ساعات عقب إعلان اللجان الأهلية في المُخيّمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان إغلاق المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في لبنان، قررت وزارة التربية والتعليم اللبنانية إقفال المدراس اليوم الإثنين وغداً الثلاثاء، بانتظار قرار المجلس الأعلى للدفاع حول الإغلاق التام في البلاد.
ويجتمع المجلس غداً للبت في قرار الإغلاق الشامل في لبنان، خصوصاً بعدما اتفقت اللجنة الوزارية الخاصة بفيروس "كورونا" على الإقفال العام بدءاً من صباح السبت المقبل، 14 تشرين الثاني/نوفمبر، وحتى الإثنين الموافق لـ 30 من الشهر نفسه.
تزامناً مع هذه التطورات، أصدرت اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان بياناً جاء فيه: "بناءً على القرار الصادر عن وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان بتعطيل المدارس الرسمية والخاصة يومي الإثنين والثلاثاء، وعطفاً على موقفنا الثابت بالتأكيد على ضرورة التزام مدارس الأونروا بالقرارات التي تصدر عن وزارة التربية، تؤكد اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان التزامها التام بهذا القرار".
وطالبت إدارة "أونروا" بتعطيل مدارسها كافة التزاماً بقرار وزارة التربية.
اتحاد المعلمين: مع فتح المدارس متى انتفت أسباب إغلاقها
اتحاد المعلمين في لبنان بدوره أصدر أمس الأحد بياناً تساءل فيه عن المعايير التي تريد إدارة الوكالة افتتاح العام الدراسي بموجبها.
وأوضح أن قرار افتتاح العام الدراسي يأتي على الرغم من الحاجة إلى أكثر من 150 معلم مياوم، لم يتم استدعاء أو إلحاق أي منهم بهدف توفير موازنتهم.
لم تقتصر الأمور عند هذا الحد بحسب البيان، بل إنه وحتى اللحظة، لم يتم تأمين الكتب المدرسية، لدرجة أن بعض المدراء يصورون كتب من أموالهم الخاصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفق ما جاء في البيان.
الاتحاد أشار إلى أن هناك نقص كبير في عدد الأذنة، بالرغم من الحاجة الملحة لهم في هذا الظرف، بل "وإجبار الأذنة الحاليين على اعمال سخرة في المدارس فقط للتوفير".
وفيما يتعلق بالصفوف، أكد الاتحاد أنه منذ شهر آب/أغسطس الماضي والإدارة عاجزة عن إنجاز تشكيلات صفية، فتعميم 25 طالب بالشعبة وآخر 18 والأسبوع الماضي قرار بـ 12 ثم بالأمس العودة إلى الـ 20 والـ 22.
ولفت بيان الاتحاد إلى أنه بعد انقطاع لثمانية أشهر عن المدارس، الآن بدأت الإدارة بالترميم لدرجة أن مدرسة بنات لا يوجد فيها حمامات والعذر الصيانة، كما أنه لم توضع حتى الآن آلية لكيفية تعويض غياب المعلمين الذين يخالطون أو المصابين بـ "كورونا" مما يسبب فوضى عارمة في المدارس.
وذكر أنه إلى الآن لم تعوّض الإدارة غياب المعلمين الأساسيين المجازين كإجازة الأمومة والسفر ، كما أن الإدارة تتخبط في تطبيق البروتوكول الصحي الذي أصدرته هي نفسها وتتخبط في التعميمات والقرارات.
وأضاف: "إلى الآن لم تنجز إدارة التعليم ملف مناقلات المعلمين من مدرسة إلى أخرى ومن منطقة لأخرى، ومن برنامج مشروع إلى الميزانية العامة! لدرجة أن كثيراً من المعلمين لهذه اللحظة لا يعرفون أين سيداومون؟! فهل هذا يعقل؟"
وشدد الاتحاد أنه مع ضرورة فتح المدارس وضد تسكيرها، لكن في الوقت نفسه، أكد أنه ضد التسبب بالفوضى بالمدارس من خلال التأخير بتعيين المعلمين والتلكؤ بتوفير المستلزمات الضروية.
وأكد أن "سلامة الطلبة خط أحمر وليست مجالاً للتجربة، ولن نقبل أن تكون صحة المعلمين والطلبة موضع مزايدات وتسويات، يهدف أصحابها من خلالها تبيض صفحتهم لدى الإدارة".
وتابع: "كما لا بد من التأكيد أننا لن نقبل أن يكون المعلمون والطلبة حقلا للتجارب"، مطالباً المعنيين بإنهاء التشكيلات الصفية وفق قواعد التباعد الاجتماعي وضوابط السلامة والعودة الآمنة من خلال التزام معايير السلامة التي وضعتها وزارة التربية في لبنان.
وختم الاتحاد بيانه: "إننا مع فتح المدارس متى انتفت أسباب إغلاقها"، محملاً الإدارة مسؤولية التخبط والتأخير في انطلاق العام الدراسي.
إضراب في شمال لبنان ودعوات للإغلاق في صيدا
في شمال لبنان، أعلنت لجان المتابعة الطلابية والأهلية إغلاق المدارس اليوم الإثنين في طرابلس ومخيمي نهر البارد والبداوي.
وذكرت في بيان: "بعد مماطلة إدارة الأونروا في تلبية احتياجات المدارس وتقصيرها في تأمين الطواقم التعليمية وحاجات المدارس، وعدم مراعاتها لبروتكول الصحة للطلاب كما دعت الدولة، وكل ذلك لتوفير حفنة من الدولارات، نؤكد على الالتزام بدعوة اتحاد الموظفين واللجان الشعبية والأهلية على إضراب وإغلاق المدارس في طرابلس ومخيمي البداوي والبارد".
في سياق متصل، أكد مسؤول الحراك الفلسطيني في مخيم نهر البارد، محمد أبو قاسم، أن أهالي المخيم تفاجؤوا بقرار الوكالة فتح مدارسها دون وضع معايير وأسس لوقاية وحماية الطلاب.
وشدد في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على رفض الأهالي والحراكات في مخيم نهر البارد فتح المدارس دون تأمين سبل الوقاية للطلاب، مشيراً إلى أن الأهالي لن يرسلوا أبناءهم وبناتهم إلى الصفوف في ظل الانتشار المخيف لفيروس "كورونا".
وقال إن "أونروا" تتصرف بطريقة "متهورة"، محذراً من "مجزرة في وباء كورونا" جراء سياسة الوكالة التعسفية وغير المسؤولة.
كما حمل الوكالة مسؤولة أي خطأ يحصل في هذا الصدد، داعياً إياها إلى دعم أهالي الطلاب مادياً لتأمين المستلزمات الدراسية في ظل الظروف المعيشية السيئة.
إلى صيدا، حيث دعت اللجان الشعبية لتحالف القوى الفلسطينية والقوى الإسلامية وأنصار الله إلى إقفال المدارس لحين إيفاء "أونروا" بكافة متطلبات ومستلزمات العام الدراسي الناجح والآمن .
يذكر أن اللجان الأهلية في المُخيّمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان أعلنت أنّه وبعد إجراء مراجعة وتقييم لأداء "أونروا"، والوصول إلى خلاصة بأن إدارة الوكالة لا زالت تماطل وتتجاهل الحاجات الملحة (المعلمون والكتب) في الكثير من المدارس، فإننا سنقوم بإغلاق جميع المدارس صباح الإثنين الموافق 9/11/2020 لحين حل هذه المشاكل العالقة.