أعلن المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة، يوم أمس الأربعاء 30 سبتمبر/ أيلول، أنّ "الوكالة تُعاني من أزمة مالية خانقة تقارب عجز 200 مليون دولار أمريكي، وتُهدّد استمرار برامجها في مناطق عملياتها الخمس".
وأوضح أبو حسنة في تصريحٍ لوكالة "صفا"، أنّ "هذا المبلغ مطلوب توفيره حتى نهاية العام لكي نتمكّن من مواصلة عملياتنا وبرامجنا في مختلف مناطق عمليات الوكالة الخمس"، مُؤكداً على أنّ "من المبكر الحديث عن أزمة لرواتب موظفي أونروا".
العجر المالي سيحرم 30 الف موظف في مناطق عمليات الوكالة من رواتبهم لشهر تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري.
كما شدّد أبو حسنة خلال حديثه، على أنّ "هناك اتصالات مكثّفة ومتواصلة وغير مسبوقة يجريها المفوّض العام لأونروا فيليب لازاريني على كافة المستويات، من أجل توفير مبالغ مالية لاستمرار برامج الوكالة ودفع الرواتب".
وكان مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في قطاع غزة، ماتياس شمالي قال الإثنين إن أونروا لن تتمكن من دفع رواتب موظفيها في مختلف مناطق العمليات لـ 30 ألف موظف خلال شهر أكتوبر، ونوفمبر.
ولمح ماتياس إلى أن ذلك يدفعهم لطرح سيناريو حول إمكانية دفع نصف الراتب بما هو متوفر وتأجيل دفع النصف الآخر إلى حين تأمين الأموال اللازمة، قائلا: "ونحن بانتظار نهاية أكتوبر لاتخاذ القرار المناسب".
وبيّن أنّ "وكالة الغوث تقدّم مساعدات لـ5.6 مليون لاجئ فلسطيني، منهم أكثر من نصف مليون طالب في مدارسها، بالإضافة لـ 1.7 مليون لاجئ يتلقون مساعدات غذائية ونقدية منهم 1.1 مليون في قطاع غزة، وأكثر من 9 ملايين زيارة طبية من قبل عيادات الاونروا في مختلف المناطق"، مُؤكداً في الوقت ذاته على أنّ "الأمم المتحدة تعاني من أزمة مالية ضخمة، ولكن نريد زيادة مساهمة الأمم المتحدة في ميزانية أونروا، فضلاً عن توسيع دائرة المانحين وتوسيع الاتصالات مع القطاع الخاص الفلسطيني من أجل ضم مانحين جدد".
وفي وقتٍ سابق، قال نائب رئيس اتحاد الموظفين في وكالة "أونروا" عبد العزيز أبو سويرح، إنّ "رواتب الموظفين خط أحمر، خاصة في ظل اشتداد الأزمات في غزة".
وبيّن أبو سويرح في بيانٍ له، أنّ "تقليص رواتب موظفي "أونروا" يؤثر على الاقتصاد في قطاع غزة بشكلٍ عام، وهناك 70% من ميزانية أونروا تذهب لرواتب الموظفين، وتقليصها سيعني المضي نحو التقليص سنة بعد الأخرى".
يوم أمس الأربعاء، أعلنت مديرة عمليات "أونروا" في الضفة المحتلة، غوين لويس، أنّ "الوكالة تواجه عجزاً مالياً بقيمة 200 مليون دولار أميركي حتى نهاية العام الجاري".
وأكَّدت لويس خلال لقاء مجموعة من الصحفيين في مدينة رام الله، على أنّ "العجز المالي شهد تنامياً هذا العام بسبب التكاليف الإضافية الناجمة عن جائحة كورونا"، لافتةً إلى أنّ "الوضع المادي للوكالة مقلق، لكن تبرع السعودية بـ24 مليون دولار مؤخراً أعطى بعض التفاؤل، فيما أن الصورة للأشهر المتبقية من العام غير واضحة بعد، حيث ما زالت الوكالة تتواصل مع المانحين لسد قيمة العجز".
يُذكر أنّ الدول المانحة لم تف بعد بكافة التزاماتها المالية التي تعهدت بها خلال مؤتمرها في حزيران/ يونيو الماضي، وهو 130 مليون دولار فقط من أصل عجز مالي تعاني منه الوكالة يبلغ 400 مليون دولار.
وكان موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين قد طرح في ورقة سابقة حلول عدة وخطوات يمكن القيام بها في إطار البحث عن مخرجات ممكنة من الأزمة المالية للوكالة.
وكانت "أونروا" قد أطلقت في بداية أيلول/ سبتمبر مناشدة للدول المانحة من أجل الحصول على 94,6 مليون دولار من أجل الاستمرار في مواجهة جائحة كوفيد-19.