قررت سلطات الاحتلال الصهيوني، مساء أمس الاثنين 10 آب/ أغسطس، إغلاق معبر كرم أبو سالم، المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة، إلى أجل غير مسمى بدءً من صباح اليوم الثلاثاء، وذلك بزعم الرد على تواصل إطلاق "البالونات الحارقة" من قطاع غزّة تجاه المستوطنات في محيط القطاع.
بدورها، أبلغت اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع التابعة للإدارة العامة للمعابر والحدود في السلطة الفلسطينية، شركات القطاع الخاص بمنع إدخال مواد البناء وكافة متعلقاتها من قبل الاحتلال حتى إشعارٍ آخر، وهذه ليست المرة الأولى لإغلاق المعبر.
وفي السياق، قال وزير الجيش الصهيوني بيني غانتس، يوم أمس، أن "أمر بإغلاق المعبر أمام البضائع، جاء في ظل استمرار إطلاق البالونات الحارقة من غزة"، زاعماً أنّ "هذا القرار جاء بعد مشاورات أمنية وفي ضوء إطلاق البالونات وانتهاك التهدئة الأمنية"، على حد وصفه.
بدوره، قال الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع في بيانٍ له، إنّ "هذا القرار لم يعد له أي جدوى أمام إرادة كسر الحصار. الاحتلال يمنع إدخال مواد البناء ويغلق معبر كرم أبو سالم ونتنياهو يهدّد ويتوعّد وكل ذلك يأتي في إطار الضغط على غزة وتضييق الخناق وتشديد الحصار".
وأكَّد القانوع على أنّه "من حق شعبنا أن يعيش بحياة عزيزة وكريمة على أرضه ويناضل من أجل رفع الحصار الظالم المفروض عليه منذ 14 عاماً وكل وسائل الضغط والتهديد لم يعد لها أي جدوى أمام إرادة كسر الحصار".
من جانبه، قال مسؤول المكتب الاعلامي في حركة الجهاد الاسلامي داوود شهاب تعقيباً على إغلاق المعابر التجارية ومنع دخول مواد البناء، إنّ "️إغلاق المعابر التجارية ومنع ادخال مواد البناء وإجراءات تشديد الحصار التي يفرضها الاحتلال هي سياسات عدوانية لن تكسر روح الصمود الوطني الفلسطيني ولن تحد من عزيمة الشعب الفلسطيني".
ورأى شهاب أنّ "الحصار ليس قدراً علينا ولن يُسمح أبداً بتحول الحصار إلى واقع مفروض على غزة، وغزة الأبية بكل ما تملك من قوة إرادة لن تستسلم تحت وقع الحصار والعدوان".
وشدّد شهاب على ضرورة أنّ "يدرك العالم كله أن بمقدور الشعب الفلسطيني قلب الطاولة في وجه مؤامرات الحصار والعدوان ولن يقايض حقه في الحياة الحرة الكريمة بذرة من تراب وطنه المقدس، ولا بحق من حقوقه الثابتة، ولا بسعيه من أجل تحقيق الحرية لأسراه في سجون الاحتلال".
وتفرض سلطات الاحتلال حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ قرابة 14 عاماً، إذ تسبب الحصار بزيادة كبيرة في معدلات الفقر والبطالة علاوة على إضعاف القطاع الصحي بشكلٍ كبير.
وفي وقتٍ سابق، حذَّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من "تبعات قرار سلطات الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي قطاع غزة الذي يأتي في هذا الوقت الذي يعيش فيه القطاع أصلاً أزمة إنسانيّة حادّة، ستؤدي به إلى الانفجار خلال فترة قصيرة".
وقال المرصد في بيانه، إنّ "إجراءات الاحتلال ستؤدي إلى تقويض الاقتصاد في القطاع، والقضاء على كل محاولات المجتمع الدولي من أجل دعم القطاع الخاص"، مُحذراً من أنّ "وقف الصادرات والواردات يعني انضمام عشرات الآلاف من سكان غزة إلى عداد العاطلين عن العمل، في وقت يُعتبر فيه معدل البطالة في غزة الأعلى حول العالم".