سادت حالة من الغضب في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة، رفضاً للطريقة التي جرى فيها توزيع المعونات الغذائية على اللاجئين الفلسطينيين في إحدى المناطق من قِبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إذ انتشرت مجموعة من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر اللاجئين وهم يستلمون المعونات بشكلٍ مهين ومذل.
عدّة جهات دعت كافة الفصائل الفلسطينيّة للضغط بشكلٍ فوري على إدارة وكالة "أونروا" في غزة وعلى رأسها مدير العمليات ماتياس شمالي، لإيجاد آلية تضمن كرامة اللاجئ الفلسطيني عند استلامه المعونات التي هي حقٌ له وليس منةً من أحد.
بدوره، عبَّر مدير الهيئة "302" للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي، عن استنكاره الشديد "لهذه المشاهد التي رأيناها في غزّة، فاللاجئ لا يُهان بهذه الطريقة المذلة، بل يجب على أونروا إيجاد آلية سريعة وآمنة لتوزيع المساعدات على اللاجئين".
وأدان هويدي خلال مداخلة له مع إذاعة صوت الشعب في غزّة صباح اليوم الأربعاء 23 سبتمبر/ أيلول، عملية الفوضى "في توزيع المساعدات في غزّة، والذي يريد أن يوزّع مواد ويحفظ كرامة الناس لا يقدم على هذه الخطوة بهذا الشكل"، مُطالباً "وكالة أونروا بتحمّل كامل مسؤولياتها تجاه اللاجئين والحفاظ على صحتهم خلال توزيع هذه المواد، والأخذ بعين الاعتبار ألّا يتكرّر هذا المشهد المخزي الذي سيُساعد في انتشار فيروس كورونا أكثر مما هو عليه الآن".
كما بيّن هويدي أنّ "المطلوب من أونروا وبسرعة إيجاد آلية مناسبة تأخذ بعين الاعتبار موضوع السلامة للاجئين حتى لا نصل إلى مرحلة لا تحمد عقباها في ظل الاكتظاظ السكّاني في غزة والحصار الإسرائيلي المتواصل".
وتساءل هويدي: "ما الذي جرى واختلف عن السابق في توزيع مساعدات الوكالة؟ المطلوب الآن وبشكلٍ عاجل حفظ سلامة وكرامة المستفيدين، وأن تبادر كل اللجان الشعبية والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني للضغط على الوكالة من أجل اتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة لحفظ كرامة اللاجئ".
وشدّد هويدي خلال حديثه، على أنّ "هذه السياسة مرفوضة في توزيع المساعدات، نحن نختلف مع الوكالة ولكن لا نختلف عليها، لأنّ هذه المؤسسة وجدت لتقديم المساعدات الغذائية للاجئين الفلسطينيين حتى العودة للديار التي هُجروا منها عام 1948".
وشهدت الأيام القليلة الماضية تنظيم سلسلة من الوقفات الاحتجاجية في مُخيّمات قطاع غزّة، رفضاً لسياسات وكالة "أونروا" تجاه اللاجئين في المُخيّمات، وخاصة ضد التباطؤ في عملية توزيع الأدوية على أصحاب الأمراض المزمنة، وتوزيع المواد الغذائية على اللاجئين في ظل هذه الظروف القاهرة بفعل جائحة "كورونا"، عوضاً عن الانكفاء عن تنظيف المُخيّمات التي قد تتحوّل إلى مكاره صحيّة في أي وقت.