أحيا اللاجئون الفلسطينيون، اليوم الثلاثاء 30 آذار/ مارس، الذكرى الـ45 ليوم الأرض الخالد في كلٍ من الضفة المحتلة وقطاع غزّة.
وشاركت اللجان الشعبيّة في مُخيّمات المحافظة الوسطى وهي: مُخيّم النصيرات، ودير البلح والبريج في هذه الفعاليات التي اقتصرت على عددٍ محدود من المشاركين نظراً لخطورة الوضع الصحي الذي يمر بهِ قطاع غزّة بسبب جائحة "كورونا".
وانطلق المشاركون إلى شرق مُخيّم البريج حيث الأراضي الزراعية التي تتعرّض دوماً للتجريف والخراب من قِبل قوات الاحتلال الصهيوني، وتم رفع الأعلام الفلسطينيّة واليافطات التي تؤكّد على حق الفلسطينيين المشروع في الأرض، ومن أجل تعزيز صمود أصحاب الأراضي الذين يعانون من بطش الاحتلال على مدار سبعة عقود متتالية.
وأكَّدت اللجان الشعبية للاجئين في مُخيّمات المحافظة الوسطى خلال الفعالية على ضرورة تلاحم كل القوى الوطنية الفلسطينية وتصليب جدار وحدتها والتفافها حول قضيتها الوطنية وعنوانها الرئيسي والأهم وهو الأرض التي كانت وستبقى أعظم ما نلتقي ونعمل من أجلها ونلتف حولها ككل وطني تعتبر وحدته العنصر الأهم في معركته الوطنية المقدسة والمخزون الاستراتيجي الرئيس لتوفير أطواق السلامة وعناصر القوة والمنعة.
وقال حاتم قنديل رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مُخيّم البريج، إنّ هذه الذكرى الخالدة تأتي في ظل تصاعد الاستيلاء على الأراضي، وبناء وتوسيع المستوطنات في القدس والضفة الغربية، واستهداف القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين أحد أهم الثوابت الوطنية الغير قابلة للمساومة، ومحاولات إنهاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الشاهد الدولي والوحيد على مجازر الاحتلال بحق اللاجئين، وعلى مأساة اللاجئين الفلسطينيين وعجز المجتمع الدولي عن إنصافهم لنيل حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها منذ أكثر من سبعون عاماً لن تثني من عزيمة شعبنا وستزيده اصراراً على المضي قدماً في تمسكه بحقوقه الشرعية وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وتابع قنديل حديثه: "اليوم نجدد عهد الوفاء والانتماء للأرض والهوية مع المثلث والجليل والنقب حيث القلاع الصامدة في مواجهة الاستعمار والتهويد، ونبعث بالتحية إلى كفر كنا، وسخين وعرابة، والطيبة وكل مدن وقرى فلسطين المحتلة التي سطرت أروع الملاحم البطولية بدماء أبنائها وجعلت من هذا اليوم يوماً وطنياً يُحيِه الفلسطينيين في كل عام، وبعد مرور خمسة وأربعون عاماً على ذكرى يوم الأرض الخالد فينا نبعث بالتحية لكل أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده بالوطن والشتات".
وتضمنت الفعالية زراعة أشجار الزيتون في أحد أراضي المزارعين شرق المُخيّم، كما سيتم دعم بعض المزارعين بأشجار زيتون أخرى بدعم ومساعدة من جمعية الدار الزراعية واللجنة الشعبية ليتمكنوا من زراعتها بأراضيهم التي تقع شرق المُخيّم لما تحمله من دلالاتٍ رمزيّة ووطنية ترتبط بالتحدي والصمود والثبات، بحسب اللجنة الشعبيّة.
وفي مخيم المغازي، أحيت اللجنة الشعبية للاجئين ذكرى يوم الأرض الخالد عبر وقفة تضامنية على الأراضي الزراعية شرق المُخيّم لما تمثله من أيقونة الصمود وخط الدفاع الأول عن الأرض.
وأكَّد رئيس اللجنة المهندس مازن موسى أنّ إحياء ذكرى يوم الأرض الذي اعتدى فيه الاحتلال على آلاف الدونمات ومصادرتها في مناطق شمال فلسطين وأدت إلى انتفاض أبناء شعبنا في وجه الطغيان والعدوان، هي رسالة شعب يشدو الحرية والاستقلال والعيش بأمان.
وأضاف موسى أنّ أرض فلسطين ستبقى محور الصراع العربي الصهيوني وأن أنظارنا ستبقى نحو فلسطين المحتلة ونحو بيوتنا التي هجرنا منها إلى حين إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإنفاذ القرار الأممي رقم 194 القاضي بالعودة والتعويض.
وفي مُخيّم جباليا شمالاً، نظّمت لجنة المرأة في اللجنة الشعبيّة للاجئين فعالية تراثية بغرس أشتال الزيتون في أراضي مدينة بيت لاهيا على مقربة من الحدود المطلة على القرى والبلدات الفلسطينيّة المحتلة.
وتخلل اليوم التراثي العديد من الفقرات التراثية منها الأهازيج الفلسطينيّة واعداد الأطعمة بمحاكاة لكيفيّة اعدادها في القرى والبلدات الفلسطينيّة ما قبل النكبة.
أمّا في مُخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين بالضفة المحتلة، أحيت اللجنة الشعبيّة ذكرى يوم الأرض الخالد، بزراعة أشتال الزيتون بأسماء شهداء يوم الأرض، بمحاذاة جدار الضم والتوسع العنصري، بقرية طورة جنوب غرب جنين.
وأكَّد المشاركون على ضرورة تعزيز التمسك بأرض الآباء والأجداد، وتعزيز روح الانتماء لفلسطين، لأن يوم الأرض هو عنوان صمود متجدد لشعبنا يعبر فيه عن جذوره الراسخة ورفضه لسياسة تهويد الأرض.
ويُصادف اليوم الثلاثاء 30 آذار/ مارس، الذكرى الـ45 ليوم الأرض، الذي جاء بعد هبة الجماهير الفلسطينيّة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها سلطات الاحتلال، وتمخض عن هذه الهبّة ذكرى تاريخية سميت بـ"يوم الأرض"، حيث تعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.