جدد أهالي تجمّع جل البحر للاجئين الفلسطينيين في صور جنوبي لبنان، مطالبهم لبناء سدَ بحري بشكل عاجل، يحمي بيوتهم من أمواج البحر العاتيّة في كل موسم شتاء، وذلك عقب وصول العاصفة "جويس" إلى لبنان، وتسجيل أضرار لعدد من منازل السكّان اليوم الأربعاء 17 شباط/ فبراير.
وكانت عدّة منازل قد تضررت بشكل كبير، منذ الساعات الأولى من وصول العاصفة المطريّة، ومن بينها وأكثرها تضرراً، منزل اللاجئ الفلسطيني "محمد قاسم"، الذي وجه نداءً عبر "فيسبوك" قائلاً: "بدنا نحمي بيوتنا ونكون عايشين بكرامة داخل بيوتنا" وتوّجه إلى وكالة " أونروا" وكافة الجمعيات والهيئات وفصائل منظمة التحرير لانقاذ منزله.
وأظهرت صورٌ المنزل المتضرر، وكأنه آيل للسقوط، حيث دمّرت أمواج البحر أجزاءً من شرفته وأساساته، إضافة إلى حفر خطرة أُحدثت في أرضيّته، ما يجعله خطراً محدقاً بساكنيه.
النشاط عيسى مناصرة من سكّان التجمّع قال لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ صاحب المنزل المتضرر محمد قاسم، كان قد حاول بناء سد بحري يحمي منزله على حسابه الشخصي، إلَا أن الدرك اللبناني أوقف له بناء السد بالكامل ومنعه من إكماله.
30 منزلاً في جلّ البحر مهددون بالسقوط بشكل مباشر و70 بشكل غير مباشر
وأضاف مناصرة، أن مطالب أهالي التجمّع ببناء سد يحمي منازلهم متواصلة منذ نحو عامين، مشيراً إلى أنّ جمعيتين واحدة قطرية وأخرى نرويجية، قد عملتا سابقاً على بناء سدود لبعض المنازل بالتعاون مع اللجنة الشعبيّة، إلا أن البيوت التي استهدفوها لم تكن تلك الأكثر قرباً من البحر و بالتالي ليست الأكثر تعرضاً للخطر، واصفاُ معايير الاختيار بـ " غير الواضحة" وفق قوله.
ولفت مناصرة، إلى حوالي 30 منزلاً مهددين بالسقوط بشكل مباشر بفعل العواصف، بسبب مواجهتها المباشرة للبحر، فيما يصل مجموع المنازل المهددة بشكل غير مباشر إلى 70 منزل، وهي التي تقع خلف المنازل المهددة، ويطالها الضرر بشكل او بآخر.
كما أشار إلى أن بعض الأهالي، حاولوا بناء سدود بأيدهم، وذلك باستعمال الحجارة والاسمنت، في محيط المنازل لمواجهة الأمواج، الّا أنّها لم تأتي بالنتيجة المرجوّة، ولم تحل دون تضرر المنازل.
ويعيش في تجمع جل البحر 3000 لاجىء فلسطيني، موزعين على 340 منزلاً آيلاً للسقوط، ويفتقد التجمّع لكافة المتطلبات الخدمية لجعله صالحاً للسكن، في ظل غياب خدمات وكالة "أونروا" عنه لعدم اعترافها به رسمياً.