وسط رفض سوداني وفلسطيني واسع..

السودان يطبّع مع الكيان الصهيوني كثالث دولة عربية خلال شهرين

الجمعة 23 أكتوبر 2020

أعلن البيت الأبيض، بشكل رسمي، موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل، مساء اليوم الجمعة، 23 تشرين الأول/أكتوبر، وسط رفض سوداني وفلسطيني واسع.

وقال البيت الأبيض في بيانٍ إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث، الجمعة، بشكلٍ مشترك مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

ولفت إلى أنّ ترامب والبرهان وحمدوك ونتنياهو تحدثوا اليوم وناقشوا "تقدم السودان التاريخي تجاه الديمقراطية ودفع السلام في المنطقة"، مُؤكداً أنّ "الزعماء الثلاثة اتفقوا على بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز مبدئياً على الزراعة".

بدوره، قال ترامب إنّ "السودان عازم على إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مما يجعلها ثالث دولة عربية تفعل ذلك في الفترة التي تسبق يوم الانتخابات".

إلى ذلك، ذكر مجلس السيادة في السودان في بيانٍ أن "الرئيس الأمريكي وقّع رسمياً قراراً يقضي بإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب"، واصفاً "الحدث بأنه يوم تاريخي للسودان ولثورته المجيدة".

وجاء القرار الأمريكي بعد تحويل السودان 355 مليون دولار إلى الولايات المتحدة.

 

بدء مشاورات سودانية لتشكيل جبهة رفض

وفور إعلان التطبيع، أعلن حزبا "المؤتمر" و"البعث" السودانيان رفضهما "قرار الحكومة السودانية توقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وقال حزب "المؤتمر" إنّه "يرفض التطبيع مع إسرائيل، لكنه يرحّب برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب"، فيما أعلن حزب "البعث" السوداني، العضو في قوى التغيير، أنّه شرع "في اتصالات سياسيّة ومجتمعيّة لتشكيل جبهة وطنية ضد التطبيع مع إسرائيل".

 

إدانة رسمية فلسطينية وفصائلية

بدورها، أكَّدت رئاسة السلطة الفلسطينيّة في بيانٍ "إدانتها ورفضها لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تغتصب أرض فلسطين، لأن ذلك مخالف لقرارات القمم العربية، وكذلك لمبادرة السلام العربية المقرة من قبل القمم العربية والإسلامية، ومن قبل مجلس الأمن الدولي وفق القرار 1515".

وجدّدت "التأكيد على أنه لا يحق لأحد التكلم باسم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية"، مُشددةً على أنّ "الطريق إلى السلام الشامل والعادل يجب أن يقوم على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المحددة، بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني في دولته وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967".

كما أشارت إلى أنّ "القيادة الفلسطينية سوف تتخذ القرارات اللازمة لحماية مصالح وحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة".

وفي السياق، دانت الفصائل الفلسطينية، إعلان اتفاق التطبيع بين السودان والكيان الصهيوني، إذ قالت حركة حماس إن "شعبنا الفلسطيني البطل، ومعه كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم تلقوا خبر موافقة حكومة السودان على تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني ببالغ الصدمة والإدانة والاستنكار".

وعبَّرت الحركة عن "إدانتها وغضبها واشمئزازها من هذا التطبيع المشين والمهين الذي لا يليق بالسودان شعباً وتاريخاً ومكانةً ودوراً كدولة عمق داعمة لفلسطين وقضيتها ومقاومتها"، داعيةً "شعب السودان البطل إلى رفض هذا الاتفاق العار والذي لن يجلب للسودان استقراراً ولا انفراجاً كما يدّعون، بل سيأخذ السودان نحو المزيد من التشتت والتضييق والضياع، وسيؤدي إلى المزيد من هيمنة الاحتلال الصهيوني على مقدرات شعوبنا وأمتنا، ويمثل اختراقاً وضرباً لمصالح الأمة وتمزيق صفوفها، وفي المقدمة منها تمزيق السودان نفسه".

كما دعت الحركة "شعب السودان العريق إلى محاربة كل أشكال التطبيع، وعدم القبول بأي علاقة مع هذا العدو المجرم مهما كان شكلها"، خاتمةً بيانها بالقول: "يقيننا وثقتنا بشعوب أمتنا أنها لن تنجر لهذا المستنقع كما فعلت بعض الأنظمة والحكومات، وستبقى شعوب أمتنا نابضة بحب فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، والإخلاص للقضية الفلسطينية حتى تطهير فلسطين من رجس الغزاة الصهاينة الغاصبين".

من جهتها، استنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "إقدام النظام السوداني على التطبيع مع الكيان الصهيوني، والذي يضاف لمسلسل السقوط والخيانة لأنظمة التبعيّة العربيّة التي حوّلت ذاتها ودورها إلى مواقع التبني والانخراط في المخطّطات المُعادية لمصالح شعوبها وشعوب الأمّة العربيّة، وفي المساعي المحمومة للإدارة الأمريكيّة والكيان الصهيوني لتصفية القضيّة الفلسطينيّة وحقوق الشعب الفلسطيني".

وقالت في بيانٍ إن "اقدام النظام السوداني على خطوته الخيانيّة بالتطبيع، هي خيانة لثورة شعب السودان الشقيق الذي دفع الغالي والنفيس من أجل التحرّر من التبعيّة، ومن أجل سودانٍ حر ومستقل، سودان ينعم بثرواته المتعدّدة والكبيرة التي نهبتها وبدّدتها أنظمة الديكتاتوريّة، والتي كان من ركائزها أولئك المتنفّذين القائمين في النظام القائم على هندسة التطبيع، ولن ينطلي على شعب السودان الشقيق أي أكاذيب تبرّر خيانة نظامه بالأزمة الاقتصاديّة القائمة، والتي يدرك أنه لن يخرج منها إلاّ بسياسة تنمويّة مستقلة وبعيدًا عن التبعيّة".

وعبَّرت الجبهة عن "ثقتها بأن شعب السودان الشقيق سيقبر خيانة نظامه، وسيقبر كل من أقدم على هذه الخيانة ولن تحميهم الإدارة الأمريكيّة ورئيسها الذي قدّمت له مصالح السودان وشعبه قربانًا في سباقه الانتخابي".

ورأت الجبهة أنّ "المطلوب أمام تسارع واتساع دائرة سقوط الأنظمة العربيّة واعترافها بالكيان الصهيوني، وتوقيع الاتفاقيات معه، ودعم أطماعه لأن يصبح دولة المركز في المنطقة، بات من الملح وبشكلٍ عاجل أن تلتقي قوى وفصائل حركة التحرّر الوطني العربيّة، للاتفاق على خطة مشتركة وشاملة تتصدى لهرولة التطبيع الرسمي، وتقطع الطريق على تعميمه شعبيًا، وتدافع عن حقوق شعوبها وعن القضيّة الفلسطينيّة كقضية مركزيّة للأمة العربيّة".

وفي السياق، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن "النظام السوداني ينزلق بالسودان نحو الحضن الإسرائيلي ويقدم هدية مجانية لـ"إسرائيل"، ويدفع من قوت الفقراء والمشردين من الشعب السوداني أموالاً طائلة ثمناً لنيل الرضا الأمريكي".

وقالت الحركة: "نحن نثق بأن الشعب السوداني والأحزاب القومية والوطنية في السودان لن تقبل هذه الخيانة، وقوى الحرية والتغيير أمام اختبار مصيري سيحدد مسار التغيير في هذا البلد العزيز على قلوبنا".

من جهتها، ذكرت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين أن "تطبيع العلاقات السودانية الصهيونية وصمة عار في تاريخ الأمة واستمرار لنهج التفريط بقضية فلسطين"، مُؤكدةً أن "إقدام السودان الشقيق على مثل هذه الخطوة لن يجلب له الأمن والاستقرار والازدهار، وهي محاولة خسيسة من أعداء الأمة لسلخ السودان عن قضايا أمته العادلة وعلى رأسها قضية فلسطين".

متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد