استئأنف موظفو مستشفى الهمشري، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مزاولة عملهم بشكل عادي بعدما ظهرت نتائج فحوصاتهم سلبية.
جاء ذلك بعد إعلان مدير مستشفى الهمشري في صيدا في لبنان د.رياض أبو العينين، في وقت سابق، "وجود خمس إصابات مؤكّدة بفيروس "كورونا" بين أفراد طاقم المستشفى، وسط وجود حالات غير مؤكدة تم إجراء فحوصات PCR لهم".
فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" زار مستشفى الهمشري في مدينة صيدا، واطلع على الإجراءات المتخذة بعد استئناف العمل فيها من جديد، وسط تزايد أعداد الإصابات بفايروس كورونا في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
كورونا ليس كذبة ولبنان على شفا كارثة وبائية.
وفي هذا الإطار، قال مدير مستشفى الهمشري في مدينة صيدا، الدكتور رياض أبو العينين، في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "نحن كمستشفى الهمشري أتّخذنا إجراءات قاسية واستثنائية إضافية في عملية تعقيم كافة أقسام المستشفى. قمنا بإغلاق كافة الأقسام لمدة أربع أو خمس أيام كي نقوم بعملية تعقيم مكثّفة فيها، والحمد لله افتتحنا الأقسام من جديد لاستقبال المرضى بشكل طبيعي واعتيادي ضمن إجراءات فوق الاستثنائية بهدف حماية طاقمنا وحماية أهلنا الفلسطينيين".
وتوجه أبو العينين عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" لسكان المخيمات الفلسطينية في لبنان بالقول: "كورونا ليسَت بالكذبة. هناك أكثر من عشرين مليون مصاباً بكورونا حول العالم، وأكثر من 800 ألف ضحية توفوا بفايروس كورونا في مختلف الدول. أما في لبنان أصبح هناك ثمانية حالات وفاة بسبب كورونا والإصابات في إزدياد يومي".
وأشار إلى "تصريح وزير الصحة اللبناني حسن حمد بأن الوضع أصبح كارثياً ونذهب في لبنان إلى الهاوية، ونحن كفلسطينيين جزء من هذا النسيج اللبناني، فأي ارتفاع في الإصابات سينعكس على شعبنا الفلسطيني في المخيمات، بل سيكون أكثر كارثياً نتيجة الكثافة السكانية داخل مخيماتنا الفلسطينية".
وتابع: "المطلوب منهم ليس بالقضية المادية ولكننا نطلب منه وسائل بسيطة لحماية نفسه، كارتداء الكمامة، ونشر الوعي بين الناس إذا كان ناشطاً اجتماعياً أو إعلامياً أو صاحب منصب، عبر التأكيد على التباعد الاجتماعي وأن نلغي في هذه الفترة الاحتفالات، وبيوت العزاء، وأماكن التجمعات كالمقاهي، ونلغي الرحلات، ونقوم بتوعية الناس على ارتداء الكمامة وعدم المصافحة وأن نبقى على المسافة الاجتماعية الآمنة، لذلك نرجو من أبناء شعبنا أن يقوا أنفسهم وعائلاتهم وأبناء شعبهم من خلال الالتزام بالوسائل والإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية الناس".
جاءت دعوة الدكتور أبو العينين بالتزامن مع تسجيل عدد من إصابات بفايروس كورونا في مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، والتي تشهد أوضاعاً اقتصادية ومعيشية صعبة، زادت حدتها جائحة كورونا وجعلتها أكثر مأساوية.
وفي آخر بيان لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، أكدت "تسجيل 28 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في صفوف اللاجئين الفلسطينيين".
توزعت الإصابات على الشكل التالي: 8 حالات في مخيم برج الشمالي، 5 حالات في مخيم البص، 6 حالات في مخيم برج البراجنة، و9 حالات في صيدا، منها 4 حالات في مخيم عين الحلوة، بحسب بيان "أونروا".
إلا أن هذه الأرقام لم يأخذها على محمل الجد غالبية اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، لا سيما في مخيم عين الحلوة، بحيث تسود فكرة حالياً في أروقة المخيم تفيد بأن الإصابات بفايروس الكورونا داخل عين الحلوة ما هي إلا مجرد شائعات تهدف للتآمر على المخيم وأهله.
ذلك بعد أنباء عن إصابة عدد من الأشخاص في مخيم عين الحلوة بفايروس كورونا تبينت في الفحوصات الأولى، لكنها جاءت سلبية في الفحوصات الثانية، الأمر الذي خلق حالة من البلبلة والتشكيك في مصداقية نتائج الفحوصات وعدم وجود فايروس كورونا داخل المخيمات من الأصل.
اختلاف نتيجة الفحص لذات الشخص أمر طبيعي.
وفي هذه الإطار، أوضحت مسؤولة قسم ال PCR في مستشفى الهمشري، آلاء قاسم، أسباب اختلاف نتائج الفحوصات لنفس الشخص، قائلة: "من الناحية العلمية يمكن تقسيم نتائج فحوصات PCR إلى ثلاثة أقسام:
-أولاً positive وهي الحالة الإيجابية وهي حالة واضحة
-ثانياً negative وهي حالة سلبية واضحة أيضاً
-ثالثاً equivocal أي أنها ملتبسة، ففي هذا الوضع تكون حالة المريض غامضة بعض الشيء، أي يكون غير واضح وضعه تماماً، وفي هذه الحالة يكون هناك ثلاثة أسباب لماذا تكون النتيجة equivocal وتظهر بعد يومين أو ثلاثة الحالة negative.
-أول سبب أنّه قد يكون المريض مازال في بداية الإصابة فتكون كمية الفايروس في جسده قليلة بعض الشيء. عندها تقوم الPCR بإلتقاطها في الدورة الأخيرة كالدورة رقم 37 أو 38 بينما الجهاز عبارة عن 45 دورة. نحن في هذا الوضع لا نستطيع أن نخبر المريض إذا ما كان نتيجته إيجابية أو سلبية فنقول له بأنه equivocal أي أن النتيجة ملتبسة لأنه ليس لديه كمية فايروس كي يتم فهم حالته بدقة.
-ويمكن أن يكون هناك حالة ثانية وهو أن يكون قد أصبح المُصاب في نهاية الإصابة فيكون المريض في طريقه الى التعافي فعندما نقوم بالفحص يكون المريض في نهاية الإصابة، وكما قلت يلتقط PSR في آخر الدورة.
-ويمكن أن يكون هناك سبب ثالث، يكون الجهاز PSR قد علق في آخر دورة، فحينها من الممكن أن يكون هناك فايروس آخر قريب للكورونا وقد علق في آخر دورة، ونحن في هذه الحالة لا نستطيع أن نخبر المريض بأن حالته إيجابية أو سلبية.
في هذه الحالة، قالت قاسم إنه "يتم إعادة الفحص بعد 48 ساعة كي يعطي نتيجة دقيقة، فحينها يعطيني حالة واضحة. إما أن يعطي نتيجة سلبية أو إيجابية بخاصة إذا كان المصاب مازال في بداية الإصابة فترتفع لديه كمية الفايروس وتظهر إيجابية".
وأضافت: "الفايروس موجود بالفعل، نحن نراه بالفحوصات ونراه بين الناس، هناك أشخاص لديهم عوارض وهناك أشخاص للأسف بدون عوارض، وهناك أشخاص من الممكن أن يُظهر فحصهم إيجابي حتى لو لم يظهر عليهم عوارض السعال والحرارة، هذا لا يعني أن الفايروس ليس موجوداً أو أنه أتى بطريقة ضعيفة أو أن المريض لا يشعر به".
شاهد التقرير