أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الأردن، اليوم الاثنين 8 شباط/ فبراير، عن عودة أكثر من 119,000 فتاة وصبي إلى التعلّم في صفوف مدارس وكالة الغوث في الأردن للفصل الدراسي الثاني، وبسبب جائحة فايروس "كورونا" فتحت مدارس "أونروا" أبوابها للطلاب بما يتماشى مع تعليمات الصحة والسلامة المفروضة من قبل الحكومة الأردنيّة.
ولفتت وكالة "أونروا" في بيانٍ لها، إلى أنّه يتم اعتماد نهج التعليم المدمج، حيث يتم تقسيم الفصول الدراسية، من خلال أن يقوم مجموعة من الأطفال بالتعلم عن بعد في المنازل والنصف الآخر في المدرسة وبالتناوب، ووفقاً للوائح الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، يعد الالتحاق بالمدارس اختيارياً أيضاً وبناءً على موافقة أولياء الأمور، مما يعني أنه يمكن للآباء اختيار إبقاء أطفالهم في المنزل مع ضمان استمرار التعلم عن بعد.
وأشارت إلى أنّه وبسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا"، أمرت الحكومة الأردنية بإعادة اغلاق جميع المدارس في سبتمبر 2020 في سبيل السيطرة على انتشار الفيروس، وفي ذلك الوقت، وتماشياً مع قوانين الدولة المضيفة انتقلت مدارس "أونروا" إلى التعلّم عن بعد، حيث كان الطلاب يصلون إلى التعليم بطرق مختلفة، بما في ذلك قناة "أونروا" التعليمية على اليوتيوب، ومنصات التعلّم عبر الإنترنت التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم الأردنية، وخلال فترة الإغلاق، قدّم مرشدو الدعم النفسي في المدارس الدعم النفسي والاجتماعي لجميع طلاب اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك اللاجئين القادمين من سوريا، وذلك حفاظاً على سلامة صحتهم النفسية والعقلية.
وأكَّدت الوكالة أنّه وبالرغم من الجائحة العالمية والأزمة المالية التاريخية التي تعاني منها الوكالة، لم يدخر طاقم "أونروا" التعليمي أي جهد لضمان وصول طلبة اللاجئين إلى التعليم غير المنقطع، وخاصة الطلبة الأقل حظاً ممن لا يملكون اتصالاً مستمراً بشبكة الانترنت أو أجهزة هواتف ذكية.
بدورها، قالت مديرة شؤون "أونروا" في الأردن مارتا لورينزو: اليوم نحتفل لطلبتنا وبطاقمنا التعليمي الذين لم يدخروا أي جهد لضمان استمرارية التعليم لجميع الأطفال، سواءً في الصفوف أو عن بُعد، مُشيرةً إلى أنّ جائحة فايروس "كورونا" خلقت حالة غير مسبوقة تؤثر على العالم بأسره، ومع ذلك، مع الطاقة التي تلقيناها من أطفالنا ومعلمينا، تمكنّا من الاستمرار في مواجهة التحديات وتقديم تعليم جيد طوال الأزمة.
وقالت "أونروا" في بيانها، إنّه وخلال حفل العودة إلى المدارس الذي أقيم في مدرسة إناث الرصيفة الإعدادية التابعة لأونروا في مدينة الزرقاء، التقت السيدة لورينزو، ونائب مدير برنامج التعليم في "أونروا" مورتيز بيلاغير، ورئيسة دائرة التعليم في إقليم الأردن الدكتورة عروبة لبدي بالطلبة، حيث تم مناقشة مسؤولياتهم الرئيسية وخططهم للفصل الدراسي الجديد، لا سيما في ظل جائحة كوفيد-19، وخلال الجلسة، عرض الطلبة استراتيجياتهم لزيادة وعي الطلاب بفيروس "كورونا" وكيفية البقاء بأمان خلال ساعات الدوام المدرسي.
وخلال الاحتفال قالت الطالبة ابتسام رأفت: "أنا سعيدة جداً لأننا عدنا أخيراً إلى المدرسة، وتمكننا من رؤية أصدقائنا ومعلمينا، سأحرص دائماً على ارتداء الكمامة وتشجيع زميلاتي على ذلك أيضاً، حتى نتمكن من مواصلة التعليم وجهاً لوجه دون الرجوع إلى الإغلاقات مع الحفاظ على سلامتنا"، فيما قالت المعلمة شادية أبو عليا: "لم تكن الرحلة سهلة أبداً، ولكننا لم ندخر أي جهد للتأكد من أن طلابنا يتابعون دروسهم بشكلٍ صحيح وخاصة طلاب الصفوف الأولى الذين ما زالوا يبنون مهاراتهم ومعلوماتهم، لذلك هم بحاجة إلى رعاية وتعليم خاصين".
وفي ختام بيانها، بيّنت وكالة "أونروا" أنّها تدير قرابة 711 مدرسة في سوريا ولبنان والأردن وغزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس، حيث تحتضن هذه المدارس أكثر من 534،000 طالب من اللاجئين الفلسطينيين.