بمبادرة شخصية، وبدون مقابل مادي، نذر نفسه لمعالجة مرضى كورونا في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

يتحدى الممرض الفلسطيني حسن الشهابي مخاطر مميتة يمكن أن تحدق به خلال معالجة أبناء مخيمه المصابين بفايروس كورونا، وسط تفشي الجائحة داخل مخيمات اللجوء في لبنان كافة من دون استثناء، ما نتج عنه تسجيل عدد كبير من الإصابات والوفيات بين صفوف اللاجئين الفلسطينيين.

إلا أن ابن الثانية والعشرين عاماً يعالج مرضاه المصابين بكورونا بأدوية قليلة وإمكانيات طبية ضئيلة،  في وقت يشتكي فيه اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان من تقاعس وكالة  غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن تقديم جميع خدماتها الطبية المطلوبة لهم، خاصة في هذه الظروف الصحية الصعبة.

 ليس مبادرة بل واجب أخلاقي

في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، يعتبر الممرض حسن شهابي أن "ما أقدم عليه هو ليس مبادرة إنما واجب أخلاقي"، مضيفاً :" كإنسان فلسطيني لاجئ بين أهلي ومخيمي يجب أن أساعدهم، و تُعد مصيبة إذا احتاجني أحد من أهلي أو محيطي ولم أساعدهم".

ويقول: "أنا أساعد طبيباً في العمل اسمه مجدي شحادة، أقوم بوضع أوكسجين وإعطاء أدوية إلتهابات، تركيب مصل، مسكنات.. أي شيء يحتاجه المريض جاهز لتلبيته، ومهنتي كممرض توجب علي أن أبادر إلى مساعدة المريض الذي أجده أمامي".

ويرى شهابي أن "المؤسسات المعنية لا تقوم بالمساعدة حالياً، فواجبه الأخلاقي والوطني يدفعه لأن يبادر ويساعد".

نزور مرضى كورونا ونقدم لهم احتياجاتهم

ويتابع: "كانت بدايتي مع مريض واحد، بعدها بدأت تزداد الحالات واحدة تلو الأخرى، واجهنا مشاكل في تأمين بعض مسلتزماتنا، ولدينا نقص في المواد الأساسية التي يحتاجها المريض، ونقص في أغراضي الشخصية كممرض، لكن رابطة عرب زبيد في مخيم عين الحلوة أمنتها".

وحول متابعة حالات المصابين بكورونا في مخيم عين الحلوة، يقول شهابي: "كل يوم أتابع مع الرابطة حيث يقومون بإجراء الفحوصات ويخبروني بالنتائج،  نزور المرضى ونقدم لهم احتياجاتهم اللازمة، ونتابع مع المريض في حال احتاج إلى دواء أو مصل".

المؤسسات غائبة

ويؤكد أن "هذا الوجع لمسه هو شخصياً، لذا يشعر حقاً بمعاناة ووجع المريض المصاب بكورونا، أبداً ليس سهل هذا الألم، البعض يعانون بشدّة ويواجهون صعوبة في التنفس" .

"أول ما أفكر به هم أهلي، ممكن أن يموتوا ولا يوجد من يساعدهم، أحياناً أشعر بأنني سأبكي لعدم قدرتي على فعل أي شيء أكثر مما أفعله، والمؤسسات المعنية لا تقوم بدورها"، بحسب شهابي.

ويشدد الممرض الفلسطيني على أن "كورونا موجود وبكثرة، وعدد الذين أجروا الفحوصات كبير لكن الذين مازالوا لم يقوموا بالفحص عددهم أكبر. يجب على الناس أن تتقبل الواقع وترتدي الكمامة، لأن مستشفياتنا لم تعد تستطيع استيعاب هذا العدد الكبير، وهذا أصبح يضع الطاقم الطبي الفلسطيني في وضع محرج".

خلال الشهر الأخير، زاد تفشي جائحة كورونا داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، ما استدعى جمعية الهلال الأخضر الخيري، الدفاع المدني الفلسطيني وجمعية الشفاء إلى تحويل مستشفى الأقصى في مخيَم عين الحلوة  بمدينة صيدا جنوب لبنان،  إلى مستشفى ميداني طارىء خاص بمرضى "كورونا".

وقال الدكتور كريم، لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينين"، إنّ القسم الطارئ الذي سيتم افتتاحه سيكون مجهزاً بغرف وأسرّة، إضافة إلى الأوكسجين والأدوية، وسيكون الهدف المرحلي منه، استقبال الحالات الخفيفة والمتوسطة لمرضى "كورونا"، خاصةً المرضى الذين يتلقون علاجاتهم في بيوتهم، حيث سيتم حجرهم في المستشفى والإشراف عليهم باستثناء الحالات الحرجة وتلك التي تحتاج لعناية مشددة.

يأتي هذا في وقت تعاني فيه المشافي اللبنانية من نقص في أسرة العناية الفائقة والأوكسجين، وعدم قدرة مركز الحجر الصحي التابع لأونروا في سبلين على استيعاب جميع المرضى.

 

شاهد التقرير

 

 

 

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد