أختتمت يوم 22 آب/ أغسطس الجاري، في مدينة "كاليري" بمقاطعة سردينيا الإيطاليّة، فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان الأرض للأفلام الوثائقيّة الفلسطينية والعربيّة، الذي جرى تنظيمه من قبل جمعية الصداقة سردينيا – فلسطين وبمساهمة من قبل دائرة الثقافة في المقاطعة، تحت رعاية اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا.

وتميّز المهرجان لهذا العام، بنجاحه الكبير رغم تأجيله عن موعده الذي كان مقرراً في آذار/ مارس الفائت، إلى 17 من آب/ أغسطس الجاري، بسبب جائحة "كورونا"، حيث شارك نحو 31 فيلماً لنيل واحدة من جوائز المهرجان السبع، إضافة إلى أفلام عديدة خارج المُسابقة.

صدى المخيّم.. رواية المخيّمات في السينما

وشهد المهرجان، مسابقة "صدى المخيّم" التي خصصت للأفلام التي تحكي روايات المخيّمات الفلسطينية سواء داخل فلسطين المحتلّة أم في الدول العربيّة، وهي الدورة الثانية التي تشهد هذه المسابقة المستجدة على مهرجان الأرض حسبما أفاد أحد منظمي الفعاليّة الدكتور فوزي اسماعيل لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

وحول هذه الإضافة الخاصّة بسينما المخيّمات، قال الدكتور إسماعيل، إنّ "هذه الفكرة جاءتنا قبل عامين، لغرض تشجيع الشباب من المخيمات الفلسطينية، سواء من داخل فلسطين أم الشتات، لرواية الحياة العادية في المخيم."

وأضاف، أنّ الهدف من " صدى المخيّم" ليس رواية تاريخ المخيم أو النكبة، إنّما إظهار كيف نرى المخيم من منظور الشباب أنفسهم بعد سبعين عاماً على النكبة، و كيف تطورت الحياة بالمخيم وما الأمور التي تواجههم في كل يوم من أيّام الحياة داخله؟

وأشار اسماعيل، إلى أنّ نحو 10 أفلام من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شاركت في مسابقة "صدى المخيّم" هذا العام، وفاز بالجائزة الأولى فيلم "أجواء" للمخرج وسام الجعفري وهو من أبناء مخيّم دهيشة للاجئين في الضفّة الغربيّة المحتلّة.

ولم تقتصر مشاركة المخيّمات في المهرجان هذا العام، على مسابقة "صدى المخيّم" إنّما لوحظ وجود العديد من المخرجين من أبناء مخيمات مختلفة، ولكن في مسابقات المهرجان الأخرى حسبما أوضح اسماعيل لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين.

تشجيع الإبداع الشبابي 

وتشغل مسألة تشجيع الإبداع الشبابي الفلسطيني، حيّزاً واسعاً لدى منظمي المهرجان، ولفت الدكتور اسماعيل، إلى أنّ المخيّمات فيها الكثير من الشبّان المبدعين تحت سن 30 عاماً، ليكتبوا قصص مخيّماتهم كما يرونها، ولذلك كانت "صدى المخيّم" ضمن فعاليات مهرجان الأرض، التي تقدّم جائزة تشجيعيّة رمزيّة وقيمتها 500 يورو، لعدم توفّر الإمكانيات لزيادة حجمها حسبما أضاف.

ولغرض التشجيع، استحدث المهرجان جائزة جديدة، بعنوان "جائزة حنظلة" معنيّة بأفلام الكرتون والأفلام التجريبيّة، وخارج مسابقات الوثائقيات العاديّة، وفق اسماعيل، وفازت بها المخرجة الفلسطينية المقيمة في اسبانيا سميرة بدران، عن فلمها " ذاكرة الأرض".

كما أشار الدكتور اسماعيل، إلى أنّ الدورة هذا العام تميّزت، بورشة عمل، عُقدت لنقاش الوضع السينمائي الفلسطيني في الشتات، وخصوصاً في القارّة الأوربيّة، حيث دُعي من خلالها كافة المهتمين بالسينما في أوروبا، إلى تنظيم مهرجانات مماثلة على غرار مهرجان الأرض في سردينيا، وشارك في النقاش مجموعة من المهتمين من باريس وتولوز وروما عبر تقنيّة "زوم".

توثيق الرواية الفلسطينية

وأكّد اسماعيل، على هدف النقاش المتمثل "بضرورة خلق شبكة تعاون بين كل العاملين حول السينما الفلسطينية، خدمة لرواية القضية بالحكاية السينمائية، ومساعدة الشباب الفلسطيني العامل في حقل الإخراج لعرض أفلامهم بهذه المهرجانات" معبّراً عن أمله بتطور الفكرة، وأن تشهد دعما وانضماماً إليها فلسطينياً سواء على الصعيد الفردي أم على صعيد المؤسسات والداعمين والممولين.

وقدّم المهرجان عروضاً صبّت بمجملها في عرض القضيّة الفلسطينية بجوانب متعددة، و جرى الافتتاح بمعرض " نظرة حنظلة 2" بمناسبة مرور ذكرى استشهاد الفنان الفلسطيني ناجي العلي، كما تخلله خلال أيّامه الخمسة فعاليّات موسيقية وثقافيّة متعددة.

وفيما يخصّ الجوائر، نال جائزة الأرض لهذا الموسم، فيلم "بين معبرين" للمخرج ياسر مرتجى، وذهبت جائزة فلسطين للمخرجة ساهرة دبّاس عن فيلمها "أمام عتبة الباب".

وجائزة المخرج الشاب لفيلم "سجن جيل" للمخرجة زيلدا ادمندز،  وجائزة صدى المخيم لفلم "أجواء" لوسام الجعفري، كما نالت جائزة حنظلة المخرجة سميرة بدران عن فيلمها " ذاكرة الأرض" وجائزة جمعية الصداقة سردينيا – فلسطين للفيلم "جدران دهيشة"، للمخرجتين كلمانس لهيك وتمارا أبو لبن، وجائزة الجمهور ذهبت أيضاً للفيلم "بين معبرين" للمخرج ياسر مرتجى.