يقف اللاجئ " أبو عمر مرعي" من أبناء مخيّم خان دنون للاجئين بريف العاصمة السوريّة دمشق، 6 ساعات يوميّاً للحصول على ربطة خبز، لا تكفي احتياجات العائلة ليوم واحد، فيما تمر بعض الأيّام خلال الأسبوع تغيب فيها هذه المادّة الغذائيّة الأساسية من منزله.

حال " أبو عمر" يشترك معه فيه معظم عائلات المخيّم، حسبما أكّد لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فمنذ اعتماد طريقة التوزيع عبر البطاقة الذكيّة، والخبز أصبح "سلعة نادرة" وفق تعبيره، الّا أنّ المشكلة اليوم تجاوزت كونها نتاج آلية توزيع "فاشلة" لتصبح فقدان حاد لهذه المادة في الأفران والمناطق المجاورة.

سواء عبر الفرن أم من مندوبي التوزيع، فالخبز لا يصل لغالبيّة منازل المخيّم بانتظام، حيث تقضي العديد من العائلات يوماً أو يومين في الأسبوع دون وجود الخبز، في ظل عدم توفّر مصادر أخرى له سوى "الخبز السياحي" والذي يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منه 1200 ليرة سوريّة، ما يجعله خارج القدرة الشرائيّة للأهالي.

وبحسب شكاوى رصدها " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فإنّ المخبز  الوحيد العامل في المخيّم، ينتج كميّات لا تكفي لربع السكّان، بينما تُباع بعض مخصصاته عبر مندوبي التوزيع من خلال  "البطاقة الذكيّة" وسط حديث عن واسع عن محسوبيّات وفساد في إيصال الخبز لمستحيقه.

ووفق اللاجئ من أبناء المخيّم " وليد تميم" فإنّ المندوبين يأتون في أوقات متأخرة، ودون إعلام مُسبق للأهالي، مشيراً لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أنّ المندوب قدم أمس الخميس إلى المخيّم عند الساعة التاسعة ليلاً ولم يبق لأكثر من ساعة،  "فيما جرى توزيع الكميّات المخصصة لأشخاص بعينهم دون سواهم بعد إعلامهم بشكل مسبق" حسب قوله، واصفاً عمليّة التوزيع بالفاسدة والتي  تشوبها المحسوبيّات.

كما لفت، إلى عدّة شكاوى تقدّم بها عموم أهالي منطقة خان دنون ومخيّمها، لمدير الناحية، الّا أنّ الأخير يُخلي مسؤوليته ويحيل الأمر إلى رئيس البلديّة.

ووفق آلية التوزيع المعتمدة حكوميّاً، من المفترض أن تحصل  كل عائلة على ربطة تضم  7 أرغفة من الخبز يوميّاً، وهي لا تكفي لعائلة مكوّنة من 4 أو 5 أفراد، فيما تشهد البلاد أزمة خبز واسعة.

يأتي ذلك، وسط مطالب في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" و "المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" للتدخّل من أجل إيجاد حل لأزمة الخبز في المخيمات، ورفد المخابز المحليّة بالطحين، وأن يكون ذلك من ضمن مهام الوكالة الإغاثيّة في ظل الأزمة المفتوحة على المزيد من الصعوبات، في ظل التقارير عن قرب نفاد مادة الطحين في عموم سوريا.

ويعتبر مخيّم خان دنون من أفقر مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وأكثرها سوءاً من حيث الخدمات، و يسكنه نحو 12 ألف لاجئ إضافة إلى 17 ألف لاجئ نازح عن مخّيمات دمرّتها الحرب في السنوات السابقة.

 

 

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد