يعيش المهجّرون الفلسطينيون وسواهم في مخيّم دير بلّوط للمهجّرين شمالي سوريا، بلا نقطة طبيّة منذ نحو خمسة أشهر، ما جعلّهم مجرّدين من أيّ عناية صحيّة أوليّة، الأمر الذي يشكّل خطورة على أكثر من 100 شخص من أصحاب الأمراض المزمنة.
وكان مدير الصحّة التركيّة، قد أصدر قراراً في تشرين الأوّل/ أكتوبر، بإغلاق النقطة الطبيّة الوحيدة في المخيّم والتي كان يديرها ويشغّلها " فريق ملهم التطوعي" دون توفير بديل عنها.
شروط تعجيزية من مدير الصحّة أدت إلى إغلاق النقطة
وحول أسباب الغاء النقطة الطبيّة، قال الناشط الإغاثي "أبو خالد" وهو أحد المهجّرين من منطقة جنوب دمشق إلى مخيّم دير بلّوط، إنّ القرار صدر عن مدير الصحّة التركي، بعد زيارة قام بها للمخيّم، وقام بفرض شروط لاستمرار عمل النقطة الطبيّة، وهو ما عجز القائمون عليها من استيفائها.
وأوضح "أبو خالد" لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ مدير الصحّة قد طلب من القائمين على النقطة، تحويلها إلى ما يشبه المستوصف، من حيث توفير بناء مناسب وتجهيزها بكافة المستلزمات الطبيّة إضافة إلى طبيب وصيدليّة، واشترط في حال عدم تلبية هذه الشروط، أن يجري إغلاق النقطة، وهو ما حدث بالفعل، لعجز القائمين عليها توفير تلك المتطلبات.
100 شخص من أصحاب الأمراض المزمنة حياتهم مهددة بسبب إغلاق النقطة
وأشار "إبو خالد"، إلى الصعوبات الكبيرة التي المّت بأهالي المخيّم جرّاء إغلاق النقطة الطبيّة الوحيدة، وخصوصاً على أصحاب الأمراض المزمنة الذين يستفيدون بشكل دائم من النقطة وخدماتها وما تقدّمه من أدوية مجّانيّة، ولا سيما في ظل غلاء المواصلات وانعدام القدرة الماديّة للمهجّرين لاستيفاء تكاليف العلاج خارج المخيّم إضافة إلى تكاليف الأدوية.
وقال في ذلك، إنّ النقطة كانت تضم سيارتين واحدة للإسعاف وأخرى لنقل المرضى، وتوفّر خدماتها على مدار الساعة، لافتاً إلى أنّ المستفيدين المُباشرين من خدمات النقطة يتجاوز الـ 100 من أصحاب أمراض الضغط والسكري والقلب وسواها من أمراض مزمنة، إضافة لتلّقف متضرري الحوادث الطارئة كالحروق والتسمم وغيرها.
كما لفت إلى أنّ غياب النقطة الطبيّة، جرّد الأهالي من أيّة عناية صحيّة، وخصوصاً أنّ اقرب مستشفى إلى مخيّم دير بلّوط تبعد عنه من 7 إلى 10 كيلو متر، ما يخلّف صعوبات كبيرة وخصوصاً لأصحاب الحالات الطارئة، الذين تتطلّب حالاتهم إسعاف فوري ومفاجئ، كالارتفاع المفاجئ في السكّر والضغط وسواها.
الجدير بالإشارة، أنّ النقطة الطبيّة في مخيّم دير بلّوط، تأسست بجهود تطوعّية قبل أن يتبناها "فريق ملهم التطوعي" منذ العام 2018، وكانت تقدّم خدماتها قبل الغاءها، لنحو 1200 عائلة مهجّرة تسكن مخيمي دير بلّوط والمحمديّة شمالي سوريا، ومن ضمنهم 200 عائلة فلسطينية مهجّرة من مخيّمات اليرموك وخان الشيح وحندرات ومناطق غوطة دمشق وجنوبها.