يعمل عدد من المتطوعين الفلسطينين في مخيم برج البراجنة جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، ضمن مبادرة "أمان"، على مساعدة مرضى كورونا المقيمين في المخيم وضواحيه، على مختلف جنسياتهم.
إسعاف وتأمين أدوية
وكانت المبادرة قد خصصت سيارة إسعاف لنقل مرضى "كورونا" إلى المستشفيات، بعد اتفاقها منذ بداية الأزمة، مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والمخاتير في المنطقة على إبلاغها بالفحوصات اللإيجابية.
وبحسب حسين سعادة، وهو أحد أعضاء الجمعية، فإن الفريق التطوعي يعمل على تطبيق نظام وزارة الصحة اللبنانية للتدخل لمساعدة مصابي "كورونا"، بالإضافة إلى استعانته بإرشادات وتعليمات أطباء فلسطينين، بالإضافة إلى توفير الأوكسجين والأدوية التي يحتاجها المريض، غير المؤمنة من قبل وكالة "أونروا" أصلاً.
من تبرعات أبناء المخيم
المبادرة قائمة منذ 9 سنوات على تبرعات أبناء المخيم المقيمين والمغتربين، وتعمل في مجال إغاثة المحتاجين من أبناء المخيم، حيث أقامت مركزاً طبياً مستقلاً، بعمل فيه أطباء فلسطينون لا يستطيعون ممارسة مهنتهم في المشافي اللبنانية أو فتح عيادات خاصة، بسبب قيود القوانين اللبنانية، كما الحاجات الطبية للمرضى بكلفة متدنية أو مجانية، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها أهالي المخيم، بسبب صعوبة الأوضاع المعيشية للناس، وبحسب القائمين على فإنها جهزت مستشفى حيفا التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في المخيم منذ ثماني سنوات بعدما لاحظت نقصاً بالمعدات.
الجدير ذكره، أن تفاعل أبناء المخيم المقيمين والمغتربين ازداد وارتفعت مبادرتهم لمساعدة ذوييهم بعد تفشي جائحة "كورونا" وما رافقها من تردي للأوضاع الاقتصادية في البلاد، وتقاعس الجهات المسؤولة عن تأدية مهامها كأونروا ومنظمة التحرير، كما يقول سعادة.
الوضع مقلق رغم المبادرات
ويفيد سعادة لبوابة اللاجئين الفلسطينين، أن الوضع اليوم خطير وصعب للغاية، وبحسب سعادة، هناك 4 حالات حرجة لإصابات بكورونا سجلت الجمعة 5 شباط/فبراير، تعيش على "الأوكسجين" لأطفال من المخيم تقوم "أمان" بإسعافهم.
ووصل العدد الذي تسعفه "أمان" اليوم إلى 125 حالة، بعد تسجيل 21 حالة شفاء، ليصبح العدد اللإجمالي الذي ساعدته "أمان" 600 شخص مصاب في المخيم ومحيطه في منطقة الضاحية الجنوبية.
وقال سعادة: إن هناك نقص في "الأوكسجين" وسط مناشدات لزيادة الدعم وتخصيص مستشفى للمرضى في بيروت من قبل وكالة "أونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك بعد وصول القدرة الاستيعابية للمستشفيات اللبنانية أقصاها وعدم قدرة مستشفى الهمشري على استيعاب المزيد من الحالات.
يأتي ذلك في إطار التفشي الكبير لجائحة "كورونا" في المخيمات ومناشدات كثير من اللاجئين لوكالة "أونروا" والمعنيين، من أجل تأمين الأدوية في ظل تدهور الوضع المعيشي بسبب الأزمة الاقتصادية والإغلاق الكلي للبلاد، في حين بلغت أعداد الحالات النشطة في أوساط الفلسطينين 722 حالة بحسب مسؤول القسم الصحي في "أونروا" عبد الحكيم شناعة.