قوبلت زيارة المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، لمخيّم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوب لبنان، بمظاهرة نظّمتها اللّجنة الخماسيّة والمبادرة الشعبيّة في المخيّم في محيط خيمة الاعتصام الدّائمة، أمام مكتب الإغاثة والخدمات "الشؤون"، صباح اليوم الإثنين 29 آذار/مارس.

جاء ذلك ردّاّ على تهميش وتجاهل وكالة "أونروا" مطالب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وخاصةً في عين الحلوة، الذين ما انفكّوا يقومون بتحركّات احتجاجية مستمرّة ومتواصلة حاملين ذات المطالب للوكالة دون أدنى اكتراث او استجابة.

وأهم هذه المطالب، التي ما زال اللاجئون في لبنان ينادون بها منذ بداية الانهيار الاقتصادي اللبناني، ضرورة إقرار خطّة طوارىء إغاثية وصحيّة وتربويّة عاجلة تشمل كافة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتساندهم.

ورفع اللاجئون أصواتهم المطلبيّة في وجه لازاريني، في وقت ينوي فيه الأخير لقاء القوى الفلسطينيّة السياسيّة واللجان الشعبيّة والمؤسسات والجمعيّات الأهليّة في المخيّم للبحث في أوضاع اللاجئين.

وكانت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، قد اتفقت سابقاً على تقديم مذكّرة احتجاج إلى المفوّض العام، تتضمن تأكيد رفضها التقصير في خدمات الوكالة ووجوب تحمّل المسؤولية الكاملة وتقديم الإغاثة العاجلة.

ومن جهته، دعى مسؤول الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي، لازاريني إلى التدخل السريع لحل العديد من القضايا الملحّة وأهمها مطالبته مضاعفة جهود الوكالة أثناء التصدّي لجائحة "كورونا"، وإلى البحث مع المرجعيّات اللبنانية والفلسطينية بتوفير لقاح "كورونا" مجاني يشمل كافة اللاجئين الفلسطينيين بما فيهم المسجّلين وغير المسجّلين وفاقدي الأوراق الثبوتية، في وقت يعاني فيه ثلث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من خطر الموت بسبب نقص المناعة، وذلك حسب المسح الاقتصادي والاجتماعي الذي أجرته وكالة "أونروا" في 2015.

وطالب هويدي بوضع نداء طوارىء خاص باللاجئين، وبإعادة تقييم المساعدات الماليّة المقدّمة لفلسطينيي سوريا والمستفيدين من شبكة الأمان الاجتماعي وإلى التعامل مع اللاجئين بشكل استثنائي مراعاةً للظروف التي يمرّون بها.

كما طالب هويدي الوكالة بضرورة متابعة بناء السدود اللازمة لمنع امتداد أمواج البحر إلى بيوت وأزقة مخيّم الرشيدية وتجمّع جلّ البحر بمدينة صور جنوب لبنان، إضافةً إلى ضرورة الإسراع في إعادة إعمار مخيّم نهر البارد شمالاً، وتقديم بدلات إيجار ومساعدات إغاثية لأهله في ظلّ ظروفهم المعيشية الصعبة، كما دعى إلى إعادة النظر في قرار الوكالة إجراء مسح بصمة العين للاجئين في لبنان، مطالباً باخذ أسباب الإجماع على رفضه من قبل القوى الفلسطينية السياسية بعين الاعتبار.

ويعاني اللاجئون الفلسطينيون من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، في ظل الانهيار الاقتصادي اللبناني وتفشّي جائحة "كورونا"، حيث قاربت نسبتي الفقر والبطالة ال 80% في أوساطهم، في وقت يعاني فيه الكثير من اللاجئين من تلف في بيوتهم المتهالكة، والتي أصبح العديد منها مع تقادم الزمن غير قابل للسكن، إذ يُصعب على اللاجئين إصلاحها بسبب الظروف الصعبة من جهة، وصعوبة الحصول على تصاريح إدخال مواد البناء عبر حواجز المخيّمات من جهة أخرى، ممّا يجعل بعض هذه العائلات مضطرة إلى اللجوء  للشكاوى والمناشدات والاحتجاجات.

ويشهد مخيّم عين الحلوة عموماً تحركات احتجاجية دورية متصاعدة أدى الحال بتجاهلها إلى نصب خيمة اعتصام دائمة أمام مكتب الشؤون في المخيّم، وكان أهالي "البارد" الذين لم يتم إعادة إعمار منازلهم، قد عبروا خلال الأسبوع الماضي عن مطالبهم القديمة المتجدّدة عن طريق إغلاق مراكز "أونروا" في المخيّم.

 

 

3-3.jpg
3-2.jpg
3-1.jpg
بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد