فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
في بيان تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات باسم محمود عباس تعقيباً على خطاب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الذي عرض موقف الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما للتسوية بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، وأكد عريقات أن عباس استمع إلى الخطاب باهتمام بالغ، وأكد التزامه بالسلام العادل كخيار استراتيجي.
ويقول عباس إنه في حال وافقت حكومة الاحتلال على وقف الأنشطة الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية، وتنفيذ الاتفاقات الموقّعة بشكل متبادل، فإن القيادة على استعداد لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي ضمن سقف زمني محدد وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بما فيها قرار مجلس الأمن الأخير (2334).
مضيفاً أنه على قناعة تامة بإمكانية التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم على أساس مبادرة السلام العربية والمرجعيات المحددة، بما يضمن إنهاء الاحتلال بشكل تام، يؤدي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وتابع: "تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل"، بما يضمن حل قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها اللاجئين والأسرى استناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.
مؤكداً أنه سوف يستمر بالتعاون بشكل وثيق مع فرنسا لإنجاح المؤتمر الدولي للسلام، والذي تنوي فرنسا عقده منتصف الشهر القادم، بما يضمن إطلاق عملية سلام ذات مصداقية.
فيما عقّب وزير خارجية حكومة التوافق رياض المالكي، أن جون كيري لم يأتِ بجديد فيما يتعلق بحل الصراع باستثناء محاولته تمرير يهودية الدولة المرفوضة فلسطينياً، قائلاً: "كيري لم يأتِ بجديد، وإنما حاول تلخيص تجربته السابقة وإعادة تقديمها من جديد، لكن أخطر ما في ذلك الطرح هو محاولة تمريره ليهودية الدولة باعتماده على جزئية في قرار 181 دون أخذه برمّته، فلا يستطيع أن يكون انتقائي في تعامله مع القرار، فإما أن يأخذه بالكامل بكل عناصره أو لا."
وأضاف المالكي "لا يمكننا التعاطي مع هذا الطرح المنتقص والانتقائي فيما يتعلق بتمرير يهودية الدولة، كما لا يمكننا التعامل مع طرح الترتيبات الأمنيّة الإسرائيلية واحتياجات اسرائيل الأمنيّة على حساب الأرض أو الإنسان الفلسطيني."
يقول المالكي أيضاً، أن كيري حاول في الجزء الأول من خطابه تبرير تصويته في مجلس الأمن فيما يتعلق بالاستيطان وتفسيره للوضع الذي وصلت به الأمور، فيما الجزء الثاني يمثل تكراراً لأفكاره التي تحدث عنها خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق برؤيته للحل."
وفي توضيح للقرار 181 الذي اتخذته الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة والذي تم إصداره بتاريخ 29 تشرين الثاني عام 1947، أوصى بتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أقسام، دولة عربية بنسبة 42.88%، دولة يهودية بنسبة 55.47%، وتبقى القدس وبيت لحم بنسبة 0.65% تحت الوصاية الدولية.
بالعودة إلى ردود الفعل الفلسطينية تجاه خطاب كيري، فإن خالدة جرار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتبرت أن أخطر ما جاء في خطاب كيري هو "المبادئ الستة"، مؤكدةً أن هذه المبادئ ستضيع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني إلى الأبد، واعتبرت الموقف الأمريكي منحاز وسيبقى كذلك، والرئيس أوباما لم يفعل شيئاً للفلسطينيين وقدّم الدعم الكامل للكيان الصهيوني.
وانتقدت جرار المبدأ الأول وهو الاعتراف بحدود شرعية متفاوض عليها، قائلةً "المبدأ يعني أن حدود الرابع من حزيران لم تعد هي الحدود التي يجب الحديث عنها في خيار الدولتين، ما يعني بقاء بعض الكتل الاستيطانية، وهو شبيه بما طرح في نهاية مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، وهذا يعتبر تراجعاً كإطار تفاوضي."
المبدأ الثاني وهو الاعتراف بدولة واحدة يهودية وأخرى عربية وفقاً لقرار 181، وهو المطلب الذي يريدون أن يصلوا إليه، وهو الاعتراف بـ "اسرائيل" دولةً للشعب اليهودي.
من جانبه، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، أن خطاب كيري تضمّن تصفية لقضية اللاجئين، قائلاً: "إن الخطاب جاء للرد على الهجوم الإسرائيلي على الإدارة الأمريكية وتوضيح موقفهم خلال الفترة السابقة، ولتوضيح الموقف من قرار مجلس الأمن الأخير ضد الاستيطان."
في حين اعتبرت حركة حماس أن خطاب كيري لم يأتِ بجديد بشأن الصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي"، وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القنوع إنه لن يكون هناك أي تغيير في السياسات الأمريكية، وحماس تريد أن ترى تغييراً حقيقياً في السياسة الخارجية الأمريكية، بالطريقة التي تدعم إنهاء الاحتلال وتكون منصفة مع الشعب الفلسطيني.
مطالباً بضرورة التزام واشنطن بعدم شرعية الاستيطان والاحتلال على الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير يؤكد هذه الحقيقة لذلك ما هو مطلوب ليس فقط خطابات ولكن أيضاً التفسير الحقيقي للقرار على الأرض.
هذا وانتقد القنوع تصريحات كيري التي قال فيها إن حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة في بنائها للأنفاق الأرضية في قطاع غزة فإنها تضر بأمن الكيان الصهيوني.
وقال القنوع: "كما لدى الاحتلال الحق في امتلاك ترسانة عسكرية كبيرة وشراء الطائرات الحربية، فإن حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية لديها الحق في تطوير القدرات اللازمة لمواجهة الاحتلال."
فيما اعتبر مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن خطاب كيري تضمّن وصفاً صحيحاً وغير مسبوق لحكومة الاحتلال باعتبارها الأكثر تطرفاً ويمينية وسياستها الاستيطانية تقتل فرص السلام وتستهدف منع قياد دولة فلسطينية من خلال الاستيطان والضم ومواصلة الاحتلال والاستيلاء على ما يسمى بمناطق "ج"، والبديل الوحيد لحل الدولتين هو الدولة الواحدة أو الاستمرار بالاحتلال ونظام الفصل، وأنه لا حل إلا بزوال الاحتلال والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة.
وأكد النائب البرغوثي من ناحية أخرى أن المقترحات والمعايير التي طرحها كيري كإطار للحل خاطئة و متناقضة إذ لا يمكن المطالبة بإنهاء الاحتلال بالكامل و السماح باستيلاء "اسرائيل" على أجزاء من الأراضي المحتلة بحجة الأمن، و أكد رفض الشعب الفلسطيني لبعض ما ورد في خطاب كيري اليوم حول الاعتراف بيهودية "اسرائيل"، مؤكداً ان الإصرار على إعطاء الطابع الديني لها يعني التنكر لتاريخ وحقوق الشعب الفلسطيني و حقوق أبنائه الصامدين رغم التمييز العنصري في أراضي 1948.