يعاني أهالي مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سوريا، من شحّ مادة الخبز وصعوبة تأمين الاحتياجات اليوميّة منها، حيث يعود الكثير من أبناء المخيّم من رحلة جلب الخبز خالي الوفاض حسب مراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
ويفتقد المخيّم لفرن محلّي، بعدما دمّر القصف خلال السنوات السابقة الفرن الوحيد الذي كان يؤمّن احتياجات المخيّم، ما يدفع السكّان لتأمين الخبز من منطقة درعا البلد والمناطق الأخرى المُجاورة، والتي بدأت تنفد منها مخزونات الطحين، في ظل الأزمة التي تعانيها البلاد، وعدم توفير مخصصات كافيّة من قبل وزارة التموين لأفران مدينة درعا.
مخبز مخيّم درعا المدمّر
وقال مراسلنا، إنّ عملية البحث عن رغيف الخبز باتت مشقّة إضافيّة لأهالي المخيّم، تُضاف إلى جانب البحث عن الغاز المنزلي والمحروقات والأصناف الغذائيّة كالأرز والسكّر ومياه الشرب وسواها، في ظل تخوّفات من انقطاع تام للطحين في محافظة درعا ما يعني انقطاع الخبز الذي يشكّل أهم مادة يعتمد عليها الأهالي، حسبما أضاف.
ولفت المُراسل، إلى أنّ الوضع قد يزداد سوءاً بعد تطبيق توزيع الخبز عبر "البطاقة الذكية" ممن خلال مندوبين معتمدين، وذلك بسبب قلّة المخصصات وعدم تسجيل معظم العائلات العائدة حديثاً إلى المخيّم على القوائم المخصصة للخبز، مشيراً إلى أنّ عدد سكّان المخيّم حاليا تجاوز 750 عائلة.
ووفق آلية التوزيع عبر "البطاقة الذكيّة" ، المزمع دخوله حيّز التنفيذ في محافظة درعا خلال الأيام القليلة المقبلة، سيُتاح للعائلة الحصول على كميّات محددة كل يومين بحسب عدد أفرادها، على أن تستلم كل عائلة مخصصاتها من مكان سكنها الأصلي، ما يعني أنّ أبناء المخيّم عليهم استلام مخصصاتهم من المخيّم حصراً.
وأشار مراسل " بوابة اللاجين الفلسطينيين" إلى أنّ العائلات القاطنة خارج المخيّم، بإمكانها استلام مخصصاتها من مناطق سكنها، بينما العائلات القاطنة داخل المخيّم، فتستلم مخصصاتها من المخيّم حصراً.
كما لفت إلى مخاوف الأهالي، من تكرار تجارب المناطق التي طُبّق فيها التوزيع عبر المُعتمدين، حيث برزت عمليات فساد ومحسوبيات حرمت الكثيرين من مخصصاتهم، عدا عن عدم كفاية الكميّات المخصصة.
كما نقل مراسلنا، مطالب اللاجئين الفلسطينيين في مخيّم درعا، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" و "المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" التدخّل من أجل إيجاد حل لأزمة الخبز في المخيّم، والعمل على إعادة تأهيل المخبز ورفده بالطحين، وأن يكون ذلك من ضمن مهام الوكالة الإغاثيّة في ظل الأزمة المفتوحة على المزيد من الصعوبات، في ظل التقارير عن قرب نفاد مادة الطحين في عموم سوريا.
ويسكن في مخيّم درعا، نحو 750عائلة استطاعوا العودة إلى منازلهم من أصل 13 ألفاً، في حين تشهد أحياء المخيّم عودة متواصلة للأهالي، الذين غالباً ما يعاودون الخروج منه بسبب عدم قدرتهم على ترميم البنى التحتيّة لمنازلهم، في ظل واقع الفقر والبطالة وغياب الدعم المادي من وكالة " أونروا" والجهات المعنيّة إزاء إعادة تأهيل المنازل المدمّرة.
ويعاني 75% من أبناء المخيّم من البطالة، وفق تقديرات غير رسميّة وافانا بها مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، في حين لا تتطوّر الأحوال في المخيّم إلّا نحو الأسوأ،حيث يعاني الأهالي من انقطاع الكهرباء والماء، فضلاً عن انسداد مجاري الصرف الصحّي وطوفانها في الشوارع والمنازل.