قرّرت اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة، إغلاق مجموعة من مراكز توزيع "كوبونات" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وتعليق العمل بها داخل محافظات القطاع الخمس من الساعة السابعة صباحاً وحتى العاشرة اليوم الأحد 21 شباط/ فبراير، وذلك تزامناً مع بدء وكالة "أونروا" توزيع السلة الغذائيّة "الموحّدة" للدورة الأولى في عام 2021.
وأكَّدت اللجنة في بيانٍ لها، أنّ هذا التعليق يأتي كخطوةٍ أولى ورسالةٍ لإدارة "أونروا" من أجل التراجع عن هذا التقليص الجديد من قوت يوم فقراء اللاجئين.
وحذَّرت اللجنة إدارة "أونروا" من الاستمرار بهذه السياسة، ونحن سنواصل خطواتنا حتى تتراجع وكالة الغوث عن قرارها بتوحيد السلة الغذائيّة.
ورأت اللجنة أنّ قرار الوكالة يأتي في ظل سياسة التغوّل على حقوق اللاجئين ومحاربتهم في لقمة عيشهم وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والحصار الصهيوني على قطاع غزه، وانتشار وباء كورونا الذي زاد من حالة الفقر والعوز، ورغم كل هذا ما زالت إدارة "أونروا" تُحاول فرض سياسة الأمر الواقع.
ولفتت اللجنة إلى أنّ "أونروا" باشرت بتنفيذ نظام توزيع "الكابونة الموحّدة" الذي يحرم ما يزيد عن 770 ألف لاجئ فلسطيني من حقهم بالحصول على الحصة الغذائيّة.
يوم أمس، أعلن المستشار الإعلامي لوكالة "أونروا" عدنان أبو حسنة، عن بدء العمل بنظام "السلّة الغذائيّة الموحدّة" لجميع اللاجئين المستفيدين من معونات الوكالة في قطاع غزّة.
وقال أبو حسنة في بيانٍ له، إنّه "لن يكون هناك كابونة صفراء أو بيضاء، إنّما كابونة بيضاء موحدّة للجميع"، مؤكّداً بذلك ما أعلنته وكالة "أونروا" في وقتٍ سابق، عن البدء باعتماد نظام "الكابونة الموحدّة" بدءاً من الدورة رقم واحد للعام 2021 الجاري، وذلك الأحد 21 شباط/ فبراير.
ووصف أبو حسنة النظام الجديد بـ "الأكثر عدالة"، مُوضحاً أنّه سيتم اضافة 10 كيلو غرام من مادة الطحين لكل فرد، فيما جرت إضافة الاف اللاجئين الجدد حتّى تاريخ 15 كانون الثاني/ يناير الفائت.
وأشار كذلك، إلى ارتفاع أعداد المستفيدين بموجب النظام الجديد، إلى مليون و200 ألف لاجئ فلسطيني في قطاع غزّة، في حين أنّه يبلغ حاليّاً مليون و140 ألف لاجئ.
وعقّب أبو حسنة، على رفض الفصائل للإلغاء "الكابونة الصفراء" واعتماد السلّة الموحدّة، قائلاً: "إنّ أونروا، ترى أن هذا النظام سيكون أكثر عدالة، لأن هناك عشرات الآلاف لا يمكن أن يستمروا بدون تلقي أي مساعدات لمدة سنوات وفق قوله".
ولقي قرار وكالة "أونروا" تطبيق نظام "السلة الغذائية الموحّدة" وحجب المساعدات الغذائية عن آلاف الأسر اللاجئة من ذوي الدخل الثابت المحدود رفضاً شعبياً واسعاً في صفوف اللاجئين في المُخيّمات، وسط مطالباتٍ بضرورة التراجع عن تطبيق هذا النظام.
وفي وقتٍ سابق، عبَّرت اللجان الشعبيّة في قطاع غزّة عن رفضها لنظام توحيد الكوبونة في قطاع غزّة في هذا الوقت الراهن الحسّاس والصعب، حيث أكَّدت أنّ هذا النظام سيتم بموجبه إلغاء فئات الفقر والمتمثلة في فئة الفقر المدقع وفئة الفقر المطلق وسوف يقوم بتقديم سلة غذائية واحدة لكل اللاجئين دون اعتبار لمستوى الفقر، وهذا العمل يتعارض كلياً مع كافة النظم والمناهج العلمية والمنهجية التي تعمل على تقييم الفقر وتحديد نوع المساعدة التي يحتاجها الفقراء، فضلاً عن أن واقع الفقر في ظل أزمة "كورونا" قد ازداد بشكلٍ كبير، وهذا يؤدي بالتالي إلى تكريس واقع الفقر وانتشاره بين جموع اللاجئين بشكلٍ مخيف.