استعرض نادي الأسير الفلسطيني عبر ورقة حقائق، اليوم الأحد 14 شباط/ فبراير، آخر المُعطيات حول وباء (كورونا) المُستجد وواقع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، وذلك حتى تاريخ اليوم الموافق 14 شباط/ فبراير 2021
361 أسيراً أصيبوا بفيروس "كورونا"
وقال النادي في الورقة، إنّه ومنذ بداية انتشار الوباء بين صفوف الأسرى في بداية شهر نيسان/ أبريل 2020، حتى تاريخ 12 شباط/ فبراير الجاري، أُصيب (361) أسيراً بفيروس "كورونا"، وكانت أعلى نسبة في سجن "ريمون" حيث وصلت نسبة الإصابات فيه منذ 11 كانون الثاني/ يناير الماضي، وحتى تاريخ 12 شباط / فبراير الجاري، إلى (115) إصابة، يليه من حيث النسبة سجني "جلبوع، والنقب الصحراوي".
وأوضح النادي أنّ إدارة سجون الاحتلال عزلت غالبية الأسرى الذين أُصيبوا بالفيروس في قسم (8) في سجن "ريمون"، بالإضافة إلى قسم آخر في سجن "سهرونيم" بالقرب من سجن "النقب الصحراوي"، وواجه المصابون أوضاعاً قاسية ومأساوية، جرّاء انعدام الرعاية الصحية اللازمة لهم، وماطلت إدارة السجون في نقل عدد من الأسرى الذين عانوا أعراضاً صعبة إلى المستشفيات، حيث أن جُلّ من جرى نقلهم إلى المستشفيات، نُقلوا لساعات ثم أُعيدوا إلى السجن، رغم حاجة بعضهم للبقاء في المستشفى.
غالبية الأسرى تلقوا الجرعة الثانية من اللقاح
ولفت إلى أنّه وبعد ضغوط ومطالبات وجهتها المؤسسات الحقوقية والتي تصاعدت، بعد التصريحات العنصرية التي أطلقها ما يُسمى "بوزير الأمن الداخلي" في حكومة الاحتلال، تلقى الغالبية العظمى من الأسرى الجرعة الأولى من اللقاح ضد عدوى فيروس (كورونا)، وذلك منذ منتصف شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، ومنذ بداية الأسبوع الماضي، تلقى غالبية الأسرى الجرعة الثانية من اللقاح، علماً أنه ورغم المطالبة بوجود لجنة طبية محايدة تشرف على إعطاء الأسرى اللقاح، إلّا أن ذلك لم يتم.
وأشار النادي في الورقة إلى أنّ مؤسّسات الأسرى رصدت منذ بداية انتشار الوباء، جملة من الحقائق حول واقع الأسرى في ظل انتشار الوباء، وهنا نستذكر مجموعة منها: استخدم الاحتلال (كورونا)، أداة قمع وتنكيل بحق المعتقلين والأسرى، دون أدنى اعتبار لجملة المخاوف المحيطة بحياة الأسرى، وما تُشكّله بنية السجون الاحتلال من بيئة محفزة على انتشار الأمراض، خاصة مع انعدام الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع تفشي الوباء.
فرض قيود صارمة بحجّة الوباء
وقال إنّه ومنذ شهر آذار/ مارس 2020م، ومع إعلان حالة الطوارئ، أعلنت إدارة مصلحة السجون، جملة من الإجراءات، وفرضت قيود على عدة مستويات فيما يتعلق بعمل المحامين المدافعين عن الأسرى في المحاكم العسكرية والمدنية التابعة للاحتلال، إضافة إلى وقف زيارات عائلات الأسرى والمحامين، الأمر الذي وضع الأسرى فعلياً في عزل مضاعف، وفاقم من صعوبة الظروف الاعتقالية وحدتها، كما أقدمت على سحب أصناف عديدة من "الكانتينا"، وشملت أنواع من منظفات تعد من الضروريات في هذه المرحلة.
واعتقلت قوات الاحتلال منذ بداية انتشار الوباء وحتى نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أكثر من (4000) مواطن/ ة، منهم الأطفال، والنساء، وكبار السّن، والجرحى، وزادت عمليات الاعتقال الممنهجة من احتمالية مخاطر انتشار الوباء بين المواطنين الفلسطينيين، وبين صفوف المعتقلين، عبر مداهمة المنازل دون اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة للوقاية من الفيروس، من حيث ارتداء الكمامات والقفازات بالحد الأدنى، لمنع نقل الفيروس للأهل أو للمعتقل، خاصةً وأن قوات الاحتلال سجلت نسبة إصابات عالية في صفوف جنودها، عدا عن أنهم يدخلون منازل المواطنين بأعداد كبيرة، إذ سُجلت شهادات من مواطنين، بقيام جنود الاحتلال بالبصق على الأسطح والأماكن العامة أثناء عملية اقتحامهم للمنازل، بحسب ورقة الحقائق.
الوباء ذريعة مركزية لتعميق الانتهاكات
وأكَّد النادي على أنّ الوباء تحوّل إلى ذريعة مركزية في تعميق الانتهاكات لحقوق الأسرى والمعتقلين، كجزء من تفسير عملية تحويل الوباء لأداة قمع وتنكيل، عبر عرقلة زيارات عائلاتهم ومحاميهم، التي توقفت لفترة مؤقتة مع بداية انتشار الوباء، ثم جرى استئنافها ضمن قيود محددة، وفعلياً تحوّلت هذه القيود إلى معاناة إضافية لعائلات الأسرى، واحتكرت إدارة سجون الاحتلال الرواية الخاصة في الوباء، الأمر الذي فاقم من المخاطر المحدقّة بحياتهم، خاصّة المرضى منهم، وكبار السّن، حيث أُصيب عدد من الأسرى المرضى بـ(كورونا) تحديدًا في سجن "ريمون".
وتابعت الورقة: في مراكز التحقيق والتوقيف، تعرض المعتقلين لانتهاكات جسيمة، حيث جرى احتجاز العشرات منهم في زنازين لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، وعزلت المعتقلين في بعض مراكز التوقيف والتحقيق لفترات تزيد على 20 يومًا في ظروف مأساوية، وغير إنسانية تحت مسمى "الحجر الصحي"، كما واصلت أجهزة الاحتلال بتعذيب المعتقلين داخل أقبية التحقيق، بأساليبها النفسية والجسدية، واستخدمت الوباء في بعض الحالات للضغط على المعتقلين وإرهابهم، عدا عن الظروف المأساوية في مراكز الاعتقال والاحتجاز، فقد عمدت على احتجاز الموقوفين من المعتقلين الجدد في الساعات الأولى على اعتقالهم داخل "كونتينر" ضيق وإبقائهم فيه لساعات، إلى جانب ذلك يتم توقيف المعتقلين، في زنازين لا تدخلها أشعة الشمس أو الهواء، عالية الرطوبة والحرارة، أرضيتها قذرة، وفي داخلها حمام مكشوف، لتُشكل بذلك بيئة خصبة لانتشار الأوبئة، عدا عن انعدام مواد التعقيم والتنظيف، وحرمان المعتقلين من الاستحمام أو تبديل ملابسهم لفترة طويلة.
وشدّد النادي على أنّ مؤسسات الأسرى تواجه تحديات كبيرة في متابعة أوضاع المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال، خاصّة مع استمرار إدارة السجون في احتكار الرواية وعدم السماح بوجود لجنة طبية تشرف على الأوضاع الصحية للأسرى، عدا عن الإجراءات التي فرضتها سلطات الاحتلال، مستخدمة الوباء كذريعة لوضع المزيد من العراقيل حيّال متابعة أوضاع الأسرى.