أقلعت أول رحلة جوية "إسرائيلية" رسمية من تل أبيب إلى الإمارات العربية المتحدة، وذلك تطبيقاً لخطوات تطبيعية عمليّة بين الجانبين، عقب توقيع اتفاق "السلام" برعاية أمريكية.

وأفادت وسائل إعلامٍ عبرية، بأنّ الطائرة على متنها وفد أميركي "إسرائيلي" برئاسة مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر للمشاركة في محادثات بشأن تدعيم أركان اتفاق تطبيع العلاقات، وستهبط طائرة البوينغ 737 التابعة لشركة "العال الإسرائيلية" في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بعد ظهر الاثنين، وكُتبت على الطائرة، كلمة "سلام" بالعربية والإنجليزية والعبرية.

كما ستقل الرحلة مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، والمبعوث الأميركي الخاص لإيران برايان هوك وعدداً من كبار شخصيات إدارة الرئيس دونالد ترامب، ومن جانب الاحتلال يترأس الوفد مستشار الأمن القومي مائير بن شبات ويضم نحو عشرين مسؤولاً من المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

هذه الرحلة أثارت غضباً فلسطينياً واسعاً، إذ استنكرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة وأدانت بأشد العبارات "ما قام به النظام الاماراتي من استقبال الوفد الأمريكي والصهيوني على أرض دولة الامارات العربية، والذي يحمل كل معاني التنكر لدماء الأمة التي سالت دفاعا عن فلسطين وخيانة لحقوق شعبنا في كل ذرة تراب في فلسطين".

ورأت الفصائل في بيانٍ لها، أنّ "هذه الرحلة التي جابت الأجواء السعودية وصولاً لمطار أبو ظبي تستكمل مسلسل التطبيع الخياني مع الكيان، وهي مباركة للكيان الصهيوني للاستمرار بعمليات القتل والارهاب بحق شعبنا والمضي في سرقة الأرض في القدس والضفة".

وشدّدت على أنّ "هذه الزيارات واللقاءات التطبيعية تعتبر مكافأة للعدو على جرائمه وتشجيعاً لأعداء الأمة على مزيد من الارهاب والقتل بحقها"، لافتةً إلى أنّ "هذه الزيارة بما تحمل من انبطاح للإرادة الأمريكية فهي خدمة مجانية للاحتلال وشرعنة لعدوانه على أرضنا ومقدساتنا".

ودعت الفصائل "جماهير أمتنا العربية والإسلامية لنبذ المطبعين والتمسّك بنصرة قضية الأمة المركزية فلسطين، والتوحد ضد عدو الأمة الواحد وهو الكيان الصهيوني".

من جهتها، قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية في قطاع غزّة، إنّ "️هذا الفعل يشكّل خروجاً عن قرارات الاجماع العربي ومكافأة لنتنياهو وحكومته على جرائمهم اليومية ضد ابناء الشعب الفلسطيني"، مُستنكرةً في بيانٍ لها "سماح المملكة السعودية للطائرة بالمرور من أجوائها واعتبار أنها رحلة عادية لخطوط طيران من دولة صديقة، في كسر لقواعد قرارات المقاطعة العربية ومحاصرة الاحتلال".

وأشارت إلى أنّ "اصرار الامارات المتحدة وغيرها من دول تسير في ركب التطبيع مع دولة الاحتلال سيصطدم بالواقع الذي لن يتغيّر وهو أن الاحتلال كان وسيبقى عدواً للعرب ولكل الأحرار في العالم وأن العلاقة معه لا تمنح هذه الدول إلا الخيبة والتورط أكثر في مستنقع التطبيع والتعاون والتحالف مع دولة الشر والعنصرية".

وأكَّدت اللجنة أنّها تثق "بأمتنا العربية وأحرار العالم"، داعيةً "شعب الامارات الشقيق وشعوب العالم العربي إلى رفض التطبيع والمطبعين والتمسك بالحق والعدالة والانتصار لتضحيات الشعب الفلسطيني والأمة".

وفي ختام بيانها، قالت إنّ "دولة الإمارات وغيرها من سماسرة التطبيع لن تجني سوى الخيبة والعار الذي سيسجله التاريخ على جبين كل مفرط بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية".

أمَّا الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، فاستنكرت وبشدة "خطوات التطبيع بين العرب والكيان الصهيوني، والمرسوم الإماراتي بوقف المقاطعة ضد إسرائيل".

واعتبرت الهيئة أنّ "ما جرى ويجري هو ارتهان للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وهو تهديد للقضية الفلسطينية وتنفيذ لمؤامرات معادية للشعب الفلسطيني وفي مقدمها خطة ترامب أو ما يعرف بصفقة القرن".

ودعت الهيئة "الشعوب العربية لرفض هذه المؤامرات والتصدي للتطبيع وإحياء المقاطعة العربية الشاملة للكيان الصهيوني، ولرفع الحصار الجائر عن القطاع ومحاسبة المطبعين على جريمتهم".

وأعلن في بيان مُشترك الخميس 13 آب/ أغسطس بين كلّ من دولة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة وكيان الاحتلال الصهيوني الاتفاق على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين "إسرائيل" والإمارات، حسبما جاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الإماراتيّة "وام".

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد