تونس - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
قُتل رئيس جمعية الطيران في الجنوب التونسي المهندس محمد الزواري (49) عاماً، مساء الخميس 15 كانون الأول، في ولاية صفاقس جنوبي تونس، بعد عودته من الخارج إلى تونس قبل أربعة أيام، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "الموساد الإسرائيلي" نفّذ عملية اغتيال بحق الطيار والمهندس الزواري، بزعم مساعدته للمقاومة الفلسطينية.
جريمة الاغتيال
من جهتها قالت القناة العبرية العاشرة أن السلطات التونسية تعتقد أن هناك ثلاثة أجانب يحملون جنسيات أوروبية ومغربية وراء العملية، وفي تقرير آخر عرضته القناة أشارت إلى أن مواطنة من هنغاريا التقت بالمهندس التونسي منتحلة شخصية صحفية، وجرى اللقاء بوجود رجل آخر، مؤكدةً أن المرأة تركت المكان بسرعة، ويجري التحري لمعرفة هويتها.
وحسب الإعلام التونسي المحلي فإن محمد الزواري تعرّض إلى ثلاث طلقات نارية مباشرة في جمجمته، ما يرجّح أن القاتل متمرّس على استعمال السلاح، وأطلق خمس طلقات أخرى لتأكيد وفاته، فيما تم تنفيذ جريمة الاغتيال عندما كان يستقل سيارته في حدود الثانية من بعد ظهر الخميس.
فيما ذكرت مصادر أخرى أن الزواري تلقّى خلال السنوات الأخيرة عدداً من الاتصالات التي هدّدت باغتياله على خلفية نشاطه في صناعة الطائرات بدون طيار إلى جانب مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، مشيرةً بأصابع الاتهام إلى جهات أمنيّة خارجية بتنفيذ عملية الاغتيال.
وحسب الإعلامي التونسي برهان بسيس الذي اتهم "الموساد" بجريمة الاغتيال، فإن الزواري كان يعمل منذ فترة على مشروع تطوير الطائرات دون طيار وتصنيعها، فقام "الموساد" برصد تحركاته منذ مدة وظل محل متابعة إلى حدود آخر تنقّل له، والذي كان في لبنان قبل أن يعود إلى تونس وصفاقس حيث تم اغتياله.
السلطات التونسية
وبعد نحو خمس ساعات من ارتكاب جريمة الاغتيال، أعلن المدير العام للأمن الوطني التونسي عبد الرحمن بلحاج علي استقالته من منصبه دون ذكر أسباب، لكن مصادر سياسية تونسية لم تستبعد أن تكون الاستقالة على خلفية جريمة الاغتيال، والتي قد تكون لها أبعاد في الفترة المقبلة.
وحسب بيان مقتضب لوزارة الداخلية التونسية، فإن عبد الرحمن بلحاج علي قدّم استقالته لأسباب شخصية، والذي كان صرّح مساء الخميس باستقالته من منصبه قائلاً "لقد اتخذت قراري في الاستقالة"، مؤكداً أنها استقالة وليست إقالة، في إشارة إلى أنها جاءت احتجاجاً على قضية ما، وحسب موقع تونسي فإن الاستقالة جاءت عقب اجتماع عاصف جمع وزير الداخلية الهادي مجدوب بمدير عام الأمن الوطني عبد الرحمن بلحاج علي.
هذا واعتقلت السلطات التونسية مواطناً أجنبياً يشتبه بعلاقته في الجريمة، فيما ثبت من خلال تحقيقات أولية أن عشرة أشخاص بين تونسيين وأجانب يشتبه بضلوعهم في جريمة الاغتيال التي لا تزال غامضة، على الرغم من أن المحققين تمكنوا من كشف عدة ملابسات متعلقة بالقضية.
في حين قال مراد التريكي قاضي التحقيق بمحكمة صفاقس جنوباً أن التحقيقات تقدمت بشكل إيجابي، مشيراً إلى أن عملية التدقيق في الفيديوهات التي التقطتها كاميرات المراقبة في محيط الجريمة قد تكشف عن معطيات جديدة.
علاقته بحركة حماس
تحدثت تقارير إعلامية أن الزواري كان على صلة بحركة حماس، إذ كان يعيش في سورية والتقى بقيادات الحركة هناك قبل عودته إلى تونس، وهو ضمن المهندسين الذي قدّموا لها المساعدة في صنع طائرات بدون طيار.
هذا وأعرب القيادي في حركة حماس مشير المصري في تصريح صحفي، عن تضامنه مع الشعب التونسي وأسرة الزواري، وأكد أن "المستفيد الوحيد من عملية الاغتيال هو الكيان الصهيوني."
خلفية عن حياة الزواري
محمد الزواري هو طيار سابق في الخطوط الجوية التونسية كان مقيماً في سورية برفقة زوجته السورية، وهو مهندس طيران ورئيس جمعية الطيران في جنوب تونس، وكان من المعارضين وعاد إلى تونس بعد الثورة مع العفو التشريعي العام.
وحسب وسائل الإعلام التونسية، فإن الزواري كان ناشطاً في الاتحاد العام التونسي للطلبة خلال التسعينات، الذي كان محسوباً على حركة الاتجاه الإسلامي في تلك الفترة "حركة النهضة حاليا" وتم اعتقاله بعد أحداث عام 1991 التي شهدتها الجامعات التونسية على خلفية صدور قرار 29 مارس الذي يتعلق بتجميد المنظمة الطلابية التي نشط ضمنها، ثم غادر تونس وواصل دراسته في سورية، وهناك تزوج قبل أن يعود إلى تونس عام 2011.