اشتكى عدد من اللاجئين الفلسطينيين في مخيّم شاتيلا بالعاصمة بيروت من طوفان مجاري الصرف الصحي في المنطقة التي تقع بين مباني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في المخيّم، وذلك خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، حيث شهدت بيروت هطولاً غزيراً للأمطار.
وظهرفي مقطع فيديو مصوّر طوفان الحارة بأكملها بالمياه الآسنة، حيث يحاول 3 أطفال بصعوبة العبور وسط الطوفان. ووجه المشتكون أصواتهم تجاه وكالة "أونروا"، ورموا باللّوم عليها وعلى مشروعها لإدارة الصرف الصحي التي باتت نتيجته الفاشلة واضحة.
كما ظهر صوت أحد اللاجئين في المقطع يستنكر فيه الطوفان الحاصل حتى مع نهاية فصل الشتاء، إضافة إلى الإشارة إلى هدر آلاف الدولارات التي صُرفت لتنفيذ المشروع المذكور.
وتفاعل معه بعض الناشطين على صفحة "فيسبوك" ومنهم من حمّل المسؤولية للقوى السياسية الفلسطينية، مطالبين بضرورة حلّ المشكلة، نظراً لكون شهر نيسان يحمل العديد من المنخفضات الماطرة هذا الموسم، ومن أجل حلّ المشكلة بشكل جذري في المواسم الشتوية اللاحقة.
الطوفان يحصل كلّ شتاء .. مشاكل في تنفيذ مشروع "أونروا"
وفي إطار البحث عن فحوى مشروع وكالة "أونروا" للصرف الصحي في شاتيلا، قال أمين سر اللجنة الشعبية في المخيّم ومسؤول الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في بيروت، المهندس ناجي الدوالي، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ المشروع بالأساس كان مقدّماً من قبل اتحاد المهندسين، الذي ظل يطالب وكالة "أونروا" لسنوات بتنفيذه، وذلك بسبب الطوفان الذي كان يحصل سنويا في كلّ فصل شتاء بين مباني الوكالة، والذي كان يتمتد إلى الشارع الآخر ويدخل إلى البيوت. و يقول الدوالي "كنا دائماً كل سنة بدنا نجيب زورق عشان نقدر نمرق، لكن للأسف ما حدا سمع."
وأدى تكرار هذه الطوفانات إلى الاستنجاد ببلدية الغبيري التي حاولت كثيراً، حسب قول الدوالي، أنّ تحل المشكلة عن طريق إرسال عمّال لتصريف المياه، والتي قررت بعدها، منذ حوالي الـ8 سنوات، تنفيذ مشروع بنى تحتية وبناء قنوات في شاتيلا، بتبرعات شركة ألمانية، وبناء على اقتراح اتحاد المهندسين الفلسطينيين.
وتم الاتفاق مع الشركة والمهندسين والبلدية على تمديد قنوات مياه من ساحة صبرا، التي هي حدود بلدية الغبيري، وصولاً إلى محطة الرحاب، على أن يتم تمديد خطّان، خط 90 للطوفان، وخط 110 للمياه الآسنة، أي مياه تصريف المجاري، بالإضافة إلى بناء غرف تفتيش هدفها الصيانة والتنظيفات.
وكان اتحاد المهندسين قد طلب من الشركة والبلدية واتفق معهما على تمديد خط من منطقة الراسلات في المخيم، أي ما قبل بنايات "أونروا"، وحتى شارع الوحش، وهو الشارع الذي يلتقي مع الشارع المؤدّي إلى محطّة الرحاب، وذلك بأنابيب سعودية مقاومة للضعط، بالإضافة إلى بناء غرف تفتيش.
الغلط الأساسي لمشروع وكالة "أونروا"، الذي جاء قرار تنفيذه سريعاً، أنهم وضعوا أنابيب بقطر 40 سم، ومدووا خط واحد، بدل من أنابيب بقطر 80 سم.
إلاّ أنّ وكالة "أونروا"، ظلت لسنين طويلة تقارب الـ 10 سنوات تتجاهل نداءات أهالي المخيم وفق دوالي، وانتظرت إلى أن بدأت الشركة بالتنفيذ خارج المخيم، وأرسلت مقاولاً ليبدأ بالحفر عند بنايات الوكالة، ونفذوا مشروعهم على هذا الأساس، ليتوقف مقابله مشروع الشركة الألمانية.
يرى الدوالي، أنّ الغلط الأساسي لمشروع وكالة "أونروا"، الذي جاء قرار تنفيذه سريعاً، أنهم وضعوا أنابيب بقطر 40 سم، ومدووا خط واحد، بدل من أنابيب بقطر 80 سم، وتمديد خطين.
إذ يضيف أنّ قطر الأنبوب مهم للمدة الزمنية، وأن قطر 40 سم يعني عدم الأخذ في الحسبان السنوات القادمة، ولا حاجات وعدد سكان المنطقة، وأنّ البنى التحتية من المفترض بها أن تحتسب لفترة 10 سنين قادمة على الأقل، عدا عن انتقاده ترك موظفين "أونروا" الأوساخ والوحول داخل الأنابيب وعدم تفقّدهم غرف التفتيش.
ويفترض الدوالي أن سبب قيام وكالة "أونروا" بهذه السرعة بتنفيذ المشروع هو الحفاظ على ماء وجهها أمام المجتمع الدولي، وكي لا يحتسب عليها أنّ شركة ألمانية وبلدية لبنانية قد قاموا بتنفيذ مشروع إصلاحي لمخيّم يقع ضمن إطار مسؤولياتها.
وتعتبر مشكلة طوفان المياه مع كل موسم شتاء، إحدى كبرى المشاكل المزمنة التي يعاني منها مخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة بيروت، حسث يعتبر من أكثر المخيّمات بؤساً من ناحيّة البنى التحتيّة، سواء المتعلقّة بالصرف الصحيّ أو الكهرباء والمياه المالحة وسواها من المشاكل التي تؤرّق حياة ساكنيه.