بدأ تحويل مستشفى الأقصى في مخيَم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوب لبنان، إلى مستشفى ميداني طارىء خاص بمرضى "كورونا"، وذلك من قبل جمعية الهلال الأخضر الخيري، الدفاع المدني الفلسطيني وجمعية الشفاء، على أن يكون جاهزاً خلال يومين حسبما أكّد مدير جمعية الشفاء الدكتور مجدي كريم اليوم الاثنين 8 شباط/ فبراير.
وقال الدكتور كريم، لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينين"، إنّ القسم الطارئ الذي سيتم افتتاحه سيكون مجهزاً بغرف وأسرّة، إضافة إلى الأوكسجين والأدوية، وسيكون الهدف المرحلي منه، استقبال الحالات الخفيفة والمتوسطة لمرضى "كورونا"، خاصةً المرضى الذين يتلقون علاجاتهم في بيوتهم، حيث سيتم حجرهم في المستشفى والإشراف عليهم باستثناء الحالات الحرجة وتلك التي تحتاج لعناية مشددة.
وأضاف الدكتور كريم، أنّ تجهيز المستشفى سوف يخفف من حدة الأزمة، خاصة أن القدرة الاستعابية للمستشفيات في لبنان وصلت أقصاها، في ظل ارتفاع الإصابات وتسجيلها أرقاماً غير مسبوقة مؤخّراً.
وكانت جمعية الشفاء قد أطلقت حملة تبرعات لتأمين أنابيب وأجهزة لتوليد "لأوكسوجين"، حيث تمكّنت من توفير 30 جهاز موزعين على مختلف أماكن التواجد الفلسطيني في لبنان، فيما تسعى الجمعيّة بالتعاون مع كافة القائمين على المستشفى في عين الحلوة، إلى تأمين أدوية " الفيتامينات" التي يحتاجها مُصابي "كورونا" ويضطّرون لشرائها على نفقتهم الخاصّة.
أما بالنسبة للحالة الوبائية في مخيّم عين الحلوة، قال الدكتور كريم "إنّه بالرغم من التزام المخيّم بخطة الإقفال العام المعتمدة من قبل وزارة الصحة اللبنانية والمجلس الأعلى للدفاع، إلَا أنَ الوباء لا يزال منتشراً، مع ارتفاع بأعداد الإصابات وأعداد الوفيات، إذ أن الوفيات لم تعد مقتصرة على كبار العمر، بل تعدتها للاطفال والشباب."
وأشار، إلى تسجيل حالة وفاة للإمرأة فلسطينية حامل تبلغ من العمر 21 عاماً، في منطقة سيروب بمدينة صيدا، منذ نحو الثلاثة أيام، كما سجلت حالة وفاة في مخيم المية ومية.
وكان ناشطون فلسطينيون قد عبروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن خوفهم واستيائهم من انتشار الحالة الوبائية في المخيم مطالبين بإغلاق السوق، حيث شهد منذ صباح اليوم الإثنين، اكتظاظاً كبيراً، وسط مخاوف من تضخّم الحالة الوبائيّة.
من جهته، اعتبر عضو اللجنة الشعبيّة في مخيّم عين الحلوة جمال الصفدي، إنّ الحالة الوبائيّة في المخيّم ليست خارجة عن السيطرة، "أو على الأقل ليست بالتهويل الذي تروّج له وسائل الإعلام" وفق قوله.
وحول الدعوات لإغلاق السوق، قال الصفدي لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ هذا الأمر مستحيل في الوقت الحالي، بسبب سوء الأوضاع المعيشيّة للأهالي، وعدم توفّر بدائل معيشيّة وخصوصاً للعمّال المياومين، داعياً بذات الوقت الأهالي لالتزام إجراءات الوقاية كاملةً المعمول فيها لمواجهة خطر تفشّي العدوى.
يأتي ذلك في ظل تصاعد الإصابات والوفيّات في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وسط تحديات كبيرة في تأمين الأدوية وأنابيب الأوكسجين، في وقت بلغت أعداد الحالات النشطة في أوساط اللاجئين الفلسطينيين 722 حالة حتى تاريخ 5 شباط/فبراير بحسب مسؤول القسم الصحي في "أونروا" عبد الحكيم شناعة.