فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أنهى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو زيارته إلى أذربيجان الأربعاء 14 كانون الأول، وتوجّه إلى كازخستان، مؤكداً أن الهدف من الزيارة توطيد وتجديد العلاقات مع أذربيجان التي تقدّم لدولة الاحتلال قرابة نصف النفط لديها، مضيفاً "هذه الزيارة جاءت لتحريك الرأي في العالم الإسلامي وفتح أبواب للتقارب معه وإقامة اتفاقيات سلام أكثر عمقاً مع شعوبه".
من جانبه أكد رئيس أذربيجان إلهام علاييف أن حجم التعاون في مجال المعدات العسكرية الدفاعية بين دولة الاحتلال وبلاده بلغ نحو خمسة مليارات دولار أمريكي من استيراد أذربيجان لمعدات عسكرية "إسرائيلية".
وتعتبر هذه الزيارة الأولى منذ عقدين ونصف لرئيس وزراء "إسرائيلي" إلى أذربيجان وكازخستان، وحسب مصادر سياسية رفيعة في "تل أبيب" فإن دولة الاحتلال قامت بالتوقيع مع أذربيجان على عقود طويلة الأمد لشراء أسلحة وعتاد أمني بقيمة خمسة مليارات دولار، ووقّع الجانبان على أربع اتفاقيات تعاون اقتصادي، وحضر للتوقيع من جانب الاحتلال وزير البيئة الصهيوني زئيف ألكين.
قال نتنياهو أنه بعد تعزيز العلاقات مع دول عظمى في آسيا وافريقيا وأمريكا الجنوبية، جاء الآن دور توثيق العلاقات مع دول بارزة في العالم الإسلامي، مضيفاً أن هذين البلدين الإسلاميين يرغبان بشدة في تعزيز العلاقات مع دولة الاحتلال، وهذا جزء من سياسة واضحة في التواصل، "وعلاقات إسرائيل آخذة بالازدهار بصورة غير مسبوقة"، حسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
في حين اعتبرت مصادر أن زيارة نتنياهو إلى أذربيجان ذات خصوصية محددة، وهي الزيارة الثانية له كرئيس وزراء، والزيارة الأولى كانت عام 1997، وتعتبر هذه الخصوصية متعلقة بتعزيز الدور "الإسرائيلي" في تلك المنطقة المحاذية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تعتبرها "تل أبيب" العدو الأول تكتيكياً واستراتيجياً، فيأتي تعزيز العلاقات هنا بهدف تطويق إيران.
ووصف خبراء ودبلوماسيون "إسرائيليون" في مناسبات سابقة أذربيجان بأنها شريك استراتيجي، علاوةً على كونها "باباً خلفياً" لإيران، وهي مزوّد رئيسي للنفط بالنسبة لدولة الاحتلال، من خلال أنبوب يمر عبر جورجيا وتركيا.
فيما أكد المحلل الأمني في صحيفة "معاريف" العبرية يوسي ميلمان، على ما وصفه بـ "العلاقة الغرامية" بين الكيان الصهيوني والحليف في بلاد القوقاز أذربيجان، في ظل التعاون الأمني الاستخباري بينهما بجانب عمليات تصدير السلاح بمبالغ مالية ضخمة، مشيراً إلى بدء العلاقات الوثيقة بين الجانبين فور إعلان أذربيجان استقلالها عقب تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، وهذه العلاقات في طريقها للتطور، مشيراً أيضاً إلى استخدام جيش أذربيجان في معاركه مع جارته أرمينيا أسلحة ووسائل قتالية "إسرائيلية".
وكشف نتنياهو في زيارته إلى كازخستان أنه طلب تأييد رئيسها نور سلطان نزارباييف لتولي "إسرائيل" عضوية مجلس الأمن الدولي في العام 2019، قائلاً "إسرائيل مثلما سبق وأيدت تنافس كازخستان على مقعد في مجلس الأمن، فإن الرئيس نزارباييف سيؤيد ترشيح إسرائيل في العام 2019، وإذا حدث ذلك، وأنا أؤمن أنه يمكن أن يحدث، فإن معنى ذلك تغيير حقيقي في موقف الأمم المتحدة من إسرائيل".
يوضح أيضاً أن العلاقات مع كازخستان تشكّل نموذجاً يُحتذى به للعلاقة بين الكيان الصهيوني ودولة مسلمة، قائلاً "لقد رأيتم اليوم زعيما دولة مسلمة ودولة يهودية يتصافحان".
وبالعودة إلى إيران مجدداً، سيزور الرئيس الإيراني حسن روحاني كازخستان قريباً، لذلك سأل نزارباييف نتنياهو إن كان يريد منه إيصال رسالة له، فقال نتنياهو في هذا السياق "إن إسرائيل ليست أرنبا، إنها نمر وليست دولة صغيرة عاجزة، والإيرانيون لا يعرفون مع من يتعاملون، وإيران تضع نفسها في خطر كبير"، وطلب نتنياهو من نزارباييف أن يوضح لروحاني أنه إذا غيرت إيران تعاملها مع "إسرائيل" فإن الأخيرة أيضاً ستغيّر تعاملها مع إيران.