تتعالى الأصوات الرافضة لاتفاق الإمارات التطبيعي مع العدو الصهيوني في الأوساط الثقافية الأدبية العربية منذ الإعلان عن الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية يوم الخميس الماضي، ويوماً بعد يوم يعلن مثقفون وفنانون عرب جوائز إماراتية أو المشاركة في أنشطة ترعاها الإمارات.

فمن تونس، أعلنت بطلة تونس في تحدي القراءة العربي أماني بن علي (17 عاماً)، انسحابها من إحدى مبادرات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، بعد وصولھا إلى مرحلتھا النھائیة، وذلك تعبیراً منها عن رفضھا لتطبیع أبو ظبي لعلاقاتھا مع سلطات الاحتلال الصهيوني.

وبحسب موقع "البلاد"، فقد حصلت أماني على شھادة البكالوريا مُؤخراً، ودعت المشاركین في تحدي القراءة العربي إلى الانسحاب من التحدي "انتصاراً للقضیة الفلسطینیة ورفضاً للتطبیع مع الكیان الصھیوني".

وقالت أماني في مقطع فیديو نشرته على حسابھا في موقع التواصل الاجتماعي "فیسبوك": إنّھا "تلقت عرضاً من أحد المشرفین على المسابقة بالحصول على منحة دراسیة مباشرة بعد إعلان انسحابھا من المسابقة"، غیر أنھا رفضت العرض متمسكة بموقفھا الذي لقي ثناء كبيراً بین متابعیھا.

إلى الجزائر، أعلنت دار "ضمّة" الجزائرية للنشر والتوزيع، يوم أمس الثلاثاء، عن "سحب ترشّحها للجائزة العالمية للغة العربية، التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبي الإماراتية بالتعاون مع مؤسسة جائزة "بوكر" في لندن، عبر إصدارها "رعاة أركاديا" للكاتب محمد فتيلينة، وبطلب من هذا الأخير تعبيراً عن رفضه للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين".

وقالت الدار في بيانٍ لها، إنّ "الكاتب محمد فتيلينة وهو حائز على جائزة الطاهر وطار للرواية الجزائرية عام 2017 عن روايته "خيام المنفى"، كما تحصلت روايته "قلب أسمر" على جائزة راشد بن حمد الإماراتية عام 2019، تقدّم بطلبٍ رسمي لسحب مشاركته في السباق على جائزة "البوكر" العربية تعبيراً عن موقفه الرافض لتطبيع العلاقات بين دولة الإمارات وسلطات الاحتلال المعلن عنه قبل أيام".

وأكدت دار "ضمّة" في بيانها، على أنّ "قرار الانسحاب من المسابقة الإماراتية، جاء ليقينها التامّ بأن التطبيع الثقافي لا يقل خطراً عن التطبيع السياسي".

يُذكر أنّ الأكاديمي الجزائري المتخصص في النقد المعاصر د.بشير ضيف الله قد أعلن أول أمس الإثنين، عن انسحابه من جائزتين في مجال النقد الأدبي، تنظمها هيئات رسمية في الإمارات، أياما بعد إعلان الدولة الخليجية عن تطبيع علاقات مع سلطات الاحتلال.

وفي الجزائر، أعلنت الروائية الجزائرية فاطمة الزهراء بوخديمي انسحابها من المشاركة في جائزة "البوكر" للرواية العالمية في الإمارات والتي تقدر قيمتها بـ 50 ألف دولار، ومن مسابقة الشارقة للقصّة، وذلك رفضاً للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وفي المغرب أعلن الشاعر محمد بنيس انسحابه من الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب وذلك احتجاجاً على اتفاقية التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني.
ونقلت صحيفة القدس العربي بياناً للشاعر بنيس، قال فيه: "على إثر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، قررت الانسحاب من عضوية العيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب"
ويأتي قرار بنيس مؤسس بيت الشعر في المغرب وأحد أبرز الشعراء العرب في وقت أعلن فيه عدد من المثقفين المغاربة من شعراء وروائيين وكتاب سحب ترشيحاتهم لجوائز أدبية تشرف عليها الإمارات مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب وجائزة البوكر.

أمَّا الكويت السبّاقة دائماً في رفض التطبيع أياً كان شكله، فقد أعلن الباحث الكويتي في الشؤون الاقتصادية عبد الله السلوم مقاطعته التجارية مع الإمارات احتجاجاً على اتفاقها التطبيعي مع الاحتلال الصهيوني.

وأوضح السلوم في تغريدة على موقع تويتر: "للأسف.. أعلن مقاطعتي التجارية للإمارات العربية المتحدة، ويجيء في هذه الرسالة مراعاة لهم ولي طلب سحب كتبي من مطابع جملون في دبي".

وأوضح السلوم أيضاً أنّه "وعلى الرغم من اجتهادهم وتميزهم في عملهم، فلم أر منهم إلّا الإحسان"، مُؤكداً: "لكن هذا الموقف إحقاقاً للحق ومراعاة لموقفي وموقف وطني الكويت تجاه القضية الفلسطينيّة".

يُشار إلى أنّ الأيّام القليلة الماضية شهدت إعلان العديد من المثقفين العرب مقاطعتهم للأنشطة والجوائز الإماراتية   رفضاً لللتطبيع مع الكيان الصهيوني .

 أعلن في بيان مُشترك الخميس 13 آب/ أغسطس بين كلّ من دولة الإمارات العربية المتحدة، و الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الصهيوني الاتفاق على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين "إسرائيل" والإمارات، حسبما جاء في البيان الذي نشرته وكالة الانباء الإماراتيّة "وام".