أكَّد المفوّض العالم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الأربعاء، 10 آذار/ مارس، على أنّ وكالة "أونروا" على اتصال مع بعض المانحين لتقديم اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" لجميع اللاجئين الفلسطينيين دون استثناء في مناطق عملياتها الخمسة.
وأوضح لازاريني خلال اجتماعٍ مطوّلٍ عقد في غزّة مع رئيس دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في منظمة التحرير د.أحمد أبو هولي، أنّ إدارة "أونروا" تعمل على قدمٍ وساق في اعداد خططها وتطوير برامجها وخدماتها بما يتوافق مع التكنولوجيا والمستجدات والحداثة التي أفرزتها جائحة "كورونا" لتقديمها في المؤتمر الدولي للمانحين في شهر حزيران/ يونيو برئاسة الأردن والسويد بمشاركة الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش.
وأشار لازاريني إلى أنّ إدارة "أونروا على اتصال مع الدول المضيفة واللجنة الاستشارية، من أجل التحضير الجيد لتحقيق مبتغاه في تحقيق تمويل دائم ومستدام "للأونروا"، من خلال توقيع اتفاقيات مع المانحين متعددة السنوات، كما استعرض الوضع المالي لوكالة "أونروا" وتوقعات العجز المالي للعام الحالي الذي يقدر بـ 200 مليون دولار في الموازنة الاعتيادية، وتحركاته باتجاه المانحين لحشد المويل المالي، خاصة الدول العربية الخليجية التي سيكون له جولة جديدة اليها خلال الأسابيع المقبلة.
وبيّن لازاريني أنّ "أونروا" تجري اتصالاتها مع بريطانيا للاحتفاظ بمساهمتها المالية في العام 2021 كما كان في العام 2020 بعد قرار الحكومة البريطانية بتخفيض حصة المساعدات الخارجية من إجمالي الناتج المحلي إلى (0.5%)، حيث كانت في السابق (0.7 %).
كما أكَّد أنّ أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات "أونروا" صعبة للغاية وتزاد سوء، خاصة في لبنان وسوريا وقطاع غزة حيث يتجه مجتمع اللاجئين إلى الفقر، و"أونروا" عازمة بكل قوة واصرار نحو استمرار خدماتها للاجئين الفلسطينيين وتكثيف اتصالاتها مع المانحين لحثهم للاستثمار فيها لتحسين الخدمة المقدّمة للاجئين الفلسطينيين من حيث الزيادة والجودة لتفي بمتطلبات اللاجئين واحتياجاتهم المتزايدة.
وشدّد أنّه على قناعة تامة أن غالبية اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة يستحقون الكابونة الصفراء، وأنه سيعمل جاهداً على اعتمادها، كمعيارٍ للكابونة الموحّدة في حال توفرت الأموال اللازمة، مؤكداً وجود تفاؤل باتجاه إعادة التمويل الأميركي لوكالة "أونروا".
ووعد مفوّض "أونروا" بمتابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى قطاع غزة وايجاد حلول لمشاكلهم فيما يتعلق بصرف بدل ايجار المسكن والاستفادة من المساعدات الغذائية، وأنه سيدرس الورقة المقدمة من دائرة شون اللاجئين بخصوص الكابونة الموحدة التي يرى فيها أرضية صالحة للحوار والوصول إلى حلول عملية تعالج الاشكالات القائمة.
وخلال الاجتماع، شدّد أبو هولي على ضرورة تحرّك "أونروا" نحو الدول المانحة والمنظمات الدولية الممولة للحصول على تمويل اضافي جديد يغطي العجز المالي في موازنتها العامة والطارئة باعتبار ذلك أفضل الحلول، مُعتبراً أنّ سياسة الوكالة الجديدة التكيّف والمواءمة بين الموارد المالية المتاحة واحتياجات اللاجئين، غير مجدية لمعالجة أزمتها المالية وغير مناسبة لمجتمع اللاجئين المتغير في ظل ازدياد احتياجات اللاجئين ومتطلباتهم بشكلٍ مستمر مقابل ثبات الموارد المالية المتاحة.
ورفض أبو هولي قرار "أونروا" بتوحيد السلة الغذائية لما يلحقه هذا القرار من ظلم على اللاجئين الفلسطينيين المصنفين تحت خط الفقر المدقع والذي يقدر عددهم عن 700 ألف لاجئ بتخفيض سلتهم الغذائية بـ 45% من قيمتها علاوة على حجب السلة الغذائية عن آلاف الأسر من ذوي الدخل المحدود.
وسلّم أبو هولي المفوّض العام "ورقة موقف" حول الحلول التي تطرحها دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير لتصويب قرار توحيد السلة الغذائية لمعالجة سلبياته وبما يعود بالنفع على اللاجئين الفلسطينيين، مُؤكداً أنّ ما تضمنته الورقة من سيناريوهات للحل سيشكل أرضية للحوار وصولًا إلى رؤية مشتركة تصب لصالح اللاجئين وتحسين الخدمة المقدمة لهم من حيث الكم والجودة، ودون المساس بها.
كما وضع أبو هولي لازاريني في ضوء الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والتي تزداد سوءاً في ظل انهيار العملة المحلية وغلاء الأسعار وفي ظل جائحة "كورونا" والتقليصات والإجراءات التدبيرية التي تنتهجها "أونروا" بعد قرارها بتحديد قيمة السلة الغذائية بـ 9 دولار للاجئ المصنف تحت خط الفقر المطلق، و14 دولار للاجئ المصنف بالأشد فقراً وهي مبالغ فقدت قيمتها الشرائية مع ارتفاع الأسعار.
وطالب أبو هولي وكالة "أونروا" برفع قيمة مساعدتها النقدية لتتناسب مع ارتفاع الأسعار أو إعادة العمل بالنظام السلة الغذائية بدلاً من المساعدات النقدية، مُؤكداً ضرورة حل ملفات اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا إلى قطاع غزة بصرف بدل ايجار وادراجهم على قوائم المستفيدين من السلة الغذائية والتشغيل الطارئ.
كما رفض أبو هولي توجّه "أونروا" إلى تحديث وتسجيل بيانات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان واللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا إلى لبنان الفلسطينيين، من خلال "بصمة العين" والتي ستبدأ بتطبيق المرحلة الأولى على اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا وصولاً للمرحلة الثانية التي ستشمل اللاجئين في لبنان، مُؤكداً أنّ هناك تخوّفات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بأن تكون عملية التسجيل، من خلال بصمة العين لها أهداف سياسية وأمنية.
وشدد أبو هولي على ضرورة أن تواصل "أونروا" خدماتها الطارئة والعمل على تحسينها وتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين، ومعالجة الآثار الناجمة عن جائحة "كورونا" في الأقاليم الخمسة على مجتمع اللاجئين الفلسطينيين الذي بات مصنفاً من الأكثر الفقراء ضعفاً على مستوى العالم، داعياً وكالة الغوث إلى توفير اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" لجميع اللاجئين في مناطق عملياتها في أسرع وقتٍ ممكن، والتنسيق مع الدول المضيفة للاجئين بخصوص آليات التطعيم.
وأطلع أبو هولي، لازاريني على مشروع قرار تخصيص موارد اضافية من الميزانية العادية للأمم المتحدة لصالح "أونروا" تغطي قيمة العجز المالي لأونروا والذي يأتي ضمن التحرك الفلسطيني باتجاه الأمم المتحدة بتخصيص موارد اضافية سنوية ثابتة من ميزانيتها الاعتيادية لصالح الوكالة، لافتاً إلى أنّ الظروف باتت مهيئة لتمرير القرار في ظل التوجهات الايجابية لإدارة بايدن تجاه "أونروا"، مُطالباً المفوض العام التواصل مع الأردن والسويد لتحديد موعد انعقاد المؤتمر الدولي للمانحين لدعم "أونروا" ولحشد الموارد المالية وتحقيق التمويل الدائم والمستدام من خلال توقيع اتفاقيات متعددة السنوات مع المانحين في أسرع وقتٍ ممكن في ظل عدم قدرة "أونروا" على تلبية الاحتياجات المتزايدة لمجتمع اللاجئين، وتدهور الأوضاع المعيشية والحياتية في المُخيّمات ووصولها إلى حافة الانهيار".
وحضر الاجتماع كلاً من: مدير عام الاعلام والعلاقات العامة ومسؤول ملف "أونروا" بدائرة شؤون اللاجئين رامي المدهون، ومدير عام المُخيّمات في المحافظات الجنوبية د. عادل منصور ومدير مكتب رئيس الدائرة في المحافظات الجنوبية نبيهة الحافي ومدير عمليات "أونروا" في قطاع غزّة ماتياس شمالي والناطق الإعلامي لرئاسة "أونروا" عدنان أبو حسنة ومساعد مفوض عام "أونروا" سنيلي ستادلي.