لا أحد في مخيم دير البلج للاجئين الفلسطينيين وجواره، لا يعرف اللاجئ الفلسطيني زكي أحمد نمر أبو دغيم "أبو أيمن"  أقدم الحلاقين في قطاع غزّة، والمعروف بتجواله الدائم على دراجته الهوائية لتلبية جميع طلبات زبائنه في المُخيّم.

يقول أبو أيمن لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّه قد تهجّر من قرية برير إبان النكبة الفلسطينيّة عام 1948،  وهو يعمل في مهنة الحلاقة أي منذ أكثر من 60 عاماً وحتى يومنا هذا، يُتابع: بطلع على البسكليت والفزبة (دراجة نارية) على الزباين اللي بيكلموني على التلفون، لو كانوا جيرانا بمشي مشي وإزا مشوار بعيد بروح على البسكليت وبحلق للزباين، وأوقات بعطوني أجرتي وأوقات ما بعطوني.. وأحياناً بقولش هات الأجرة بقول خلص خلي علينا وبضل صداقة وصحبة يعني.

3-1.png

وأوضح أنّ المال ليس همّه الأساسي من وراء هذه المهنة، يُكمل حديثه لموقعنا: مش مشكلة المصاري يعني المهم يكون صاحب وصديق، وهذه مهنة الحلاقة أبويا قالي روح تعلم عند واحد فتعلمت وصرت أطقطق شوية وفتحت صالون، فصرت أروح على الزباين شوية شوية وصارت مهنة الحلاقة غريزة معي خلص بحلم فيها.

كما أشار أبو أيمن إلى أنّ والده أرسله للحلاق ليعلمه المهنة فتعلم منه كل تفاصيل هذه المهنة حتى افتتح صالونه الخاص، لافتاً خلال حديثه لموقعنا إلى أنّه فتح الصالون قبل 60 سنة وهو يعمل في مُخيّم دير البلح ولحتى الآن، مُردفاً حديثه: غيرت الدكان وعملنا ديكورات وعملنا دور تاني وفي إلنا اتنين محلات فوق وتحت فما شاء الله اشتغلنا والأمور تمام التمام.

3-2.png

وعن أهل المُخيّم يقول أبو أيمن: يعني أهل المُخيّم دايماً بحبوني كتير كتير عشان أنا بسامحهم وبساعدهم وبحبوني كتير وقصاتي حلوة وكويسة يعني بعض من الختيارية مثلا بقدروش يطلعوا فبرنوا عليا وبروحلهم.. الشب بقول تعال لأبوي احلقله طبعاً بقدرش يجي عالصالون فبروح بحلقله أوقات بيعطيني، وأوقات بعطيني قليل أو أوقات بقوله مش مشكلة أنا مسامحك.

أمّا عن حقيبته التي ترافقه في كل مهماته الخارجية في مهنته التي يُحبها، يوضّح: طبعاً الشنطة مليانة حامض فبدق على الباب، وبرحبوا فيا الناس كتير وبيجوا الأولاد الصغار وبعبطوني، ليه؟ عشان الحامض.. بحلقلهم على الكرسي وبطقطقلهم طب مرة الولد الصغير عيط فسألتوا مالك بتعيط؟ جبتله المصاصة.. عبطني.. قعد على الكرسي، احلق يابا، حلقتلو وتمام، شاف المصاص يعني الصغار بحبوا المصاصات وكل حاجة حلوة، كمان الشنطة فيها جميع الأدوات مثل المقصات والمكنات والشفرات والكولونيا والمعقم وكل حاجة من فوط وبشاكير.

3-3.png

ويُتابع الحلاق أبو أيمن: أحياناً بروح عمحطة البنزين بحلق لصحابي كلهم وبرتبهم، وببقي قاعد هيك لحالي وزهقان واحد برن عليا باخد الشنطة بلف بالسوق هان إذا بدو يحلق بحلقلو ببلاش يعني لوجه الله تعالى.

وحول تطوّر نوعية وشكل أدوات الحلاقة، يقول أبو أيمن: أيام زمان كان مقصات عادي غير مقصاتنا اليوم، بس المكنات بتختلف كانت حديد وزمبركات يعني مش كهربائية زي اليوم، والكرسي إللي كان بحلق فيه بالستينات كرسي خشب مش كرسي لفافات، مُشيراً إلى أنّ أولاده في الدول الأوروبية يعملون في ذات المهنة تحت عنوان (صالونات أبو دغيم)، في بلجيكا.

وفي ختام حديثه مع موقعنا، وجّه الحلاق أبو أيمن رسالة إلى أهالي مُخيّم دير البلح دعا لهم فيه لكل المحبة والتوفيق والسعادة من قلبٍ يمثّل وجه اللاجئ الفلسطيني المُحب للحياة.

 

شاهد الفيديو

 

3-6.png
3-5.png
3-4.png
قطاع غزة-خاص/ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد