قليلة هي المخيمات الفلسطينية التي يجول فيها بابا نويل عادةً على الأطفال في المناسبات، لا سيما داخل قطاع غزة التي لم تعتد مخيماته كثيراً على الفرح، كاعتيادها على القصف الصهيوني وتداعيات الحصار.
في مُخيّم جباليا شمال قطاع غزّة، حاول شاب في مقتبل العمر إسعاد الأطفال عبر ارتداء زي بابا نويل والتجوال بين بيوتهم في الأزقة، ولكنه في ظل الضائقة المادية العامة والحصار المفروض منذ 14 عاما لا يملك الهدايا بل الكثير من الحب الذي يعبر عنه بوردة.
يقول اللاجئ الفلسطيني ابراهيم أبو غزالة من مُخيّم جباليا لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّه ومع قدوم العام الجديد رأى أن يوزّع الهدايا على أطفال المُخيّم، والهدية عبارة عن وردة للدلالة على الحب والسلام.
بينما قال صديقه المشارك معه في المبادرة عبد الرحمن أبو سلامة من ذات المُخيّم : إنّ الوردة تستطيع إسعاد طفلٍ من أطفال المُخيّم، وتفرحه، يُضيف: هذا أقل شيء ممكن أقدمله اياه وممكن أحسسه إنه في أمل لقدّام وفي مستقبل.
وردة بتفرّح طفل
ولفت أبو سلامة إلى أنّ الطفل يشعر بالفرح عند حصوله على الوردة في المُخيّم، وأنّه من الممكن أن يراها شيئاً كبيراً، لأنّ أطفال المُخيّم بسطاء بشكلٍ عام، وأوضاعهم الاقتصادية قد تكون ما دون الصفر، لذلك آتي إلى المُخيّم بزي بابا نويل ليتفاءل بأنّ الأمل قادم مع قدوم العام الجديد.
حال أطفالنا يختلف عن كل العالم
وفي الأثناء، رصدنا فرحة اللاجئة الفلسطينيّة في مُخيّم جباليا أم محمد البلعاوي، والتي أكَّدت لموقعنا أنّه بالنسبة لأطفال المُخيّم فهم محرومين من كل شيء من الحقوق، ويختلفون بالتأكيد عن بقية أطفال العالم لأنّهم يعيشون في صراعٍ دائمٍ بفعل الاحتلال وحصاره، أي يكونون في صراعٍ منذ الطفولة وحتى الشيخوخة، لافتةً إلى أنّ جائحة "كورونا" زادت من احتياجات وحاجة هؤلاء الأطفال للفرح.
بينما وجّه اللاجئ في ذات المُخيّم ابراهيم أبو غزالة رسالةً إلى الأطفال، دعا فيها أنّ يأتي العام القادم على أطفال المُخيّم وهم وأحوالهم أجمل وأبهى، مُعبراً عن شكره لبابا نويل على ورداته التي نثرت عبيرها في أزقّة المُخيّم.
جدير بالذكر، أنّ قطاع غزّة بمُخيماته بوجهٍ عام يُعاني من قلة الأماكن المفتوحة والمناطق الترفيهيّة والمساحات الخضراء، وهو ما ينعكس بالتأكيد سلباً على حياة السكّان لا سيما الأطفال منهم، وفي ظل أيضاً ظروفٍ معيشية قاهرة بفعلٍ عواملٍ عديدة لعل أبرزها الحصار المفروض منذ قرابة 14 عاماً، وجاءت جائحة "كورونا" وزادت من قساوة الحياة في المُخيّمات.