطاء فيه، لاتخاذ تدابير استثنائيّة لمواجهة الوباء، إضافة إلى مواجهتهم لما يعرّض له أبناء المخيّم من تنمّر، وهي ظاهرة شهدتها العديد من المجتمعات في ظل جائحة "كورونا" وتعتبر من مظاهر الجهل وقلّة الوعي.
الإصابات بدأت بالظهور في المخيم يوم 7 تموز/ يوليو 2020 لترتفع بشكل متسارع.
"تجنب الاختلاط بمجتمعك، واستدم وسائل الوقاية المتاحة وتجنب مصافحة الأشخاص بشكل نهائي، واستخدم الكمامة وكفوف اليدين، ولا تستقبل أحداً في منزلك كي لا تكون سبباً في نقل الفايروس لأهل بلدك ومجتمعك"
هذا ما انفكّت تطلقه سيارات اللجان الشعبيّة في شوارع وأزّقة مخيّم الجلزون، للتأكيد على الناس التزام إجراءات الوقاية، وتكريس وعي وقائي يواجهون به هذه الجائحة، في مخيّم شهد تصاعداً في حجم الإصابات بعد أسبوع منذ ظهور أوّل حالة إصابة في 7 تموز/ يوليو الجاري.
الّا أنّ تحسّناً في الوضع الصحّي بدأ بالبروز من حيث طبيعة الإصابات ووضع المُصابين، حسبما أكّد رئيس اللجنة الطبية لمتابعة مرضى "كورونا" د. أحمد دلاشة لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
تفشّي الوباء في المخيّم، أثّر على حياة قاطنيه اقتصاديّاً، وكذلك معنويّاً، حيث باتوا عرضة للتنمّر، فيكفي ان تكون ابن مخيّم الجلزون ليتعاطوا معك بتمييز وتنمّر ويقعدوك عن عملك، إضافة إلى التعليقات التي يتعرّض لها أبناء المخيّم من أبناء المناطق الأخرى، وهو ما أكّده اللاجئ ابراهيم قطّاش لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
ووجه قطّاش رسالة للمتنمّرين قال فيها:" إلى الذين يتنمرون على المصابين.. هذا مرض عادي يصاب به أي شخص داخل فلسطين، لكن ما تعرض له الإخوة من طرد من أعمالهم و تعطيل عن أعمالهم دون أخذ يومياتهم (أجورهم) كان هذا السبب أثر في حاتهم اليومية، وكثير بتعرضوا على صفحات التواصل الاجتماعي من تعليقات مستفزة وغير إنسانية".
أهل مخيم الجلزون يعانون من البطالة والاحتلال بشكل مضاعف.
ومنذ ما قبل جائحة كورونا يعتبر مخيم الجلزون أحد أكثر المخيمات التي يعاني أبناؤها من البطالة لا سيما في صفوف الأسرى المحررين، حيث يكاد لا يخلو بيت في مُخيّم الجلزون من أسيرٍ أو أكثر ما زالوا في سجون الاحتلال أو تحرّروا، وحسب اللجنة الشعبيّة للمُخيّم فإنّ أكبر أعداد للأسرى في الضفة المُحتلّة خلال الانتفاضتين "انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى" كانت في هذا المُخيّم، ولكن البطالة تنهش حياة الأسرى المحررين، بحسب تقرير سابق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.
ويعيش اليوم في المُخيّم أكثر من (11) ألف لاجئ مُسجّل لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على مساحة لا تتعدّى ربع كيلو متر مربع، يُعانون من الاحتلال بشكل مضاعف، فالأمر لم يتوقّف عند تهجيرهم من أراضيهم عام 1948 إبان النكبة، بل أقام الاحتلال مستوطنة "بيت إيل" عام 1978 قبالة المخيّم، ولعلّ وجود المستوطنة في هذا الموقع، هو شاهد حي ومُستمر على ما يرتكبه الاحتلال بحق الفلسطينيين، ومشهد عن العلاقة بين المُستعمِر والمُستعمَر.
شاهد التقرير