أبلغت إدارة منطقة الشمال لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الأهالي واللجنة الشعبيّة في مخيّم البداوي الأربعاء 18 شباط/ فبراير، بعزمها الغاء مشروع المنحة الألمانيّة لمخيّم البداوي، وتحويله إلى مخيّم آخر في حال لم يوافق الأهالي واللجنة على المشروع كما صاغته الوكالة، والذي يلقى رفضاً واسعاً حسبما أكّد أمين سر اللجنة الشعبيّة في المخيّم أحمد شعبان لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وقال شعبان، إنّ الوكالة بدأت بإبلاغ الأهالي أنها ستوقف المنحة وتحوّلها إلى مخيّم آخر، اذا لم يوافقوا على المشروع كما طرحته الوكالة، والمقرر وفقه ترميم 103 منازل إضافة إلى الملعب وحائط المقبرة.
وأوضح شعبان لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ رفض الأهالي للمشروع كما طرحته الوكالة، ناتج عن رفض للأسماء المطروحة في قائمة ترميم المنازل، حيث أنّ معظم العائلات المستهدفة بترميم منازلها من غير المحتاجين، ولم تراع الوكالة الحاجات الاجتماعيّة، في ظل شبهات حول فساد ومحسوبيّات.
وأضاف شعبان، أنّ اللجنة الشعبيّة طالبت بتعديل قائمة الأسماء، وأن يجري العمل بشفافيّة وموضوعيّة، الّا أنّ الوكالة قد رفضت ذلك، بحجّة أنّ القائمة قد دخلت في "السيسيتم" المخصص ولا مجال للتعديل.
من جهته، اعتبر الناشط والصحفي من أبناء مخيّم البداوي ناصر رميح، أنّ الوكالة تنحو لمعاقبة أهالي المخيّم، لاعتراضهم على نهج الفساد والمحسوبيّات الذي تنتهجه ادارة منطقة الشمال لدى الوكالة في التعاطي مع ملف المنحة الالمانيّة.
وأكّد رميح في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" سخط أهالي المخيّم من إدارة وكالة " أونروا" لملف المنحة الالمانيّة، وقال : إنّ اعتراضات الأهالي متواصلة منذ زمن ضد " المحسوبيات التي تمارسها الوكالة في إدارة المشروع" حيث لم تتبع الوكالة مبدأ الأولويات في التنفيذ، بحسب رميح.
وأوضح، أنّ الأسماء التي طرحتها الوكالة من أجل ترميم منازلها، كانت إمّا لأناس خارج المخيّم أم لعائلات مسافرة، إضافة إلى مشروع ترميم الملعب الذي أثار حفيظة الأهالي لأنّه لا يراعي مسألة الأولويات، حيث أنّ مسألة ترميم المنازل أهم من سواها.
كما أشار رميح، إلى أنّ الأهالي عبّروا عن رفضهم لإدارة "أونروا" عدّة مشاريع جلبتها المنحة الالمانيّة، كحفر شارع أبو الفوز، إضافة إلى بعض مشاريع الترميم التي نفذتها الوكالة باسمها ولكن بأموال المنحة، في حين أنّها مسؤولة عن ترميمها من موازنتها المخصصة لهذا الأمر، حسب قوله.
وحاول "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" التواصل مع مدير منطقة الشمال لدى وكالة " أونروا" "أسامة بركة" لاتاحة المجال لتوضيح الموقف، الّا أنّه لم يتلّق ردّاً.
تجدر الإشارة، إلى أنّ استياء أهالي مخيّم البداوي من إدارة وكالة "أونروا" لملف مشاريع المنحة الالمانية وسواها، مسألة قديمة جديدة، ولا سيما مسألة إعمار المدرسة وترميم منازل العائلات الأكثر حاجة وتضرراً، بلغت حد المطالبة بإقالة مدير منطقة الشمال، وسط اتهامات بالمحسوبيات والفساد.