شهد مخيّم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوب لبنان، ارتفاعاً جنونيّاً في أسعار الخضار والمواد الغذائية، فيما حافظت مخيّمات أخرى في مدينة صور على الأسعار، وذلك في أوّل أيام شهر رمضان 13 نيسان/أبريل، في وقت غاب فيه اللحم عن سوق مخيّم عين الحلوة الشعبي، حسبما رصد " بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
فمخيّمي البص وبرج الشمالي في صور حافظا نوعاً ما على أسعار الخضار فيهما، مع ارتفاع بسيط في سعر باقتي البقدونس والخسّ، حيث ارتفع سعر البقدونس من 750 إلى 1000 ليرة لبنانية في مخيم برج الشمالي، وسعر الخس من 1500 إلى 2000 ليرة، بينما حافظت البندورة على سعرها الثابت منذ شهر ويبلغ 3500 ليرة، والخيار 4000 ليرة، حسبما أفادت إحدى نساء مخيّم برج الشمالي زهرة معياري لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، والتي أضافت أنّ اللحم المدعوم لم يصل إلى المخيّم بعد.
ويصل سعر كيلو اللحم غير المدعوم إلى 65 ألف ليرة، والإقبال عليه ضعيفاً إجاملاً. وهذا الإرتفاع البسيط والتقلبات الضئيلة في الأسعار بين يوم وآخر تشهدها الأسواق منذ بداية الأزمة الإقتصادية عموماً في لبنان.
جنون الأسعار في عين الحلوة
أمّا في عين الحلوة، فقد ارتفع سعر باقة البقدونس في سوقه إلى ثمانية أضعافه من 250 ليرة إلى 2000 ليرة لبنانية، وارتفع سعر الخيار أمس 2000 ليرة لبنانية حيث وصل سعره إلى 6000 ليرة، ليعاود الإرتفاع اليوم ليصل إلى 10 الاف ليرة، حسبما أفاد أحد بائعي الخضار في عين الحلوة، أحمد أبو النصر، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وأضاف أبو النصر، أنّ سعر كيلو الفليفلة الحلوة بلغ 10 آلاف، والبندورة 4 آلاف، والموز وصل سعره إلى 6 آلاف، ممّا أجبر أبو النصر على إقفال محلّه اليوم بسبب عدم قدرته على جلب البضائع، مشيراً أنّ صحن الفتوش، وهو من الأطباق الرئيسية على السفرة الرمضانية في كلّ بيت، والذي كانت تكلفته لا تتعدّى 3 آلاف ليرة السنة الفائتة، أصبحت الآن لا تقل عن 20 آلف ليرة.
أمّا اللّحم فقد غاب تماماً عن سوق عين الحلوة بسبب امتناع المسالخ عن بيع اللحامين في المخيّم اللحم المدعوم الذي كانوا يحصلون عليه سابقاً، ويبلغ سعر الكيلو منه 45 ألف ليرة. وقال أبو النصر في هذا الصدد: "كأول يوم رمضان، ما في لحمة بعين الحلوة، الملاحم في المخيّم على تنسيق يومي مع المسالخ في الخارج، إلّا أن المسالخ امتنعت عن إعطاء الملاحم بحجة عدم توفر اللحم المدعوم، إلّا أنّ منطقة صيدا، خارج المخيم، مليئة باللحم المدعوم، وبعض أهالي المخيم قد اشتروها من الخارج."
غياب الرقابة والمحاسبة تتيح للتجار فرصة التلاعب
أمّا سوق عين الحلوة، فقد خفّ الإزدحام فيه، "في عالم بس مش عجقة أوّل يوم رمضان"، حسبما أضاف أبو النصر، مشيراّ إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية أيضاَ بشكل جنوني، واستغلال بعض التجار داخل المخيم للأزمة الإقتصادية، حيث يقومون بشراء البضائع المدعومة من الخارج ويبعونها بأسعار على هواهم في المخيّم، وغياب الرقابة والمحاسبة تتيح لهم فرصة هذا التلاعب. يعطي أبو النصر مثال ذلك، الفطر كان سعره أمس بالمخيم 38 ألف، ليرتفع اليوم إلى 43 ألف، أمّا في الخارج فيبلغ سعره 22 ألف، مشيراً أنّ هذا التضارب بأسعار المواد الغذائية بين الداخل والخارج، والذي يشتكي منه كثير من اللاجئين، لا نلمسه في مجال الخضار.
يأتي ذلك في ظلّ ارتفاع نسبتي الفقر والبطالة بين أوساط اللاجئين الفلسطنيين، وسط الإنهيار الإقتصادي الذي يشهده لبنان، مع تفشي جائحة "كورونا" وأزمة خبز وبنزين في البلاد.