انسحبت قوات الاحتلال التابعة لإدارة مصلحة السجون الصهيونيّة من أمام غرفة الأسير المريض بالسرطان حسين مسالمة في مستشفى "سوروكا"، وذلك تنفيذاً لقرار الإفراج عنه، وذلك يعني أنه لم يعد معتقلًا.
وانتشرت صورة للأسير المريض على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مدى اشتداد مرضه وإرهاقه، ما أثار ردود فعل غاضبة في الوسط الفلسطيني.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس: لن نتمكن من نقل الأسير حسين مسالمة لمستشفى فلسطيني؛ لإصابته بتسمم في الدم ووصله بأجهزة بالعناية المكثفة وعملية نقله ستؤثر على حياته بكل تأكيد.
ويُشار إلى أن الأسير مسالمة تعرّض لإهمالٍ طبي ومماطلة من قبل إدارة سجون الاحتلال، قبل أن تثبت إصابته بالسرطان في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث عانى من أوجاع على مدار شهرين، قبل نقله إلى المستشفى حتى تبين لاحقاً أنه مصاب بسرطان الدم، وأن المرض في مرحلة متقدّمة.
واعتقل الأسير مسالمة منذ عام 2002 وحوكم بالسّجن 20 عاماً، وفي وقتٍ سابق أكَّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى في بيانٍ له، أنّ حالة الأسير المريض حسين محمد مسالمة (37 عاماً) من بيت لحم، خطرة للغاية، ولا يزال يقبع في مستشفى "سوروكا" غائباً عن الوعي وتحت أجهزة التنفس الاصطناعي.
وقال المركز إنّ الأسير مسالمة قد يكون شهيد الحركة الأسيرة القادم، نتيجة خطورة حالته ورفض الاحتلال المستمر إطلاق سراحه رغم أنه أمضى غالبية محكوميته البالغة 20 عاماً حيث أنه معتقل منذ عام 2002، موضحاً أنّ الأسير مسالمة يعتبر من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال ويتعرّض للموت نتيجة اصابته بسرطان الدم (اللوكيميا) بسبب الإهمال الطبي الذي تعرّض له خلال السنوات السابقة، وعدم تقديم أي رعاية طبية حقيقية له، حيث كان يشتكي من آلام وأوجاع في البطن دون أن يعرض على طبيب مختص إلى أن تمكّن السرطان من جسده.
ودعا مدير المركز الباحث رياض الأشقر، إلى ضرورة التحرّك العاجل على كل المستويات لإنقاذ حياة الأسير مسالمة قبل فوات الأوان حيث أنه معرّض للموت في أي لحظة، وشدد على دور السلطة الفلسطينية في التواصل مع مؤسسات المجتمع الدولي للدفع باتجاه الإفراج عنه بأسرع وقتٍ ممكن.
كما طالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في وقتٍ سابق، المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، بالخروج عن حالة الصمت ولعب دور المشاهد فيما يخص سياسة الاحتلال الممنهجة التي تهدف لقتل الأسرى المرضى.
وأكَّدت الهيئة، أنّ مصلحة سجون الاحتلال تتلذذ بعذابات الأسرى المرضى، وتتعمّد أن يصل الأسير المريض لمرحلة الموت البطيء، ويدع جسده فريسة سهلة للأمراض تفتك به كيف تشاء.