استقبل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، خبر تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني باستنكار وحرقة وغضب.
ورغم ظروفهم الاقتصادية والسياسية والصحية الخطرة، شاركوا وقفات واعتصامات عبروا من خلالها عن رفضهم للتطبيع الذي جرى، كما نفذوا حملات على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا فيها الخطوة الإماراتية، كما أقاموا حملات توعوية لإظهار مخاطر التطبيع على القضية الفلسطينية.
"بوابة اللاجئين الفلسطينين" استطلع آراء اللاجئين داخل المخيمات الفلسطينية في بيروت
"السلام يجب أن يسود بين العرب ببعضهم .. لا بين العرب والاحتلال!"
يقول أحد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم شاتيلا الشاهد على مجزرة مروعة ارتكبها الاحتلال الصهيوني إبان اجتياحه لبنان عام 1982، إن "أي من يرافق إسرائيل فهو خائن وليس بعربي، وطالب القيادة الفلسطينية "رفض مشاريع التطبيع التي تهدف إلى تدمير فلسطين وشعبها".
فيما قالت الحاجة ليلى بياعة، وهي ابنة مخيم شاتيلا، "السلام يجب أن يكون بين العرب بعضهم ببعض، لا أن نبرم اتفاق سلام مع اسرائيل، لا نقبل بذلك أبدًا".
"اتفاق الذل والعار"
بدوره وصف أبو ناصر الطبراني، وهو لاجئ فلسطيني من مخيم برج البراجنة، الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي بـ "اتفاق الذل والعار بين الثلاثي المرح الكيان الصهيوني والأمريكي، والنظام الإماراتي".
وتابع الطبراني خلال حديثه مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، "نحن لا نشمل الشعوب العربية الخليجية بقرارات أنظمتها، هذه الشعوب التي تملك الكثير من الأحرار والمناضلين بينهم".
وعلّق الطبراني على الحجة التي قدمتها دولة الإمارات كتبرير لاتفاقها مع دولة الاحتلال أنه مقابل وقف ضم الضفة، فقال: "ما يمنع ضم أراضي الضفة الغربية، هم أولادها ورجالها وسلاحها ودمائنا، نحن الشعب الفلسطيني ضد صفقة القرن حتى لو اجتمع الكون بأسره ضدنا".
أما اللاجئ الفلسطيني من مخيم برج البراجنة أحمد اسكندر، فقال، "أكثر من 78 عامًا مرّ على تهجيرنا من أرضنا، لسنا بانتظار أحد أن يأتي ليدافع عنّا أو أن يبرم اتفاقًا على ظهرنا" مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يعرف طريقه وسيستمر في النضال مهما طبعت الدول العربية مع الاحتلال.
وأردف اسكندر، "على الفصائل الفلسطينية أن تتوحد اليوم، لبحث اتفاق السلام المبرم، والاستعداد لتبعاته".
"قلبنا مجروح .. نعيش في مخيمات القهر"
أما الحاج مفيد محيي الدين صادق، وهو لاجئ فلسطيني من مخيم برج البراجنة، فقال: "يا عيب الشوم عليكم، لا شرف ولا مبدأ لكم ولا حتى أخلاق، قلبنا مجروح فنحن نعيش في مخيمات ذل وقهر وتشريد وحرمان، 72 سنة تحملنا الجرح وعدّينا الشوك وما توجعناش".
وأضاف، "ما أريد قوله لملوك العرب ورؤسائها، أين الجيوش العربية، على ماذا دربوها، هل هي فقط محصورة بالعروض العسكرية، أعذريني يا فلسطين إن لعنت الانهزامية".
ووقع الطرفان يوم الخميس الماضي، اتفاق تطبيع برعاية أميركية، نصّ على تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بينهما
اعتصامات في المخيمات
الفصائل الفلسطينية في لبنان، نظمت وقفة في مخيم الرشيدية، استنكارًا للتطبيع الذي جرى، داعين إلى "نبذ الاحتلال الصهيوني المغتصب للأرض ورفض كافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، ودعت لوحدة الشعب في كافة أماكن تواجده.
وتحت شعار اعتصام الغضب، دعا مسؤول قوى التحالف الفلسطيني ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة الجهاد الإسلامي، محمد عبد العال، "الرئيس محمود عباس إلى الدعوة إلى لقاء عاجل للأمناء العامين للفصائل لإعادة رصّ الصفوف والعودة إلى البرنامج الوطني".
وندد عبد العال: "بالتطبيع الإماراتي – الإسرائيلي الذي خرج من السرّ إلى العلن ليشكل ضربة مسمومة في ظهر شعبنا".
أما أمين سرّ حركة فتح محمد دراز، فاعتبر أن "ما نشهده اليوم، من تطبيع للعلاقات العربية الإسرائيلية هو حلقة من سلسلة منها علنية وأخرى سرية".
وأضاف، "ندين في منظمة التحرير الفلسطينية هذا الاتفاق ونعتبره طعنة في ظهر الشعب، إذ أننا نرفض المقايضة الخبيثة لإلغاء الضمّ مقابل تأييد الاحتلال الصهيوني لأرضنا".
رفض مؤسساتي
بدوره أعرب "منتدى الجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني"، عن إدانته للإعلان الأميركي لتوصله لاتفاق تطبيعي بين دولة الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.
وفي بيان وصل "بوابة اللاجئين" نسخة عنه، قال المنتدى: "من المؤسف جداً، أن تقوم دولة الإمارات باستخدام ملف القضية الفلسطينية شمّاعة لتبرير خيانته وجريمته بحق الأمة وشعوبها ومقدساتها، إذ تعتبر أن الاتفاق مع دولة الاحتلال أنقذ الأراضي الفلسطينية المحتلة من عملية الضم".
"فلسطين ليست ملككم"
ورفض المنتدى، "لجوء بعض الأنظمة العربية إلى التفاوض مع دولة الاحتلال، والتحدث باسم الشعب الفلسطيني والمساومة على حقوقه وأرضه ومقدساته. من يريد أن يمنح شرعية للاحتلال، فليمنحهم جزءًا من أرضه، فلسطين ليست ملككم حتى تساوموا عليها".
ورأى المنتدى أن "عمليات التطبيع مع العدو الصهيوني وإقامة علاقات وتوقيع اتفاقيات لن يغيّر من حقيقة ثابتة وهي أن العدو الصهيوني هو دولة احتلال ولن يمنحه أي شرعية فوق أرض فلسطين، ومصيره إلى الزوال. وأن أرض فلسطين هي حق للشعب الفلسطيني وله كامل الحق في النضال من أجل تحريرها واستعادة أرضه ومقدساته وعودة اللاجئين إليها".
شاهد التقرير