أكَّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم السبت 26 ديسمبر/ كانون الأوّل، أنّ فصل الشتاء يحل في كل عام ضيفاً ثقيلاً على الأسرى في سجون الاحتلال، ولكن هذا العام يوصف بالشتاء بالأقسى كون الأسرى لم يحصلوا على ملابس وأغطية شتوية منذ شهور طويلة داخل سجون الاحتلال.
بدوره، لفت مدير مركز فلسطين للأسرى والدراسات رياض الأشقر في تقريرٍ له، إلى أنّ الاحتلال استغل جائحة "كورونا" هذا العام، وأوقف برنامج زيارات الأسرى بشكلٍ كامل منذ شهر مارس الماضي بحجة حماية الأسرى من وصول الفيروس، الأمر الذي أدى إلى نقصٍ شديد في الملابس لدى الأسرى حيث تعتبر زيارات الأهل، السبيل الوحيد لتوفير الملابس لهم.
وبيّن الأشقر أنّ عدم دخول الملابس الشتوية للأسرى هذا العام جعل من فصل الشتاء فصلاً قاسياً وصعباً عليهم، الذين يعانون من الأصل كل عام من نقص الملابس الشتوية، برغم دخولها عبر الزيارات، ومع توقف الزيارات منذ شهور تفاقمت هذه الأزمة بشكلٍ كبير مما ضاعف من معاناتهم بشكلٍ واضح، مُؤكداً أنّ الأكثر معاناة هم الأسرى القابعين في سجون الجنوب التي تقع في الصحراء النقب (النقب- نفحة- ريمون- ايشل) والتي تضم بين جدرانها أكثر من نصف الأسرى نظراً للأجواء الباردة جداً التي تتميّز بها تلك المنطقة الصحراوية، والتي تصل درجات الحرارة فيها في بعض الأيام إلى ما دون الصفر.
وأشار الأشقر في تقريره، إلى أنّ السجون لا تتوقف عن استقبال الأسرى نظراً لاستمرار سياسة الاعتقالات في أنحاء الضفة الغربيّة والقدس، وهؤلاء الأسرى يحتاجون إلى ملابس جديدة يضطر الأسرى المتواجدين قبلهم إلى توفيرها لهم، الأمر الذي أدى إلى الشح الكبير في الملابس والأغطية مع توقف دخول ملابس جديدة للأسرى، مُحذراً في ذات الوقت من الخطورة الشديدة على حياة الأسرى في ظل عدم توفر وسائل التدفئة والحماية لهم من مخاطر الشتاء مع وجود جائحة "كورونا" وتشابه الأعراض، حتى أنّ إصابة الأسرى بأعراض الانفلونزا وفيروس "كورونا" يشكّل خطراً حقيقياً على حياتهم.
ودعا الأشقر المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر الضغط على الاحتلال لتوفير مستلزمات الأسرى في السجون من ملابس وأغطية مع دخول فصل الشتاء والتي يحتاجها الأسرى بشكلٍ كبير نظراً لافتقار السجون لها، وخاصة سجون الجنوب.
من جهته، قال المختص في شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، إنّه وفي في ظل الحديث عن توفر لقاحات فيروس "كورونا" فالمطلوب اشراف طبي دولي على اعطاء الأسرى اللقاحات اللازمة، حيث أن التجربة السابقة أفقدتنا الثقة بإدارة السجون والأطباء "الإسرائيليين" الذين تخلّوا عن أخلاقيات المهنة في تعاملهم مع الأسرى والمعتقلين.
وشدّد فروانة في بيانٍ له، على أنّ الأوضاع الصحيّة في سجون الاحتلال ومنذ انتشار جائحة "كورونا" في المنطقة في مارس الماضي كشفت عن عنصرية المحتل وبشاعة تعامله مع الفلسطينيين واستهتاره المتواصل بحياتهم وأوضاعهم الصحية، مُشيراً إلى أنّ الاجراءات المحدودة التي اتخذت في بعض السجون خلال الأشهر الأخيرة، لم تُعالج المشكلة، ولم توفّر الحماية والوقاية اللازمة للأسرى، وانما هي محاولة للالتفاف على استحقاقات المرحلة ومطالبات المؤسسات الحقوقيّة.
وجدّد فروانة مطالبته بضرورة ارسال وفد طبي دولي إلى السجون والمعتقلات لإنقاذ حياة الأسرى المرضى والاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع الصحية هناك.
ظهر اليوم، أعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، أن إدارة سجون الاحتلال الصهيوني، أبلغت الأسرى، أنه سيتم تطعيمهم ضد فيروس "كورونا" خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف أبو بكر، لوكالة "وفا" الرسمية: إنّ إعطاء اللقاح للأسرى سيكون اختيارياً وليس إجبارياً، مشيراً إلى أن بعض الأسرى سجلوا أسماءهم في القوائم التي أبدت رغبتها بأخذ اللقاح.
وطالب بأن يشرف أطباء فلسطينيون أو دوليون على تطعيم الأسرى باللقاح، موضحاً أن الجهات المختصة ستراسل الاحتلال بخصوص ذلك، لافتاً إلى أنّ اللقاح الذي سيعطى للأسرى هو لقاح "فايزر" الأمريكي.
يُشار إلى أنّ هيئة شؤون الأسرى رصدت في وقتٍ سابق إصابة 140 أسيراً بفيروس "كورونا" منذ بدء الجائحة.