شهدت عدّة مدن وبلدات في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، سلسلة من التظاهرات الغاضبة والمنددة بالعنف والجريمة وتواطؤ أجهزة الاحتلال الشرطيّة مع عصابات الإجرام.
في حيفا المحتلّة، اعتدت شرطة الاحتلال على المتظاهرين، الذين تجمّعوا بالعشرات في ساحة الأسير وسط المدينة مساء اليوم الجمعة 5 شباط/ فبراير، دعت إليها مجموعة " حراك حيفا" في تظاهرة غاضبة تحت عنوان "حيفا تغضب"، وقامت بالاعتداء بالضرب على الشابّة الفلسطينية عرين روحانا بعد اختطافها من وسط المتظاهرين، ما أدّى إلى فقدانها للوعي.
وكانت التظاهرات قد بدأت منذ ظهر اليوم، واستمرّت حتّى ساعات المساء، حيث شهدت مدينة الناصرة وبلدات الطيبة، شفا عمرو، نحف، الباقة الغربية وطمرة وسواها سلسلة تظاهرات.
وتجمّع العشرات من أهالي مدينة الناصرة عند دوّار البيغ، وقامت شرطة الاحتلال باستعمال العنف ضد المتظاهرين لثنيهم عن قطع الطريق العام، حسبما أفادت مصادر محليّة.
أمّا في بلدة الطيبة، فقد تمكّن المحتجّون من إغلاق أحد الشوارع الرئيسيّة، قبل أن تشرع شرطة الاحتلال بتفريق التظاهرات باستخدام القنابل الصوتيّة والمياه العادمة، وقامت باعتقال 3 شبّان حسبما نقل موقع " عرب 48"..
وشهدت بلدة شفاعمرو المحتلّة، تظاهرتين عند مفرق الناعمة وكابول، رفعت شعارات منددة بتواطؤ شرطة الاحتلال مع الجريمة المنظّمة، وأغلق المحتجون أحد الشوارع الرئيسيّة.
كما انطلقت في بلدة الطمرة المحتلّة، تظاهرة نسائيّة شارك بها العشرات من النسوة، بمشاركة ناشطات نسويات، إضافة إلى تظاهرة في باقة الغربيّة عقب تأديّة صلاة الجمعة.
وتأتي هذه التظاهرات، في أعقاب تصاعد العنف والجريمة في المدن والبدات العربيّة المحتلّة عام 1948، وما يقابلها من عنف لشرطة الاحتلال، وآخرها قضاء الشاب أحمد حجازي برصاص الشرطة في مدينة طمرة مطلع هذا الأسبوع، حيث بلغت أعداد ضحايا العنف منذ مطلع 2021 الجاري 12 ضحيّة.
يذكر، أنّ عضو قيادة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وأحد المعنيين في ملف مكافحة الجريمة، طلب الصانع، كان قد قال في حديث سابق لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ "90% من مصدر السلاح المستخدم في الجرائم المرتكبة هو جيش أو شرطة الاحتلال.
كما أوضح أنّ "نسبة كشف النقاب عن جرائم ضحاياها عرب، لا تتجاوز 20 إلى 25%، مقابل 80% إذا كان الضحية يهودياً، وهذه الازدواجية في التعامل هي سياسة رسمية حكومية لإضعاف النسيج الاجتماعي والجبهة الداخلية وتمرير المخططات السلطوية وإشغال المواطن العربي في الهموم اليومية والابتعاد عن القضايا الوطنية الرئيسيّة".