أفرجت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" مساء أمس الخميس 8 نيسان/ أبريل، عن الأسير منصور الشحاتيت البالغ من العمر (35) عاماً، بعد قضائه 17 عاماً في سجن النقب الصحراوي.
وخرج الأسير من الأسر، فاقداً لذاكرته بسبب تعرضه للتعذيب، وتعرّضه للعزل الانفرادي لسنوات طويلة، حيث لم يستطع التعرّف على والدته وأخوته وأقاربه، حسبما أفاد مدير نادي الأسير أمجد النجّار.
واستقبل أهالي بلدة دورا في الخليل المحتلّة، ابنهم المُفرج عنه، عند حاجز الظاهريّة العسكري، وقد بدت على الشحاتيت مظاهر الانهاك، نظراً لحجم الانتهاكات التي تعرّض لها في سجون الاحتلال.
وجرى اعتقال الشحاتيت في العام 2003 بتهمة مقاومة الاحتلال، حيث لم يكن يعاني من أيّة أمراض، الّا أنّ التعذيب خلال فترة التحقيق، تسبب له بعدّة اعتلالات نفسيّة وجسديّة، تعمّد الاحتلال مفاقمتها من خلال سياسة الاهمال الصحّي، والعلاج بالمسكنات، فيما لم تحمه حالته المرضيّة من ايداعه بالسجن الانفرادي، حيث ساءت حالته حتّى فقد ذاكرته بحسب معلومات نشرها عدد من المقربين منه.
كما ظهرت على الاسير الشحاتيت خلال الأسر عدّة أعراض مرضيّة خطيرة، كضيق في التنفس و تقطع في الكلام وضعف النظر وخربطات في دقات القلب وآلام حادة في القدمين، دون تقديم له أي نوع من انواع العلاج.
يذكر، أنّ انتهاكات الاحتلال داخل السجون ومن ضمنها سياسة الاهمال الطبيّ المتعمّد، والعزل الانفرادي وسواها من الممارسات، تدخل في إطار السياسات الممنهجة، وكان تقرير أصدرته الجامعة العربيّة عام 2020 الفائت، قد أشار إلى أنّ عدد الأسرى بلغ خلال العام نحو 4400 أسير، بينهم 38 أسيرة، و170 طفلاً، و500 معتقل إداري، و1300 حالة مرضيّة، منهم 80 حالة بحاجةٍ ماسة لكشوفات طبيّة عاجلة، إضافة إلى 17 أسيراً يرقدون بشكلٍ دائم في عيادات السجون، ويُمارس بحقهم كافة الأساليب الإجراميّة التي تخالف مبادئ حقوق الإنسان، وينتزع منهم حقوقهم الأساسية التي كفلتها المعاهدات الدولية ذات العلاقة.